يعد صوم شهر رمضان الركن الرابع في الإسلام، ويعد للصيام فضائل عدة، إلا أن المسلمين يكون لديهم العديد من التساؤلات حول الصيام وماذا يفسده، خاصة الأدوية؟ ** هل الحقن بجميع أنواعها؟ - الحقن التي في الوريد أو العضل لا تفطر الصائم إذا أخذها في أي موضع من مواضع ظاهر البدن، سواء أكانت للتداوي أم للتغذية أم للتخدير؛ لأن شرط نقض الصوم أن يصل الداخل إلى الجوف من منفذ طبعي مفتوح ظاهر حسا؛ والمادة التي يحقن بها لا تصل إلى الجوف أصلا، ولا تدخل من منفذ طبعي مفتوح ظاهر حسا، فوصولها إلى الجسم من طريق المسام لا ينقض الصوم. وأما الحقن الشرجية، وهي التي تعرف بالحقنة والاحتقان عند الفقهاء- فمذهب جمهور العلماء أنها مفسدة للصوم إذا استعملت مع العمد والاختيار؛ لأن فيها إيصالا للمائع المحقون بها إلى الجوف من منفذ مفتوح، وذهب اللخمي من المالكية إلى أنها مباحة لا تفطر ** هل الفحص المهبلي يفسد الصيام؟ - الفحص المهبلي الذي يتم فيه إدخال الة الكشف الطبي في فرج المرأة: فإنه يفسد الصوم عند الجمهور، خلافا للمالكية،وعلى ذلك: فيمكن لمن احتاجت إلى ذلك من النساء حال صيامها أن تقلد المالكية، ولا يفسد الصوم بذلك حينئذ، وإن كان يستحب لها القضاء خروجا من الخلاف. ** هل وضع النقط في الأنف أو الأذن؟ - الجوف عند الفقهاء عبارة عن: المعدة، والأمعاء، والمثانة -على اختلاف بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا دخل المفطر إلى أي واحدة منها من منفذ مفتوح ظاهر حسا فإنه يكون مفسدا للصوم؛ ولذلك يجعلون وضع النقط في الأنف مفسدا للصوم إذا وصل الدواء إلى الدماغ، فإذا لم يجاوز الخيشوم فلا قضاء فيه وكذلك وضع النقط في الأذن: مذهب جمهور الفقهاء والأصح عند الشافعية أن الصوم يفسد بالتقطير في الأذن إذا كان يصل إلى الدماغ، بينما يرى بعض الشافعية كالإمام أبي علي السنجي والقاضي حسين والفوراني -وصححه حجة الإسلام الغزالي- أنه لا يفطر؛ ذهابا منهم إلى أنه لا يوجد منفذ منفتح حسا من الأذن إلى الدماغ، وإنما يصله بالمسام كالكحل. ** هل التبرد بالماء يفسد الصيام؟ - اغتسال الصائم للتبرد جائز شرعا ولا شيء فيه ولا يفسد الصوم، وعلى الصائم أن يحرص على عدم دخول الماء إلى جوفه من الفم أو الأنف، فإذا حصل دخول جزء من الماء في الجسم بواسطة المسام فإنه لا تأثير له؛ لأن المفطر إنما هو الداخل من المنافذ المفتوحة حسا للجوف كما سبق. ** هل نقل الدم أثناء الصوم يفسده؟ - جمهور الفقهاء على أن الحجامة لا تفسد الصوم؛ لأن الفطر مما دخل لا مما خرج، وهذا ضابط أغلبي، ومثل الحجامة في الحكم نقل الدم؛ فإنه لا يؤثر على صحة الصوم، لكن بشرط أن يأمن الصائم على نفسه الضعف أو الضرر.