أكد علماء الأزهر والأوقاف المشاركين في القافلة الدعوية بمدينة الإسكندرية، اليوم، على أهمية دور الشباب في بناء الوطن، مؤكدين أن ما يحدث من بعض طلاب الجامعات في الفترة الأخيرة ضد القيم الجامعية وأخلاق وآداب طالب العلم، معللين ذلك بأن ما يحدث ضروب من الفساد والتخريب أحيانًا، وكل ذلك يتنافى مع ما يجب أن يكون عليه طالب العلم من القيم والأخلاق، ولا يمكن بحال من الأحوال أن يتفق مع نخوة ومروءة الشباب بحد تعبيرهم. وقال الشيخ محمد عبدالرازق وكيل وزارة الأوقاف، إن "الشباب" مرحلة القوة والنشاط، يتميز فيها الشخص بالتفتح الذهني، والقوة البدنية، والأمل الواسع، والانفتاح على كل ألوان الحياة بأكبر نصيب، لا يهدأ له بال حتى يُرضي آماله، ويحقق طموحه، وهو بهذه الميزات قوة لا تعدلها قوة في نمو الحياة وازدهارها إذا أُحسن استغلاله واستثماره في مجالات الحياة المختلفة، فقوة الكيان الجسدي، والبناء الإنساني، والتكوين النفسي والعقلي. وأكد الدكتور محمد أبوزيد عميد كلية الدرسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، أن الإسلام اعتنى بالشباب عناية فائقة، وأن القرآن الكريم قدم العديد من النماذج الشابة من الأنبياء والمرسلين، وغيرهم من الصالحين؛ ليكونوا قدوة صالحة لشباب المسلمين، وربىَّ النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) جيلًا من شباب الصحابة الكرام الذين ضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء، والتضحية والفداء، والعلم والعمل، فكانوا خير قادة وأفضل سادة. وقال الدكتور نادي حسين عبدالجواد الأستاذ بجامعة الأزهر، في خطبة اليوم، من مسجد القائد إبراهيم، إن الرسول حث الشباب على فعل الخير والطاعة، وبين لهم فضل العبادة، لا سيما في مرحلة الشباب، حيث يظلهم الله في ظله، فجعل منزلة الشاب الطائع لله تعالى تلي منزلة الإمام العادل لما لمرحلة الشباب من خصائص تميزها عن غيرها من مراحل العمر. وقال الشيخ محمد زكي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في خطبته بمسجد ياقوت العرش، إذا كان الإسلام اهتم بالشباب هذا الاهتمام، وأولاه هذه العناية الفائقة فلابد إذًا من الاستفادة من طاقات الشباب في عصرنا، وحسن توجيهها فيما يخدم بناء الوطن بناءً قويًا اقتصاديًا وثقافيًا. من جانبه، قال الدكتور خالد عبدالسلام مدير عام الإرشاد الديني بوزارة الأوقاف، في خطبة الجمعة، من مسجد حاتم بسموحة، إن الإسلام وجَّه الشباب إلى استثمار طاقاتهم فيما ينفع العباد والبلاد وذلك عن طريق العلم والعمل، فقد دعا الإسلام إلى الأخذ بالعلم وحث على طلبه ونشره. وقال الدكتور حسن خليل الباحث الشرعي بمشيخة الأزهر، من مسجد الإخلاص، إن النبي عمل في شبابه برعي الغنم، كما عمل بالتجارة في مال السيدة خديجة، مشيرًا إلى أننا نرى في عصرنا الحاضر نماذج لطاقات من الشباب العامل المنتج والمبتكر الذي استطاع أن يخدم نفسه ماديًا ويخدم البشرية علميًا وتقنيًا.