ما زالت قطارات الصعيد، خاصة قطارات الدرجتين الثالثة والثانية العادية، والمعروفة باسم «القشاش» أو «السبنسة»على حالها، فمشكلات الصيانة لا تجد حلاً لدى قيادات الهيئة، بالإضافة إلى المهاترات بين الركاب وبعضهم أو مع الباعة الجائلين والمسجلين خطر، الذين يحكمون عالم السكة الحديد. يعانى ركاب القطارات بقنا أشد المعاناة فى ظل غياب الرقابة وعدم وجود وسائل سفر أخرى، ويعتبر مصطفى سليم محمد، أحد المواطنين، السفر بالقطار العادى غير المكيف رحلة عذاب، مضيفاً: إلا أنه أفضل وسيلة للمواصلات، مشيراً إلى أن أهم مشكلات القطار هى الباعة ومشاكلهم مع الركاب، ومحاولة فرض سلعهم الرديئة على الركاب بالقوة، وفرض سيطرتهم ونفوذهم، وكثيراً ما تحدث مشادات ومعارك. واستنكر منتصر محمود، أحد الركاب، الفوضى والتخلف داخل القطارات، قائلاً «نحن فى عصر التطور، فلا يمكن أن تكون صحة الإنسان معرضة للخطر بهذا الشكل الذى نراه فى القطارات، فلابد من توفير قطارات حديثة، وإلغاء جميع القطارات العادية الموجودة حالياً لأنها بلا مياه ولا إضاءة وتنعدم فيها كل وسائل الأمان». وأوضح على حسن عبداللطيف أنه نظراً للزحام الشديد يقوم كثير من الركاب بالذهاب إلى المخزن حتى يستطيع حجز كراسٍ وأحياناًً نجد بعض «الكمسارية» يستخدمون لغة مهينة فى معاملتهم للركاب، وهناك بعض الأفراد الذين يستخدمون لغة بذيئة داخل القطارات، فكلنا نعرف أن «قشاش» الصعيد دائماً يحمل أكثر من العدد المطلوب مما يتسبب فى زحام شديد ومشكلات ومعارك. وأشار عمرو سعد محمود إلى أن جميع شبابيك القطارات القشاشة مكسرة، ولشدة الزحام يقوم بعض الركاب بافتراش دورات المياه، بالإضافة إلى الأعطال والحرائق، خاصة فى الجرارات، مما يصيب الركاب بالفزع والرعب الشديدين، كما أن التأخير دائم بتلك القطارات، فهناك اهتمام بالقطارات المكيفة وإهمال للقطارات العادية. وطالب «الراكب» رئيسَ هيئة السكة الحديد بالعناية بالطبقة الكادحة وتوفير وسيلة سفر مناسبة مع زيادة القطارات المتجهة إلى الصعيد، نظراً لزيادة الوافدين إلى محافظة قنا بعد افتتاح جامعة جنوب الوادى وإقبال الطلاب من جميع المحافظات عليها مع رفع أداء الخدمة بقطارات الدرجة الثالثة للمواطنين الفقراء.