قطارات الصعيد‏..‏ تكسر إشارة الانضباط

مازالت قطارات الصعيد خاصة قطارات السبنسة الدرجة الثالثة تسير عكس الاتجاه وتخلو من كل أشكال الآدمية فدورات المياه متهالكة ورائحتها كريهة والباعة الجائلون صداع مزمن للركاب‏,‏ ناهيك عن السلوكيات غير المسئولة من بعض الركاب الذين يصطحبون أقفاصا مملوءة بكل أنواع الطيور أو مواقد الكيروسين الصغيرة لعمل الشاي و خلافه‏
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجد شبابيك القطارات غير موجودة أصلا والموجود منها بلا زجاج والابواب انتهي عمرها الافتراضي منذ عشرات السنين ناهيك عن الفوضي غير المسبوقة في بيع التذاكر‏,‏ ويقول أبوحراجي محمد مصطفي إن المواطن البسيط ذهب حقه ادراج الرياح فلا يستطيع أن يحصل علي تذكرة بالدرجة الأولي أو الثانية المكيفة في ظل السوق السوداء ولكي تحصل علي تذكرة لابد أن تدفع علي الأقل‏25%‏ زيادة عن قيمتها الحقيقية‏.‏ويضيف أن السبب يرجع إلي أن المشترك يمكنه سحب عدد كبير من التذاكر ثم يقوم ببيعها في السوق السوداء‏.‏ويؤكد شبيب هاشم مزارع أن الطامة الكبري تحدث في القطار القشاش الذي يمر بالمراكز والقري حيث الألفاظ النابية والزحام الشديد خاصة في أيام الأعياد والاجازات‏,‏ علاوة علي ما يسببه الباعة الجائلون من فوضي وارتباك في ظل غياب الوجود الأمني‏.‏أما شعيب شحاتة عبدالموجود عضو مجلس محلي مركز قنا فيؤكد أن هناك من يستغل تذاكر القطارات ويبيعها في السوق السوداء وهناك من يبدل التذاكر والمقاعد داخل القطارات ويفرض تذكرة كاملة علي طفل لا يتعدي عمره‏7‏ سنوات وعندما تهدده بإبلاغ المسئولين يرد قائلا‏:‏ أنا المسئول‏.‏بينما يقول مجدي سيد الشيخ عضو مجلس محلي قنا إن أجهزة التكييف بالدرجة الثانية معطلة باستمرار ودورات المياه غير آدمية‏,‏ ناهيك عن أن عدم وجود قطارات كافية أدي إلي احتكار الموظفين للتذاكر‏.‏وبعرض المشكلة علي محمد السيد حجازي رئيس الإدارة المركزية لشئون الرئاسة بالسكة الحديد أكد أنه يتم صرف التذاكر بمعرفة الشبابيك لكل من يطلبها وكان مسموحا للفرد وأسرته الحصول علي سبع تذاكر إلا أن بعض ضعاف النفوس كانوا يترددون علي الشبابيك ويقومون بصرف التذاكر وتجميعها وبيعها لحسابهم بسعر أعلي من قيمتها بغرض تحقيق الربح السريع مستغلين فرصة الزحام الشديد في الصيف وزيادة أعداد المسافرين إلي السواحل الشمالية من أهل الصعيد لقضاء اجازة الصيف‏,‏ لافتا إلي أنه لا دخل لموظفي الهيئة في عملية بيع التذاكر بالسوق السوداء والدليل علي ذلك ضبط اثنين من العاملين بأحد الفنادق وبحوزتهم‏1380‏ تذكرة نقدية أي تم شراؤها من الشبابيك و لم يتم ضبط موظف واحد بالهيئة وبحوزته تذاكر معروضة للبيع خارج الشبابيك‏.‏ويضيف محمد السيد حجازي أن الهيئة في سبيلها الآن لتغيير الحجز لتفادي التعامل بالنقد الورقي ويكون فقط بالكروت الذكية لمنع أي وسيلة للتربح‏,‏ كما تم تخفيض عدد التذاكر للفرد الواحد وأسرته إلي‏5‏ تذاكر وأي فرد يطلب أكثر من ذلك يتم أخذ جميع بياناته وبيانات التذاكر والتحفظ عليها في حالة ظهورها في السوق السوداء‏.‏ وقال إن الهيئة تسعي لتطوير القطارات وتبذل قصاري الجهد لراحة المواطنين‏.‏