■ وأنا صغيرة.. وأعوذ بالله من كلمة وأنا صغيرة دى.. بتجيبلى حساسية.. أول ما حد يقولها قدامى.. أشعر إنى اتورطت.. حايحكيلى بقى حكاية طويلة مليانة ذكريات .. ويمكن مشاعره تسيب ويقوم مدمّع أو متشحتف واحتمال ينخرط فى نوبة بكاء مرة.. ويصبح دورى فى القعدة هو الاستماع بتأثر وقد أتشحتف وأنهنه معاه من باب المشاركة الوجدانية.. ولذلك.. وتوخيا للحذر.. مفيش وأنا صغيرة.. ■ وأنا عيلة.. وفى المدرسة.. كان عندى داء لعين.. أقعد ساكتة كتير وأراقب.. وكنت أختار الجلوس فى أول صف متلككة بإن اسمى يبدأ بحرف الألف.. مع إن شلة نجوم الفصل بيتعمدوا يقعدوا فى آخر صف عشان يمارسوا كل الشيطنة الممكنة أثناء الحصة.. وكنت أنشن على الكرسى اللى فى الكورنر.. عشان طول الوقت أبقى قاعدة موروبة وكاشفاهم كلهم وأراقب تصرفاتهم وانفعالاتهم.. وأكوّن آراء مش عارفة حاعمل بيها إيه.. لكن اتضح إنها نفعتنى فيما بعد بأشكال مختلفة.. أرزاق بقى.. ■ كان يلفت نظرى جدا جرس انتهاء الحصة.. هو يرن من هنا.. والعيال فجأة يجيلهم حالة هبل ويبتدوا يرزعوا فى التخت ويتكلموا بصوت عالى ويقوموا يقفوا فوق الكراسى ويجروا يشخبطوا عالسبورة.. أستغرب.. هما بيجرالهم ليه كده؟؟.. مجرد اختفاء المدرس أو السلطة العيال بيتهبلوا.. بس هبل مرضى. ■ ولما يدق جرس الفسحة.. أجرى أقف فى الشرفة العلوية عشان أراقب.. العيال أول ما الجرس ده يضرب بيصابوا بلوثة عقلية.. ينطلقوا فجأة على الحوش ويتنططوا تنطيط زار كده وهما بيصرخوا بلا توقف.. وهيه هيه هيه.. هيه إيه؟؟.. فجأة ممكن تلاقى اتنين دوروا الضرب ف بعض بلا أى مقدمات.. وواحدة عمالة تتنطط وتكعبل ف باقى العيال.. ويملوا جيوبهم دوم وممبوزيا.. يزقلوا بيه بعض.. الدوم يبطح والممبوزيا تبقع اليونيفورم.. واللى تملا بقها ميه وتبوخ على شعر أى واحدة مسبسباه عشان البوكلة تبوظ.. وفى استثناءات قليلة كان ممكن تشوف اتنين بيلقّفوا بعض كورة على جنب.. أو مخططين الأرض وبيكملوا بولة الأولى اللى بدأوها الفسحة اللى فاتت.. وطبعا من عجائب الكائنات المدرسية إنك تلقط واحدة بتراجع مادة أو بتحل واجب متأخر.. أما الكبار بقى، فمعظم الفسحة بتكون فى التمشية والنميمة أو فى التوقيع بين بعض.. وقد تنتهى برضه بخناقة ومسك شعر وتفتيق لأسرار م اللى قالوها وهما بيتمشوا.. المهم إن ترجمة الفسحة بالنسبة لى كانت فاصل من العته الهستيرى.. ■ وكنت أستفز جدا لما برضه الجرس يضرب وينتظموا فى طوابير عشان الناظرة القوية الشديدة حاتشرف على طلوعهم الفصول.. يقفوا زى الصرم.. ولا نفس.. وهى بتمر بين الطوابير تكاد تسمع صوت الركب اللى بتلق والقلوب اللى بتدق.. يقولوا من وراها ما قال مالك فى الخمر.. وقدامها.. قوالب طوب.. وكل اللى يقدروا يعملوه إنهم يدعوا ف سرهم إن ربنا ياخدها.. بس على شرط.. قبل الامتحانات على طول. ■ فى حديث لإبراهيم عيسى.. ذكر عبارة عجبتنى.. قال إحنا بقالنا عشر شهور بنعجن.. وإحنا فعلا بمنطق الفسحة ده بنعجن.. ربنا خد الناظرة.. وإحنا اتهيألنا إن الفسحة بدأت.. وهيه هيه هيه.. هيه إيه؟؟.. ماحدش فاهم.. والكبار بينمّوا ويوقعوا ف بعض.. ولما يتخانقوا.. يفتّقوا لبعض ويطلعوا السيديهات ويقدموا البلاغات.. الأكادة بقى إن ربنا خيب ظننا.. والناظرة غارت.. لكن دخلنا أصعب امتحان. ■ وأرجع وأقول: مسيرنا يجيلنا ناظر.. قوى وعالم.. يعلمنا ويربينا.. ويحطنا عالخط والظبط والربط.. نقف قدامه زى الرجالة.. نقول بصراحة وأدب.. ونختلف فى شرف.. ونحترم المقام.. ونشتريلنا كبير بدل ما ننضرب على بطننا.. الرازق الله. ■ ظاهرة متفشية.. جلال الشتيمة راح.. الشتيمة دى ليها وظيفة.. إنك تكون عايز توصل رسالة مهينة لشخص تشعر بالكره تجاهه.. فتفاجئه وترصله شوية شتايم متنقية وصادمة، خصوصا إذا دخلت فيها الصفات التشريحية لجسد الوالد أو الوالدة، وغالبا هى الوالدة لأنها بتوجع أكتر.. فهو بقى يتخض وتوجعه الشتيمة.. ويا إما يشعر بتأنيب الضمير ويعتذر ودى حالة نادرة.. يا إما يستفز فتوصلوا بنجاح غير مسبوق للمرحلة التالية ويقوم مناولك بوكس يخرشمك فإنت تقوم مديله مقص ينزل على بوزه وتركب على نفسه وهات يا فحت.. فى الغالب خناقة تقليدية كبيرها تزرق فيها عينك وبوسوا بعض بوسة بوقو والمسامح كريم.. إنما دلوقتى من كتر الشتيمة اللى بيستخدمها الناس وكل واحد فاكر نفسه هو الوحيد الذى يجيد التحدث بهذه اللغة، متناسيا إن القاموس ده قديم جدا وموجود عند كل الناس سواء على لسانهم أو فى الذاكرة السمعية.. والنتيجة.. إنك تستفز من واحد فتقوم بارد لسانك وفارد مطرحة الشتيمة فاللى قدام يبصلك بعباطة كده ويقوم هو راخر راصصهملك.. وتقعدوا إنتوا الاتنين تتبادلوا الشتائم بلا ردود أفعال.. جتتكوا نحست، وأثر الشتيمة راح، والكلام فقد مقوماته.. طب إيه السلاح اللى حاتستخدمه الخناقة الجاية بقى؟؟؟؟.. مطاوى طبعا.. إشرب يا فالح. ■ لما الثوار والجيش والداخلية والأمن المركزى والأمن الوطنى والمخابرات العامة والمخابرات الحربية والمباحث والليبراليين والإخوان والسلفيين وحتى الفلول وحزب الكنبة، وناقص نقول كمان السى. آى. إيه والكى. جى. بى الله يرحمها واسكوتلانديارد وعصابات الياكوزا وطقم غفر الوطن والساسة وعلماء الاجتماع وفقهاء القانون والقضاة والمحامين وبياعة الفجل اللى عالناصية .. لما كل دول مش عارفين سر الأيدى الخفية والعناصر المندسة والأجندات والهم ده كله.. يبقى مين اللى عارف؟؟؟؟.. أظن واضحة.. طب إيه قولكم لو صدرت أحكام بالإعدام فورا على سكان طرة من العصابة إياها؟؟؟؟؟؟؟.. إنشالله كده وكده أى كومسى كومسا.. تفتكروا رد الفعل حايكون إيه؟؟؟؟ لما نقف كلنا مكتوفى الأيدى قدام بوبع اسمه الأيدى الخفية يبقى عذرنا إيه؟؟؟.. عايزين تقولولى إن الأجهزة الجهنمية اللى كانت بتجيب الدبانة قبل ما تزن واقفة تلطم زى أم اليتامى على صداغها؟؟؟ بتستغربوا لما إحنا كلنا نفقد الثقة فى أى وكل شىء وكل مواطن فينا حاسس إنه واقف ملط فى مفترق طرق صحراوى وسلاهيب الرياح الصحراوية بتسفخ فى جتته اللى بقت زى الغربال؟؟؟؟؟ ■ ساعات أحتار فى حالى ويمكن حال كتير زيى.. فى وقت شعرت إنى ملاكم قوى ومدرّب فشر كلاى فى زمانه.. بوجه ضرباتى لعدو طال الزمن وهو بينهشنى ويقطع فى رزقى ورزق عيالى وكرباجه نازل على ضهرى جلد.. ألاقينى فجأة ملاكم فعلا لكن ضرباتى كلها موجهة لكيس الرمل الأصم اللى ماعندوش دم ولا حتى بيتألم عشان أشعر بنشوة كأضعف الإيمان.. وأخيرا، بقيت أنا كيس الرمل اللى بيتلقى الضربات ومكتوب عليا ما أقولش آى.. فاضللى تكة وينشق جلدى ويتفرط رملى على الأرض شوية هوا يطيّره.. وأروح ذرا الرياح أنا ورملى وأنينى.. وقضيتى. ■ نتيجة أحداث الأسبوع الحزين من وجهة نظر البعض.. تولع الناس وتولع البلد ويتخنقوا العيال ويموتوا ويروحوا ف ستين داهية.. بس الانتخابات ما تتأجلش.. داحنا ما صدقنا حجزنا الكراسى ودفعنا فيها دم قلبنا.. حانجيبلكوا زيت وسكر منين تانى الله يخرب بيوتكوا. [email protected]