كان يحكى في يوم من الأيام، أن شخصًا قد عاش فترة من حياته بشكل روتيي، فقد تعود أن يركز في دراسته ثم جامعته، ثم انتقل إلى الحياة الحقيقية وهي بعد التخرج، فاجتهد لكي يحاول أن يكتشف نفسه أو أن يشعر مجرد إحساس أنه يقوم بعمل مفيد فعلًا، لكن وجد هذا الشخص أن الحياة الفعلية بعد التخرج تمر من امتحان إلى آخر دون أن يساعدك أحد فأنت تتحمل مسؤولية نفسك وحياتك كامل المسؤولية. بعد فترة، قرر ذلك الشخص أن يترك هذه الحياة مؤقتًا، بعد معرفته أن هناك مكانًا في منطقة نائية، وكل من يذهب إليه تتغير نظرته في الحياة إلى 180 درجة، فهو مكان ساحر نفسيًا على حد قوله.. وبالفعل ذهب إلى "جزيرة"، قاطنيها لم يتعدوا ال300 شخصًا، ومساحتها تستوعب أكثر من هذا العدد. فعندما نزل للجزيرة، عن طريق استقلال طائرة ثم من مركب إلى أخرى في رحلة استغرقت حوالي 30 ساعة، قد شعر أنه يجوز لأي شخص أن يذهب إلى هذا المكان، ولكن هل طول المسافة هو السبب، ولا هناك سبب آخر قد يكون مبررًا جيدًا لعدم التواجد في هذا المكان الساحر؟. في أول أيامه، أراد أن ياخذ جولة بسيطة في تلك الجزيرة، ولكن كان دائم التعجب، فشكل الأشخاص وطريقتهم مختلفة تمامًا عما تعود عليه، فقد اعتاد على أن يستيقظ على أصوات أو مشاكل أو عدم ارتياح، ولكن في تلك الجزيرة كان الوضع مختلف، فكلما يقابل شخصًا يجد ابتسامة تملئ القلوب، وتجعله شغوف بأن يعرف أين هو؟ هل هذا حلم؟ أم هو واقع مختلف لم يكن يتوقع أن يجد؟. أثناء جولته، اكتشف أن هناك أماكن كثيرة يمكن الجلوس فيها، مثل المقاهي أو المطاعم، وهذا شئ غريب إلى حد ما، فاعتدنا منذ زمن أن الجزر عبارة عن مساحة يابسة وسط المياه والإمكانيات فيها ضعيفة، ولكن هذا المكان مختلف، ففيه معظم الإمكانيات التي يحتاجها الشخص العادي، فقرر أن يجلس في إحدى المطاعم، وعندما جلس وجد أن هناك 4 طاولات فقط، في كل طاولة يجلس شاب وفتاة معًا، فلاحظ كأنه في مطعم رومانسي وليس مجرد مطعم تأكل وتشرب فيه. جاء أحد العاملين في المطعم مرحبًا به، ثم سأله ماذا تريد أن تأكل؟ ولكن أسئلة الشخص كانت غريبة بالنسبة إلى العامل؟ - أرى أن المطعم يطغى عليه جو الرومانسية بشكل كبير، فهل هذا من طقوس المطعم ولا من قبيل المصادفة؟ فرد عليه العامل: لا يا سيدي، هذا طبيعي منذ أن ابتدينا في العمل - منذ متى تعمل في هذا المكان؟ - منذ 5 سنوات فتعجب، هل كانت تلك الجزيرة معروفة للجميع منذ فترة وهو لم يعلم! فسأل العامل: كيف علمت بوجود مثل هذا المكان؟ - العالم كله يعرف بوجود هذا المكان منذ نشأة الأرض فازداد تعجب الشخص من تلك الأجوبة غير المألوفة بالنسبة له، ولكن قرر أن يطلب الأكل لكي لا يصاب بالجنون، من كثرة الأسئلة غير المجدية. أثناء تناوله الطعام، وجد أن طريقة التعامل بين الناس في هذا المطعم غاية في الرقي، فكيف لإنسان أن يحب فتاة بهذا الشكل لدرجة أنه يعاملها كأنها ملكة؟.. الكل يتعامل بهذا الأسلوب الراقي، وقد كان ذلك مصدر إعجاب للشخص بهذا المكان تحديدًا، فقد توقع أن هذا المطعم يوجد به تلك الطقوس غير المعتادة عليه. بعد تناوله الطعام، ذهب إلى إحدى الطاولات وتعرف على الجالسين بها، فوجدهم أشخاص عاديين ليس بهم شئ مميز، وقبل أن يغادرهم هذا الشخص سألهم، إن كانوا يأتون باستمرار؟ فردوا: أنهم يأتون كل يوم في أغلب الأوقات.. حياهم وقال لهم: أحب أن أراكم فعلًا كل يوم فأنتم مصدر سعادة لي عندما أراكم.. يقولون لكي تكون سعيدًا، اربط أحلامك بأشياء وليس أشخاص.. ولكن في تلك المدينة، السعادة هي أشخاص.