مش فاهمة أيه كمية البشر الموجودة في "السوبر ماركت" ديه، بحس إن الناس مش بتروح عشان تشتري بقدر ما بيروحوا يتفسحوا !. يعني أيه أقعد ثلاث أربع ساعات في نفس المكان ألف حوالين نفسي، وأفضل أشيل في حاجات، وأقول إني بجيب تموين البيت، ولما نقول تموين يبقى على الأقل يكون هيقضينا شهر مثلًا، لكن الحقيقة إن الناس بتشتري كميات ب"الهبل" تكفي معونة لدول المجاعة، وكمان بتستهلكها بنفس سياسة "الهبل" وبالتالي بتلاقي نفس البني آدمين موجودين كل أسبوع في نفس المكان بيجيبوا تموين الشهر!. وياريت الليلة بترسى على سوء استهلاك، لأ ده وجودك أصلًا جوه المكان كفيل إنه يجبلك شلل رباعي من اللي ممكن تشوفه، بصراحة اللي بيحصل في أي سوبر ماركت ممكن يتدرس في كتب، ويتكتب عليها بالحجم العريض "أيه الخطأ اللي في الصورة أو أيه اللي مش خطأ في الصورة"، مثلًا واحدة ست طويلة عريضة واقفة في ركن الخضراوات والفاكهة، ووقفت قدام صندوق عنب وأقعدت تأكل بذمتكم ده طبيعي!. تقريبًا افتكرت نفسها واقفة مع البياع على العربية في الشارع، وتخيلته وهو بيقولها "دوقي يا حجة ونبي ده زي العسل أوزنلك بقي".. بس الحجة قعدت تأكل مش مجرد دواقة ده غير إنها ماشترتش.. بلاش دي، أقولكم على غيرها عارفيين "الرول" بتاع الأكياس البلاستيك اللي بيبقى موجود جنب الخضار والفاكهة عشان نعبي فيه الكميات اللي إحنا محتاجينها، لاقيت راجل فاضل محترم شايل "رول" منهم وحطه في عربية التسوق، وماشي بيه وعادي بقى بقية الناس تولع، المهم تتبعته بنظري ويارتني ما تتبعته لاقيته راح في ركن تاني، ومسك رول تاني وابتدى يقطع منه ويستخدمه، "آمال حضرتك الرول الأولاني اللي خدته وحطته في عربيتك بتعمل بيه أيه؟!". طيب لما يبقى أب وأم محترمين ماشين وعيالهم بيجروا وراهم، وعيل ماسك كيس بطاطس، وعيل تاني ماسك شيكولاته، والاتنين خلصوا أكل، والورق اترمى على الأرض قدام عيونهم ده يبقى اسمه أيه ؟!. "كل ده بقى كوم، وقصة العروض دي كوم تاني وهي دي اللي جايبالنا الكافية تلاقي العربية بتاعة المشتريات مرصوصة حاجات غريبة ملهاش لازمة، ويقولك ده عرض تحفة مش فاهمة أيه هو اللي تحفة لما يلزقلي زجاجة زيت على كيس مكرونة ويقولي ده عرض، وإحنا نفرح ونجيبه ونكون أصلًا مش بنستخدم الماركتين اللي نازل عليهم العرض، لكن عشان كلمة عرض دي بنحس إنها فرصة فنستخسر، طيب اكتفينا إحنا كده بقى بالعرض؟! لأ طبعا ده يبقى اسمه كلام برضه لازم نجيب العرض واللي بره العرض.. طيب ليه أنا مش فاهمة!. من الحاجات اللي بتنرفز، إن إحنا مهما نحمل في حاجات نلاقي نفسنا ناسيين حاجات تانية، طيب معقولة كل دي حاجات بنستهلكها وإحنا مش حاسين!. بجد الموضوع، محتاج دراسة بحثية نحاول نفهم بيها أيه اللي بيدور في عقلية الواحد وهو بيشتري سلع غذائية، ليه الأمر بيبقى محير كدة، يعنس شيء يدعو للذهول إن الواحدة تبقى واقفة قدام كل رف من رفوف السوبر ماركت مثلًا ساعة، وقاعدة تفكر تأخد أيه. وعلى رغم من كل المشاهد اللي ممكن يتعمل منها أفلام ومسلسلات، استحالة تشوفها طبعًا إلا في مصر إلا أن السوبر ماركت هيفضل هو الرحلة الأسبوعية المميزة في كل بيت مصري.