السعودية ترحب بالمعتمرين القطريين.. واستنفار كامل لاستقبال عمرة رمضان

أعلنت وزارة الحج والعمرة أمس، ترحيب المملكة بقدوم الأشقاء القطريين الراغبين في أداء مناسك العمرة بعد تسجيل بياناتهم عبر الرابط الإلكتروني المخصص للمعتمرين القطريين، على أنّ يكون وصولهم إلى المملكة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أو مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، وذلك حسب ما ذكر المكتب الاعلامي للسفارة السعودية في القاهرة، في بيان عنه اليوم.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي، أنّه انطلاقًا من مبادئ المملكة العربية السعودية الراسخة بتسهيل وصول المسلمين من أنحاء العالم لأداء مناسك الحج والعمرة، فإنّ المملكة ترحب أيضًا بالمقيمين في قطر الراغبين في أداء مناسك العمرة، بعد تسجيل بياناتهم في بوابة "مقام" عبر الرابط الإلكتروني المخصص لذلك، واتباع الخطوات الموضحة في الموقع.
وأكدت الوزارة السعودية أنّ الخدمات والتسهيلات التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن، تأتي بتوجيهات ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وتجسد الدور الريادي الذي شرف الله به المملكة في رعاية الحرمين الشريفين وخدمة قاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، بمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم ومن مختلف أنحاء العالم.
وعلى قدم وساق، تجري عمليات الاستعداد لاستقبال زوار المشاعر المقدسة خلال شهر رمضان المعظم، إذ أنهت جميع الجهات والأجهزة الحكومية والأهلية السعودية، استعداداتها وبرامجها الخاصة بتوفير أفضل الخِدْمات للزوار والمعتمرين خلال الشهر الفضيل الذي تشهد فيه مكة المكرمة كثافة كبيرة من المعتمرين والزوار من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة، بمتابعة وإشراف الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، ونائبه الأمير بدر بن سلطان بن عبدالعزيز.
وجنّدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أكثر من 12 ألف من القوى البشرية من موظفين وموظفات مؤهلين علميًا وعمليًا، للمراقبة ومتابعة سير العمل خلال شهر رمضان المبارك.
وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أنّ الرئاسة بدأت استعداداتها لموسم شهر رمضان المبارك من خلال خطة تم إعدادها سابقًا، وسيكون تنفيذ الخطة عبر عدد من المحاور، بينها المحور الخدمي والتوجيهي والعلمي الفكري والهندسي والتشغيلي والفني والتقني والإعلامي والثقافي والاجتماعي والرقابي والتطويري، ومحور القوى العاملة.
وأولت الأجهزة المعنية اهتمامًا كبيرًا بالقطاع الصحي، إذ تم دعم المستشفيات والمراكز الصحية بأطقم طبية على أعلى مستوى، مع توفير المستلزمات الطبية، وزيادة أعداد عمال النظافة ليصبح إجمالي العدد 11825 عاملا، مجهزين بأكثر من 876 معدة.
واشتملت خطة هيئة الهلال الأحمر السعودي، على تجهيز أكثر من 85 مركزًا إسعافيًا، في منطقة مكة المكرمة، مزودة ب 170 سيارة إسعاف، مجهزة بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية، وبقوة بشرية بلغت نحو 1365 موظفا.
من جانبها، قررت شركة المياه الوطنية زيادة ضخ المياه لمكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك، بنسبة 5% عن العام الماضي، وتبلغ كميات مخزون المياه للعام الحالي 6.1 مليون لترا بزيادة تبلغ 7% عن العام الماضي.
أما فيما يخص النقل، فيتم تأمين خدمة نقل 45 مليون راكب من المسجد الحرام وإليه خلال الصلوات الخمس، وتأمين خدمة وقوف لمليونين ونصف مليون مركبة صغيرة للمعتمرين والمصلين في مداخل مكة المكرمة، وتنفيذ مليون رحلة نقل بواسطة الحافلات وتخفيض الضغط المروري على المنطقة المركزية بعدد 8 ملايين رحلة مركبة صغيرة.
من جانبه، أكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، أهمية تضافر الجهود والعمل الجماعي بين الجهات ورفع مستوى التنسيق فيما بينها بما يضمن تقديم أفضل الخِدْمات لضيوف الرحمن خلال شهر رمضان المبارك، لافتا إلى أنّ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده، تؤكد بذل الجهود من جميع مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية لتقديم أرقى الخِدْمات لضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين والمقيمين والمواطنين.
ونوه الشيخ السديس، إلى أنّ الرئاسة توفر خدمة التوجيه والإرشاد، التي تعني بتوعية المعتمرين والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم، إذ تم طباعة المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية، وترجمة خطب الجمعة في المسجد الحرام لعدد من اللغات تصل إلى 10 لغات، وتوزيع أكثر من مليون و400 ألف كتيب إرشادي، كما أنّ هناك 19 مكتبًا للإجابة على أسئلة واستفسارات قاصدي بيت الله الحرام، وتوفير 96 مطوفًا معتمدًا، وتم توفير أكثر من مليونُ مصحفٍ بمختلف اللغات والأحجام من إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
ويشهد المسجد النبوي الشريف مع أول أيام شهر رمضان المبارك، زيادة في أعداد الوافدين من المصلين والزوار، وسط استنفار كامل لجميع الجهات ذات العلاقة، لتقديم أكمل الرعاية وأفضل الخدمات للتيسير على قاصدي المسجد الشريف، بإشراف مباشر من الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، ورئيس لجنة الحج والزيارة بمنطقة المدينة المنورة، بحسب تقرير للمكتب الإعلامي للسفارة السعودية بالقاهرة.
وتُشرف وكالة الرئاسة للمسجد النبوي، على تنظيم "سُفر إفطار الصائمين" ومراقبة الأطعمة المسموح بها لداخل المسجد وفق اشتراطات صحية معينة، إضافة إلى تنظيم دخول وخروج المصلين عبر أبواب المسجد النبوي بانسيابية تامة تحاشيًا للزحام، علاوةً على تشغيل "مراوح الرذاذ" في ساحات المسجد النبوي على أعمدة المظلات لبث رذاذ الماء لتلطيف الأجواء الحارة، إلى جانب سُقيا ماء زمزم البارد من خلال "البرادات" الموزعة في الساحات الخارجية، والحافظات الخاصة داخل المسجد الشريف.
وبداخل المسجد النبوي، يتوزع عدد من العلماء والدعاة بمختلف جوانب المسجد، لتقديم الدروس اليومية، وإرشاد الزوار إلى أداء عباداتهم بالطرق الشرعية السليمة وفق هديّ الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم، إلى جانب حِلّق تحفيظ القرآن الكريم في أماكن متفرقة من المسجد الشريف.
وتستقبل مكتبة المسجد النبوي التي تحتضن الكثير من الكتب والمخطوطات النادرة، روادها، وتُسهل لهم الاطلاع على الكتب وقراءتها من خلال أماكن خاصة، ومثل ذلك في المكتبة النسائية في قسم النساء.
كما تنتشر في الساحات الخارجية للمسجد النبوي الفرق الإسعافية والطبية، لتقديم خدمات الرعاية الصحية لزوار المسجد النبوي الشريف، فيما انتظمت الحركة المرورية على الطرق المحيطة بالمسجد والشوارع المؤدية إليه، وفق خطة مرورية خاصة بالشهر الكريم، للمحافظة على انسيابية المرور وتجنب الزحام نتيجة زيادة أعداد الوافدين للمسجد النبوي.
من جانبها انتظمت حركة الحافلات الترددية التي تُقلّ المصلين والزوار من محطات استقبال موزعة بالمدينة المنورة، لإيصال المصلين للمسجد النبوي ومن ثم، إرجاعهم لذات المحطات، إذ أسهمت في انخفاض أعداد السيارات الداخلة للمنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي، ما كان له أكبر الأثر في التخفيف من الزحام المروري.
ونفذ مكتب الهيئة العامة للرياضة بمنطقة المدينة المنورة وبمشاركة 50 شابًا وقائدًا، البرنامج التطوعي لخدمة زوار المسجد النبوي الشريف، وهو ضمن برامج وكالة شؤون الشباب - الإدارة العامة للنشاطات الشبابية، والذي يستمر طوال شهر رمضان المبارك ويستهدف تنمية مهاراتهم وتطويعهم بأعمال تعود عليهم بالنفع على مجتمعهم ووطنهم.
وجاء البرنامج بتوجيه من الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الرئيس العام للهيئة العامة للرياضة، ويهدف إلى تقديم المساعدة للزوار والمعتمرين من كبار السن في المسجد النبوي الشريف وفي المنطقة المركزية المحيطة به، والتي تشهد خلال شهر رمضان المبارك ازدحامًا من الزوار والمعتمرين الذين يتوافدون على طيبة الطيبة ومن داخل وخارج المملكة.
ويقدم البرنامج الإرشادات وإيصال التائهين ونقل كبار السن من الزوار، كما يقدم الدعم والمساندة لرجال المرور لتنظيم الحركة المرورية، ويساند مجموعة من الشباب في أحد المراكز الصحية المجاور للمسجد النبوي، ومساندة إدارة الحشود التابعة لوكالة شؤون المسجد النبوي.