المدينه الخاويه الفصل الأول"الوحده" _صباح الخير _صباح الخير "...ما هذه الإبتسامه السخيفه التى على وجهك.....آه يا إلهى كل يوم هكذا أكلم نفسى فى مرآة الحمام....كل يوم نفس الروتين اليومى.....آه حسنآ اليوم سأفعل شيئآ مختلف أجل سأكتب يومياتى..يومياتى عن أيامى السخيفه المتشابهه" _ثم خرج فهيم من الحمام وهو مبتسم لإنه مقدم على فعل شىء جديد وإتجه إلى غرفة نومه وأخرج دفتر ذو صفحات بيضاء من آخردرج فى تلك الطاوله وأخرج أيضآ قلمآ أسود ثم قال لنفسه "أسود...أجل مثل كل أيامى القاحلة السواد" ثم أغلق الدرج وجلس على حافة السرير ووضع قدمآ فوق قدم... وفتح دفتره وبدأ "بسم الله إسمى فهيم سرحان أبو ليله..أجل أعرف إسم سخيف قصة حياتى غريبه ... بل غريبه جدآ فأنا أعيش داخل مدينه خاويه..ليس بها من أحد مطلقآ....والأغرب أننى أجد كل شىء طازج و جميل و جديد كل يوم....أحيانآ أعتقدأننى قد إختطفتنى مخلوقات فضائيه و أنها تجرى عليا أبحاثآ عن البشر وقد وضعتنى فى مدينه تشبه مدن الأرض كى أتكيف أتصرف على طبيعتى ..أعلم أعلم فكره سخيفه و لكنى نفذت منى الأفكار و المبررات المنطقيه فصرت أبحث عنها فى عالم الخيال..أنا أذكر..أذكر أمى وأبى ماتا وتركانى وحيدآ و كذلك حبيبتى سناء قد أحببتها بشده منذ الصغر ولكنى لست وسيمآ أو جريئآ مثل باقى الشباب ولم أتجرأ يوم على الإعتراف بحبى لها حتى تمت خطبتها لغيرى و فجأه لغيرى وفجأه إستيقظت فى اليوم التالى ولا أجد أحدآ مطلقآ فى المدينه..لا أحد على الإطلاق و مر على هذا الأمر شهر كامل..لا شىء يتحرك حولى صرت وحيدآ أكثر مما سبق.." ثم ترك الدفتر والقلم و أمسك ببرواز على الطاوله فيه صورة والديه و صوره صغيره لحبيبته ثم تنهد تنخيده طويله ثم أعادها إلى مكانها. الفصل الثانى"روتينى اليومى" _"ها أنا ذا خرجت من منزلى كالعاده ... يالمدينتى الصغيره الجميله الخاويه...لما أفكر فى مغادرتها فأنا أمتلك كل شىء فيها تقريبآ...أستطيع حتى أن أن أجرى إنتخابات وأصير حاكمآ للبلده بصوت واحد فقط فأنا الذى أعيش هنا فقط وسأصوتلنفسى ..هاهاها أنا حاكم مدينتى الخاويه.." ثم مشى فهيم فى طريقه إلى البقاله..الخاويه أيضآ وحمل سله وأختار ما يريده ثم وضعه فى السله وأخرج من جيبه بعض النقود وعند الحسابات قال"صباح الخير..أنا بخير الحمدلله كيف حالك أنت..آه أجريت عميلة الزائده!..شفال الله و عافاك"..ثم وضع النقود و مضى...ثم عاد وأخذها قائلآ "لا أظن أنك ستحتاجها أليس كذلك" و عاد إلى منزله ليخرج حاجياته من الأكياس ويضعها فى الثلاجه كعادته ثم جهز لنفسه طعام خفيف،وكعادته ذهب ليمارس هوايته اليوميه الرسم. ********************** الفصل الثالث"أشياء غريبه" إتجه فهيم إلى غرفه كتب على بابها (المرسم) غرفه مزدانه بالألوان الجميله و الورود و قفص فيه عصفوران قائلآ لهما"صباح الخير يا رفيقى" ثم جلس و بدأ يكمل لوحته التى كان يرسمها الليله الماضيه ولكنه إكتشف شيئآ غريبآ.....كتب على اللوحه حرف السين(س).. وحينما رآه صاح قائلآ"ياإلهى ما الذى أفسد لوحتى؟!!!..آه لوحتى الغاليه ..حرف السين..أنا لا أتذكر بأنى كتبت حرف سين البارحه اة اى حرف آخر من الأساس ..أجل إنه أول حرف فى إسم حبيبتى ولكنى لم أكتبه..وفجأه سمع صوت أغرب..شخصآ ما يطرق على الباب إرتعد فهيم وخاف بشده..من ذا الذى يكون قد جاء إلى هنا ..إلى بيتى ..إلى مدينتى الخاويه منذ أسابيع لم أرى بشرآ قط لا أحد من ذا..أيكون قاتلآ يريد قتلى ..أم سارقآ وجد حركه فى بيتى أنا فقط دون كل بيوت البلده فقرر سرقتى و ربما سرقنى ثم قتلنى فلن يشعر أحد و لن يسأل عنى أحد ..ياإلهى ماذا أفعل؟"..وبينما هو هكذا فى رعبه كان الصوت يزداد ثم إختفى فتنبه فهيم ثم قال لنفسه"لقد ‘ختفى ..إختفى الصوت" وتحرك ببطء على هواده حتى وصل عند باب المنزل..ثم جرى نحو المطبخ وأحضر سكينآ كبيرآ ثم عاد فى بطء وحذر شديدين حتى وصل عند الباب ..وببطء وبيد مرتعشه فتحه وأشهر سكينه فى وجه الطارق...ولكن لم يجد أحد..خرج بضع خطوات خارج اتلمنزل و نظر يمنه ويسارآ وأمامه ولم يجد أحد وشعر أنه قد داس على شىء ما فنظر تحته فوجدها .. ورده حمراء فكر "ياترى من أحضر هذه الورده أغريب قطع قفار ووديان لبلدتى النائيه كى يطرق الباب ثم يضع الورده أمام البيت ويمضى.. ربما حملتها هذه الرياح إلى هنا "ثم مشى بضع خطوات فى الشارع حاملآ سكينه فلم يجد أحدآ فعاد إلى بيته وهو يقطع السارع شعر إصطدم بشىء ..شىء غير مرئى فسقطت سكينه من يده وخاف بشده وظل يركض و يركض حتى وصل إلى بيته وأغلق الباب . **************************** الفصل الرابع(حامل الشمعه) جلس فهيم فى ركن غرفة مرسمه مرتعدآ يفكر ..ويفكر..ويتساءل"ماذا يحدث لى؟صحيح أننى إشتقت إلى الضجيج وللبشر ولكن لا أفهم شيئآ .. هل أتخيل كل هذا؟.. أجل بالتأكيد إن عقلى قد تعب و مل من الوحده فهو يهىء لى أشياء كثيره أجل إن هذا هو التفسير المنطقى الوحيد لحالتى ..آه ياإلهى ..ملعون أنا .. لما لم أحب التلفاز يومآ؟..لما لم أشترى واحدآ من قبل؟أو راديو حتى قد إعتدت الوحده بعد موت والديا فحتى أننى لم أحب أى شىء يصدر صوتآ سوى...سوى رفيقيا دندن و دندون عصفورى الكناريا الجميلان ..قم يا فتى إنهض إنه محض خيالك وعقلك يخدعانك فقد ملا السكون والوحده" وفى المساء كان يجلس فهيم يرشف بعض الشاى فى حديقة منزله ليدفأ نفسه فى هذا البرد القارس عندما إنقطع التيار الكهربائى .. إن فهيم لا يخاف الظلام أبدآ ولكنه فقط لا يحبه..فدخل منزله وتوجه إلى مطبخه وأحضر شمعه وكبريت وتوجه إلى غرفة نومه ووضع الشمعه على المنضده المجاوره لسريره و أستلقى عليه واضعآ يديه تحت رأسه ناظرآ إلى أعلى مستغرقآ فى أفكاره يتذكر حينما كان هنال بشر فى المدينه وذلك الشجار والتناحر اليومى" لا أحد يحب أحد..إختفى الحب..ثم إختفى البشر أنفسهم..,حتى الطيبون مثلى كانوا يستغلوننى أسوأ إستغلال لإنى لا أرفض لأحد طلبآ..أتذكر صبيحة اليوم الذى إكتشفت فيه أن المدينه خاليه..ياالله كان يومآ عصيبآ فى بدايته...ما هذا؟"..لاحظ فهيم إقتراب ضوء يأتى من الخارج.."ياإلهى ماهذا؟..أأصرخ من سيسمعنى؟..هل هذا إنس أم جن؟..أعفريت أشفق عليا من وحدتى فقرر مؤانستى أم أذيتى؟" ظل فهيم يفكر والنور يقترب ويقترب أكثر ففكر أن يطفأ ضوء شمعته ويكتم حتى صوت تنفسه من فرط خوفه حتى لا يتعرف هذا القادم على مكانه وهكذا فعل ولكن ظل الضوء يقترب حتى وصل إليه وقد تجمع فهيم حول نفسه كطفل من شدة خوفه ماذا يفعل؟والشمعه يراها أمامه ولاأحد يمسك بها معلقة فى الهواء كأنما تسير وحدها...فأغمض عينيه وظل يردد على نفسه قول"أناأتخيل هذا غير حقيقى .. أناأتخيل هذا غير حقيقى .. أنا أتخيل هذا غير حقيقى" ********************** الفصل الخامس(صوت كالهمس) إستيقظ فهيم فى صباح اليوم التالى ونظر حوله ولم يجد أحدآ نظر إلى شمعته وجدها كما هى نفس طولها لم تقل مثلما كانت البارحه عندما نفخ فيها ليطفئها عندما...عندما شاهد ذلك النور يقترب منه "آه ياإلهى النور .. الشمعه" ثم هب واقفآ يفكر"هل كنت أحلم؟...نعم كنت أحلم بالتأكيد" هرع وهو يمشى بسرعه خارج غرفته ولم يجد شيئآ مختلفآ سوى أن إفطاره اليومى كان معدآ وجاهزآ على طاولة مطبخه "ياإلهى كما أحب تمامآ الزبده و المربى و اللبن..كيف ذلك؟من فعل هذا؟أشعر بأنى سأجن أم أننى مجنون فعلآ؟ و جلس فهيم بعدما شعر بإن رأسه يدور وأكل قليلآ ثم ذهب ليرسم كى يهدأ و ينسى ما هو فيه فوجد نفس حرف السين على اللوحه فتعجب بشده وضرب رأسه بكفيه قائلآ"ماذا هذا؟ " و خرج مسرعآ إلى حديقة منزله فوجد نفس الورده على باب بيته،أهنالك أحد ما يعيش معى فى المدينه ولا يظهر نفسه لى؟لماذا؟ولماذا لم أراه البارحه إن كان هو حامل الشمعه؟أبسبب الظلام ؟سأناديه ربما يظهر ثم صرخ بصوت عال "أظهر نفسك يا من جئت البارحه وأعددت لى الطعام اليوم"لم يرد أحد ولكن فهيم سمع صوتآ خفيضآ قريبآ منه يناديه"فهيم..فهيم"ولكنه صوت أقرب إلى الهمس فتلفت حوله و لم يرى أحد فدخل منزله مهرولآ وأغلق الباب ثم جلس مرتعدآ على الكرسى فى شرود وذهول يتساءل عما يحدث. ********************** الفصل السادس(ظهور سناء) لا يدرى فهيم كم مر من الوقت عليه وهو جالس هكذا فقد شعر بإن رأسه يدور و يدور ولا يفهم شيئآ..ربما تكون نظرية المخلوقات الفضائيه حقيقيه....ثم نهض وتوجه ناحية الحمام كى يغسل وجهه محاولآ أن يستفيق و لكن.....ما هذا؟...كل شىء ليس فى مكانه...كيف ذلك؟من حرك أشيائى ..سأجن..لقد أغلقت الباب؟ ربما هى أرواح والديا تساعداننى فى وحدتى..ما..ماذا..أنا أسمع أصوات..همهمات....أصوات ضجيج..أصوات متداخله..لا أفهمها!!!!!!!!" ثم خرج من الحمام ليستفهم ماذا يسمع فوجد البيت قد تغير ترتيبه أيضآ.."كيف حدث هذا؟" فأسرع إلى غرفته وأغلق الباب خلفه وجلس فى ركن فيها كعادته و دفس رأسه بين رجليه ولملم جسمه حول نفسه و ظل يردد...."ماذا يحدث؟أنا لا أفهم شيئآ؟"ثم سمع صوتآ رقيقآ جميلآ يعرفه جيدآ...يناديه..."فهيم..فهيم"...فرفع رأسه ونظر أمامه ليجدها...إنها هى حقآ...سناء..حبيبته فقالت:-"فهيم تعالى معى"فتعجب وقال:-"س...سن..سناء حقآ!!"فردت عليه:-"أجل يا فهيم أنا سناء تعالى معى..هيا..لا تخف"ثم مدت يدها إليه و تردد فهيم أيمد لها يده أم لا فقالت له:-"ألا تثق بى؟" فأجابها:-"بلى أثق بك..ولكنى لا أثق فى عينى فهل أنت أنت حقآ!!!وأنا أراك؟أم أنى أتخيلك مثل كل الأشياء التى أتخيلها طوال الإسبوع؟" فردت عليه مبتسمه بوجهها الطفولى الملائكى:-"لا يا فهيم...أنا حقيقيه..أمسك يدى لتتأكد" و ببطء مد فهيم يده وأمسك يدها فتهلل فرحآ وجهه قائلآ:-"ما هذا؟ إننى أشعر بيدك فعلآ هل مت وأنا الآن فى الجنه أم أن عقلى يهىء لى وجودك؟" غردت عليه بحنان و رقه:-"لا...إنها أنا سناء يا فهيم تعالى معى" نهض فهيم مبتسمآ فرحآ,و مشيا بضع خطوات و لكنه إستوقفها قائلآ:-"إلى أين يا سناء؟ " فردت عليه قائله"إلى مكان جميل..مناسب لك سترتاح فيه" فتعجب من قولها,ولاحظت حيرته وتعجبه, فعادت تسأله:-"أتثق بى يا فهيم؟!" فرد بثقه"أجل" فقالت:-"إذن تعالى معى".. ومشيا فى شوارع البلده الصغيره التى لم يحب أهلها يومآ ركوب السيارات , ربما لصغرها أو لغلاء أسعر السيارات على أهلها و لإنها بلده نائيه و طريقها وعره فلم يكن يزورها الكثير من الناس...المهم ظلا يمشيان بالمدينه ولازالت تملأ آذان فهيم أصوات همهمات ..كلام متداخل لا يفهمه....وهو لا يدرى ما يحدث هو فقط سعيد للغايه لإنه يرى حبيبته , و عندما تشجع قليلآ و قرر البوح لها بمشاعره وجد أنهما وصلا إلى مبنى صغير كتب عليه (مستشفى للأمراض العقليه و النفسيه) فتعجب فهيم و نظر إليها قائلآ:-"ما هذا يا سناء؟" فسألته:-"أأنت خائف؟" فجاوبها:- "كلا لست خائفآ...ولكنى لا أفهم شيئآ!!" فردت:- "لندخل معآ و ستفهم كل شىء..هيا" وبإبتسامه جذبت يده و دخلا إلى المشفى المكون من طابقين و صعدا إلى الطابق الثانى و دخلا إلى غرفه به على يمين الممر ,و تركته سناء فى هذه الغرفه بإبتسامه حزينه وودعته و خرجت و إغلقت الباب خلفها. ********************* الفصل السابع(فى المشفى) "ما هذا الذى أنا فيه؟ و هل هذه سناء حقآ؟أم أنه طيف إخترعه عقلى و صدقته نفسى فهو نتيجة جنونى لإنى لم أرى بشرآ منذ فتره؟.....لا أفهم شيئآ مع إن إسمى فهيم". _........أما خارج الغرفه فكانت سناء تقف مع الطبيب و هى غارقه فى دموعها وتسأله:-"هل هناك أمل فى شفاءه أيها الطبيب؟" فرتب الطبيب على كتفها مشفقآ على حالتها قائلآ:-"أجل بالتأكيد هناك أمل وأعتقد بأنه بدأ يشفى بالفعل فقد رآك و تحدث معك ,خاصه بعد كل ما فعلتيه لأجله فى الفتره الأخيره كى يدرك أنه يعيش وسط بشر و لا يعيش وحده" و همهم جميع أهل القريه اللذين رافقوهم من بيت فهيم حتى المشفى و هم يتهامسون مشفقين على حالته و هم يقولون:- "أجل..أجل سيشفى بإذن الله..لا تقلقى" و تحدث رجل قوى البنيه يرتدى بزة ضابط قائلآ:-"سناء لقد أصبح فهيم خطرآ على أهل البلده و على نفسه أيضآ...و لقد تحملناه كثيرآ لأجلك طيلة الشهر الماضى وأيضآ وفاءآ لذكرى والديه اللذان توفيا فى حادث السياره الغريبه التى دخلت بلدتنا خطئآ,و لكنه زاد الأمر سوءآ عندما ظل يجرى فى شوارع البلده حاملآ سكينآ...لقد إصطدم بى ولم يرانى حتى؟" ثم تكلم صاحب البقاله قائلآ", وأنت يا إبنتى تدفعين كل إسبوع ثمن حاجياته التى يشتريها...كم أشفق عليكى أكثر منه لقد كان يتحدث إليا و هو لا يرانى..لقد كنت أبكى عليه كل يوم...هكذا أفضل فليعالج أفضل له ولك" ,وتحدثت سيده بدينه قائله:-" لقد فعلتى ما بوسعك ياعزيزتى حاولتى كثيرآ معه,و فى تلك الليله البارده المظلمه ذهبتى إليه بالشمعه ولم يراكى ...خير له أن يعالج أعلم أنك أحببتيه منذ صغركما و لم يبوح أحد للآخر بهذا الحب, وصدمته بعد وفاة والديه ثم خطبتك لغيره جعلته يمرض بهذا المرض اللعين فيظن بأنه داخل مدينه خاليه". ..تمت بحمدالله.. تأليف:"مروه المأذون".