زي أي يوم قابلت أحمد صاحبي، وزي كل مرة سألته عامل أيه وأحوالك وأخبار شغلك، وكنت منتظر منه الرد العادي زي أي حد بيرد على السؤال ده، ولكن بصراحة رده فاجأني لاقيته بيقولي "الحمد لله ماشي والقرد على كتفي" وضحك جدًا، وأنا كمان ضحكت جدًا، وبعدين سألته أيه علاقة الجملة دي بالسؤال.. يعني أيه "ماشي والقرد على كتفك" ؟. رد عليا وقال: "يعني هو أنت مش ماشي والقرد على كتفك.. والراجل اللي واقف هناك ده كمان مش واقف والقرد على كتفه.. والراجل اللي في التليفزيون ده هو كمان مش بيتعصب وبيحلل وبيناظر والقرد على كتفه.. " فقولتله: "يعني أيه الناس دي كلها قرداتيه ولا أيه؟".. فقالي: "لاء لا سمح الله"، قلتله: "أمال تقصد أيه قولي؟". قالي: "يا صاحبي أنا وأنت وغيرنا كتير عايشين بنظرية (القرد) اللي بيتحول ويتغير ويلعب على حسب اللي بيعيشه، يعني في شغلك القرد بيشتغل ويبقي همام المهم ترضي اللي حواليك، حتى لو أنت مش راضي، وفي البيت برضو القرد بيحاول يسلي اللي معاك علشان تبقى قعدتك حلوة، حتي لو أنت مش مبسوط، وفي الشارع القرد بيتنطط في كل حته علشان تروح بسرعة أو تروح مشوار بسرعة، أو حتى تروح بالسلامة، وحتى الغلبان اللي بيعيش اليوم بيومه ده بقي القرد بتاعه يا عيني مش بيبطل على طول شغال لعب وتنطيط وتظبيط المهم يأكل عيش ويعرف يعيش، حتى اللي في التليفزيون واللي أكلوا دماغنا وتعبونا وغلبونا وقسمونا ودوخيني يا لمونة برضو قردهم شغال تمام مرة يبقى سياسي، ومرة يبقى دبلوماسي، ومرة يبقى حماسي، ومرة ومرة.... وكله شغال علشان لقمة العيش المهم أنك تعرف أمتى تشغل القرد وأزاي". قولتله: "طب لو القرد مات.. هنعمل أيه؟، فكر كتير وقالي يبقي اللي شايله على كتفه أعتزل الحياة. ففكرت كتير في كلامه، لاقيته مافيهوش غلط ولا سب ولا انتقاص لحد، وعلشان كده قولت: "أنا هنقل الصورة زي ما قالها ولأني مقتنع بيها، وبتغيير الوشوش، والمواقف، والأفعال اللي بتحصل دلوقتي، قولت لازم أقول للناس بلاش نشغل القرد.. خلينا نشغل عقلنا أحسن ونفكر ونطور ونشتغل، ونطمن جدًا أن ربنا كبير وعظيم وأجره لينا أكبر من أي أجر.. ويارب نبطل "نمشي بالقرد على كتفنا".