مهمة ثقيلة حملتها على عاتقها منذ توليها المنصب، تميزت بكونها السيدة الأولى التى تربعت على عرش أهم وزارة فى مصر، وهى وزارة الصحة والسكان منذ نشأتها فى عام 1936، تعرف جيداً خطورة مهمتها منذ أن حلفت اليمين فى الوزارة الجديدة التى أعقبت ثورة 30 يونيو، لتتقلد الدكتورة مها الرباط المنصب بتصريحاتها النارية: «أتحمل مسئولية صحة 87 مليون مواطن مصرى وأرغب فى نقل الصحة إلى مراحل مختلفة عن سابقتها»، أمنيات كثيرة تمنتها سيدة الوزارة الأولى، لتصطدم «الرباط» برغبة أكثر من200 ألف طبيب مصرى يعيشون أزمات متلاحقة ما بين بيئة عمل غير مناسبة، وبين رواتب ضعيفة وغير جديرة بمهنة خطيرة كهذه، بين الحين والآخر تخرج «الرباط» بتصريحات مسكنة للآلام حيناً، ومثيرة للغضب أحياناً، تتحدث عن حلم الأطباء فى كادر خاص بهم، وعن المدى الزمنى القريب لتنفيذ الحلم والذى قد يكون الشهر المقبل بحسب تصريحاتها، لكن الأطباء يثورون ثورة كبرى على أوضاع ليست اقتصادية فقط، وإنما تتعلق بحياتهم بعدما انتقلت العدوى لعشرات الأطباء من قبل بعض المصابين ليموت أربعة فى أقل من شهرين، نتيجة لعدم وجود إمكانات كافية لمكافحة العدوى وحمايتهم من انتقال الفيروسات إليهم، ينتهى الحال بالطبيب المصاب بحصوله على مبلغ يتراوح بين 19 إلى 30 جنيهاً كبديل للعدوى ليزداد الأطباء غضباً من وزارة لم تقدم إليهم جديداً. تخرج «الرباط» فى تصريحات تليفزيونية عبر حوار مطول تتحدث عن ضرورة تفهم الوضع الحالى للبلاد رافضة ما يسمى بالإضراب المفتوح، والذى بدأ مع بداية شهر فبراير وسيستمر إلى أن يتم تنفيذ مطالب الأطباء المختلفة ما بين تطبيق الكادر وتحسين أوضاعهم الوظيفية، تشير «الرباط» إلى أن الوقت غير مناسب للاحتجاجات وأنه وقت العمل فقط. «الرباط»، التى ترأست قسم الصحة العامة بكلية طب القصر العينى قبيل توليها الوزارة تغض الطرف عن مشكلات زملائها، التى تراكمت لسنوات طويلة وبات حلها أمراً لا بديل عنه، تتحدث عن إتاحة كافة الخدمات الصحية للفقراء باعتبارها أهم أولوياتها، متناسية أن حالة الأطباء السيئة قد تدفع بالمنظومة الطبية للتراجع عما هى عليه وقد تزيد من سوء الخدمات الطبية المقدمة للفقراء ولغيرهم بصفة عامة. ينشط فيروس «إتش1 إن 1»، أو الإنفلونزا الموسمية فى محافظات مصر، يزداد الحديث عن وزارة يزداد وفياتها يوماً بعد يوم، فيموت نحو 16 مواطناً نتيجة الإصابة بالمرض وتعجز الوزارة عن تقديم الرعاية الصحية لهم، بفعل نقص فى الخدمات والإمكانات. لكن المسئولين، كعادتهم، يقفون موقف الصمود يرفضون الاعتراف بالخطر، أياً كان مكمنه، يؤكدون أن إضراب الأطباء فشل فشلاً ذريعاً، حين بدأ فى يناير الماضى، فى حين تعلن «الأطباء» عن نجاحه بنسبة 80%، حالة مزرية تشهدها المنظومة الطبية بين قرارات لم تُتخذ، وأخرى رهن التنفيذ.