يعلمها الجميع حتي الاستقالات أو الاقالات من جانب الوزراء لم تسهم في إزالة الأخطاء التي تؤدي إلي ذلك. وفي الإسكندرية تواجه القطارات خطرا حقيقيا يواجه الجمهور الذي يتعامل معها يوميا ولا يعرف لمن يشكو هذا الاهمال والتردي الذي وصلت إليه الحالة خاصة أنهم يعرفون أن المسئولين علي علم بكل صغيرة وكبيرة لما يحدث في الهيئة. حيث يعاني ركاب القطرات ومستخدمو السكك الحديدية بالإسكندرية من سوء مستوي الخدمة والمعاملة غير الآدمية بالإضافة إلي تدني مستوي النظافة والزحام الشديد بين الركاب، الذين يستنكرون بشدة سوء تعامل إدارة هيئة السكك الحديدية معهم فيما يتعلق بحجز التذاكر وتنظيم مواعيد الرحلات والإعلان عنها بالإضافة إلي الزحام الشديد وسوء النظافة والروائح الكريهة التي تنتشر معها الأمراض المعدية خاصة مع تنامي خطر أمراض الإنفلونزا في الوقت الراهن، فضلًا عن المأساة الكبري لعدد كبير من الفتيات والنساء داخل تلك القطارات حيث يتعرضن للتحرش من بعض الركاب في غفلة تامة لأي دور أمني داخل عربات القطار أو في محطات الركوب كما انتقد عشرات السائقين وعمال وموظفو الهيئة سوء حالة الطرق والقضبان والتحويلات والإشارات وتدهور الحالة الفنية لعربات القطار وندد عدد كبير من ركاب القطارات الممتازة "الفرنساوي" و"الإسباني" وركاب القطارات الشعبية وقطارات الدرجة الأولي بما وصفوه بمبالغة وزارة النقل والمواصلات في الإعلانات ذات الأثمان المبالغ فيها في الوقت الذي تترك فيه الهيئة القطارات وما فيها من مقاعد ونوافذ ودورات مياه وغيرها من المرافق بحالة مزرية لعدم وجود ميزانية كافية لصيانتها بالإضافة إلي العطل الدائم بمكيف الهواء الموجود في القطارات المميزة رغم ارتفاع أسعار التذاكر مقابل تلك الخدمات. كما تتكرر بعض الشكاوي بشكل دائم مثل تعطل الجرارات المفاجئ بشكل مستمر مما يستدعي توقف القطارات عشرات المرات في الرحلة الواحدة - ولفترة طويلة - فضلًا عن عدم دراية العمال الموجودين في القطارات أثناء الرحلة بطريقة إصلاح العيوب لاستكمال الرحلة مرة أخري• وقد تقدم عدد كبير من المواطنين بشكاوي وتظلمات لمحافظ الإسكندرية للمطالبة بضرورة تمهيد وإصلاح المزلقانات لتسهيل حركة مرور السيارات والمواطنين وسد الفتحات غير القانونية الموجودة بأسوار السكك الحديد لحماية أرواح المواطنين وسرعة إصلاح المحطات الآيلة للسقوط خاصة في "غبريال، الظاهرية، باكوس، الرمل الميري، سيدي بشر" حيث إنها الأكثر تضررًا وخطورة علي أرواح المواطنين كما طالبوا بتقليم الأشجار الموجودة علي حرم السكة الحديد لأنها تشكل خطورة بالغة علي ركاب القطارات لقربها من النوافذ بالإضافة إلي المطالبة بتحديث الموقف الخاص بانتظار السيارات بمحطة ركاب محطة مصر لتلائم الشكل الحضاري لمدخل محافظة الإسكندرية. من جانبه أكد أحمد مهني رئيس لجنة النقل والمواصلات بالمجلس الشعبي المحلي بمحافظة الإسكندرية أن اللجنة اجتمعت بمدير الهيئة العامة للسكك الحديدية للمسافات القصيرة بالإسكندرية المهندس أحمد عبد الحميد ومدير المبيعات بالهيئة المحاسب عبد الهادي العدوي ومدير أملاك السكة الحديد المهندس حامد مصطفي ومفتش إدارة النظافة بالسكة الحديد المهندس ناصر عبد الحميد لمناقشة الأوضاع السيئة للقطارات والتي ينتج عنها الكثير من الأزمات للمواطنين.. وأكد مهني أن أزمات قطارات الإسكندرية قائمة منذ فترة طويلة ولم تلق حلولًا جذرية مما أثار غضب وسخط المواطنين خاصة أزمة النظافة داخل وخارج القطارات، مشيرًا إلي أن اللجنة اقترحت علي اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية إسناد مهمة نظافة حرم السكك الحديد إلي الشركة الفرنسية المسئولة عن النظافة بالمحافظة لما تملكه الشركة من إمكانيات بشرية ومادية وتقنية عالية تساعدها علي إنجاز ذلك الأمر علي ما يرام بعكس الجمعية القائمة علي النظافة في الوقت الحالي علي أن يبرم تعاقد مباشر بين الهيئة وشركة النظافة بالإضافة إلي دراسة إمكانية تأجير الهيئة للمناطق المملوءة بالقمامة علي جانبي حرم السكة الحديد بهدف إنشاء مشاتل زراعية مكانها للحفاظ علي البيئة. وفي السياق نفسه طالب المجلس المحلي المحافظ بتنفيذ قراراته التي أصدرها في الجلسة العامة والخاصة بإجبار هيئة السكك الحديدية علي تنظيف وغسيل عربات القطارات من الداخل والخارج مراعاة لآدمية الركاب فضلًا عن سرعة إصلاح جميع دورات المياه بالمحطات ووضع الحراسة اللازمة عليها لحمايتها من السرقة والعبث بها كما طالب المجلس محافظ الإسكندرية بضرورة فتح باب محطة الركاب المجاور لهيئة البريد بمحطة مصر بالإضافة إلي عمل سلم في المنطقة الواقعة نهاية شارع صفية زغلول أمام باب الشرطة وذلك تسهيلًا علي جمهور الركاب في الدخول والخروج من المحطة ومراعاة كبار السن والمرضي. وطالب المحافظ بتوجيه هيئة السكك الحديدية بحث المواطنين علي استخدام الكباري العلوية والأماكن القانونية المخصصة للعبور لحماية أرواحهم فضلًا عن إزالة جميع الإشغالات بالمحطات التي تقع بجوار المزلقانات والخاصة بالباعة الجائلين والعشش والعربات الكارو وغيره ويحدث هذا في المحافظة التي شهدت إنشاء ثاني أقدم خط سكك حديدية في العالم عام 1853 بين الإسكندرية والقاهرة بعد خط السكة الحديد الأول في العالم في لندن. يذكر أن الهيئة العامة لسكك حديد مصر بدأت العمل منذ عام 1853 بما يقرب من 47 قطارًا تم استيرادها من إنجلترا آنذاك وقفز هذا العدد حاليا إلي 1350 قطارًا تنقل أكثر من 3.2 مليون راكب يوميا ونحو 600 مليون راكب سنويا يدخلا إلي خزانة الهيئة 750 مليون جنيه سنويا وتم تصميم السكك الحديدية في مصر علي النمط الإنجليزي من حيث بناء أرصفة عند مواقف القطارات.