قال المتحدث باسم «الخارجية» السفير بدر عبدالعاطى، إن الوزارة تجرى اتصالات مكثفة لحل أزمة احتجاز عدد كبير من سيارات النقل المصرية، لليوم الثانى على التوالى، على طريق «أجدابيا - طبرق» من قِبل جنود ليبيين معتصمين احتجاجا على تأخير الحكومة الليبية رواتبهم، مشيراً إلى سعى الوزارة من أجل الوصول إلى أكبر قدر من المعلومات عن السائقين المحتجزين، موضحاً أن الواقعة ليست اختطافاً، وإنما احتجاز وتوقيف. كانت عناصر من الجيش الليبى نظمت اعتصاما على طريق أجدابيا بسبب مطالب مالية لم تستجب لها وزارة الدفاع الليبية، ما دفعهم إلى قطع الطريق أمام السيارات، وذلك بعد أيام قليلة من زيارة رئيس وزراء ليبيا إلى مصر، ولقائه المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، للاتفاق على تكثيف التعاون الأمنى عبر الحدود بين مصر وليبيا. وفى محافظة الغربية، عبر سائقو النقل الثقيل وأصحاب الشاحنات، فى مدينة كفر الزيات، عن غضبهم من تكرار اعتداء الميليشيات الليبية المسلحة على السائقين المصريين، فى ظل ما وصفوه بتقاعس الحكومة عن حمايتهم، وهدد عدد من السائقين الذين سبق اختطافهم أو احتجازهم، فى تصريحات ل«الوطن»، بقطع الطرق السريعة احتجاجاً على احتجاز زملائهم. وقال السائق المحتجز رضا محمد عبدالباقى، لصاحب الشاحنة التى يعمل عليها، عبر اتصال هاتفى، إنه كان فى طريقه للعودة إلى مصر بعد تفريغ حمولة الشاحنة، وأثناء سيره بالقرب من أجدابيا استوقفته الميليشيات تحت تهديد السلاح، هو وغيره من السائقين، واستولوا على جوازات سفرهم وتصاريح السيارات والقيادة واحتجزوهم. وأضاف أن الخاطفين قالوا لهم: «إذا لم يفرج عن زملائنا فى مصر وزيادة رواتبنا، سنحرق السيارات ونحجزكم هنا حتى الموت جوعاً»، وطالب السلطات المصرية بسرعة التحرك حفاظاً على حياة السائقين المصريين المحتجزين. وقال جمال عون، شيخ سائقى النقل الثقيل فى الغربية، إنه جمع توقيعات أصحاب السيارات المحتجزة لتقديمها إلى اللواء محمد نعيم محافظ الغربية، لمخاطبة الجهات المسئولة، قبل أن يلجأ أصحاب السيارات إلى التظاهر وقطع الطرق. وقال العقيد بشير بوظفيرة، الناطق باسم الغرفة الأمنية لمدينة أجدابيا، إن «السيارات الواقفة عند طريق أجدابيا ليست مصرية فقط، وإنما ليبية وجزائرية وأردنية أيضاً، لم تتمكن من استكمال رحلتها فى ظل قطع الطريق من جانب محتجين لهم مطالب مالية وينتظرون مسئولاً رسمياً من الدولة للتحدث معهم»، لافتاً إلى مشاركة وفود من مجلس حكماء أجدابيا وغيرهم لحل المشكلة فى غضون ساعات. من جهته، قال الشيخ سعيد الجضران، رئيس مجلس الحكماء والشورى لمدينة أجدابيا وضواحيها، إن الاعتصام أدى إلى قطع الطريق وتوقف حركة المرور واحتجاز سيارات النقل، بما فيها سيارات السائقين المصريين. وأكد «الجضران»، فى تصريحات ل«الوطن»، أن هيئة أركان الجيش الليبى ووزارة الدفاع لم تستجيبا للعناصر التى نظمت الاحتجاج. وأضاف: «بعثنا وفداً من الحكماء، أمس الأول، للتفاوض معهم من أجل إنهاء الاعتصام وفتح الطريق إلا أنهم لم يستجيبوا انتظاراً لرد وزارة الدفاع، كما رفضوا اقتراحاً بأن يأتى أحد ممثليهم إلى أجدابيا لبحث المسألة والوصول إلى حل»، وتابع: «سنذهب بوفد آخر لإقناعهم بإنهاء اعتصامهم، أو نقله إلى مكان آخر، أو استمرارهم فى مكانهم مع السماح للسيارات بدخول أجدابيا على الأقل». وأكد العمدة سعيد أبوزريبة، عمدة قبيلة القطعان فى السلوم، منسق لجنة المصالحات المصرية - الليبية، وجود اتصالات مكثفة مع عمد ومشايخ أجدابيا والمناطق الشرقية فى ليبيا لحل الأزمة، مشيراً إلى دور لجنة الحكماء فى التفاوض مع الجنود المحتجين، التى عقدت جلستين للتفاوض مع الجنود بتدخل من آمر كتيبة 71 حرس الحدود فى طبرق، وجرى الاتفاق المبدئى على تحرير السائقين المحتجزين بعد تلبية الحكومة الليبية المطالب المالية للجنود.