وسط أجواء مشحونة بالتوتر واحتمالات عالية للتصعيد العسكري، حسبما كشفت معلومات استخباراتية موثوقة أفصحت عنها حكومة إسلام أباد، ظهرت إشارات للسلام بين الخصمين النوويين، في توقيت تترقب فيه المنطقة ما يمكن أن تفسر عنه الانتخابات الهندية التي باتت محركا أساسيا للتوتر. وأطلقت السلطات الباكستانية، الأحد، سراح 100 صياد هندي محتجزين لديها، كبادرة "حسن نية" في ظل التوترات بين البلدين. ونقلت قناة "دنيا نيوز" الباكستانية عن مسؤولين بوزارة الخارجية (لم تسمّهم) قولهم إنه "تم نقل الصيادين تحت حراسة أمنية مشددة بالقطار، حيث سيتم تسليمهم إلى السلطات الهندية على الحدود بين البلدين". وتأتي الخطوة الباكستانية في إطار إعلان اعتزامها إطلاق سراح 360 سجينا هنديا معظمهم من الصيادين على 4 مراحل خلال الشهر الجاري، حسبما ذكرت وكالة الأناضول. وأطلقت الممثلة الكوميدية الباكستانية المخضرمة بشرى أنصاري، أغنية "فيديو كليب" تدعو فيه إلى السلام بين الهندوباكستان، بحسب صحيفة "إنديا توداي" الهندية، ومع التوترات الأخيرة بين البلدين الجارين، الهندوباكستان، قدمت بشرى مع شقيقتها أسماء عباس ونيلوم أحمد بشير أغنية راب تدعو إلى السلام بين البلدين. وتقف المرأتان خلال الفيديو في غرفتين في منزل واحد مقسمتين بحائط، وتسأل المرأتان أسئلة حول منزل بعضهما البعض ويتحدثان عن تقاسم نفس الأرض ونفس السماء ويتساءلان عن سبب الحرب بين البلدين؟ ويوجه الكليب رسالة حول إن كل الاختلافات والمشاكل بين الشعبين هي بسبب ألاعيب السياسيين، كما يلومون وسائل الإعلام على كل الاختلافات بين الدولتين. وتقول الممثلة الباكستانية بشرى أنصاري أنه "فيديو موسيقي يتجاوز الحرب والحدود إلى قلوب الناس الذين يعيشون على مقربة جدًا، ولكن بعيدًا جدًا." قال وزير الداخلية السابق والحزب الشعبي الباكستاني البارز، السناتور رحمن مالك، إن الجمهور الهندي بأكمله يدرك الآن حقيقة أن رئيس وزرائهم ناريندرا مودي، يريد استخدام الجيش الهندي للفوز في الانتخابات. ووصف الوزير الباكستاني، العملية الهندية التي أدت للتوتر العسكري بين الخصمين على تويتر قائلاً: "أراد رئيس الوزراء موداي اخراج فيلم جديد عن الحرب لدراما بوليوود وكان يصنع مقاطع الفيديو الخاصة به في راجستان بينما كان مساعدون يقومون بتنفيذ فيلم بولواما". "ماذا كان (مودي) يصور هناك؟". في وقت سابق ، قام رحمن مالك أيضًا بتغريد: "إن تقييمي هو أن رئيس الوزراء مودي لا يستطيع من الناحية السياسية أن يهاجم باكستان الآن أو أن يخطئ في المغامرة بعد أن كشفت ذهنية الحرب لديه للفوز بالانتخابات"، حسبما ذكرت صحيفة "ذا نيوز" الباكستانية الناطقة بالانجليزية. وبحث قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال فرانك ماكينزي، مع رئيس أركان الجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوا، المواجهة الأخيرة بين إسلام آباد ونيودلهي. وقال الجيش الباكستاني، في بيان أوردته شبكة "جيو نيوز" الباكستانية، أمس إن المناقشات بين الجانبين تطرقت أيضًا إلى عدة قضايا أخرى مختلفة من بينها آخر تطورات عملية السلام الأفغانية، والبيئة المتعلقة بالجغرافية - الاستراتيجية، إلى جانب ما يخص الأمن الإقليمي. ولفتت الشبكة الباكستانية إلى أن هذا اللقاء جاء بعد تصريحات وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، في وقت سابق، التي أعلن فيها أن لدى بلاده "معلومات استخباراتية موثوقة" تتعلق باستعداد الهند للقيام بعمل عدائي ضد باكستان، وعلى إثرها استدعت باكستان مؤخرًا نائب المفوض السامي الهندي للتحذر والإعراب عن احتجاجها على شن أي عمل عدائي محتمل من جانب الدولة المجاورة.وحمل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند المسؤولية عن "إثارة هستيريا الحرب" بسبب زعم الحزب إسقاط الهند مقاتلة باكستانية من طراز"إف-16" في فبراير الماضي. وكتب خان في تغريدة على "تويتر": "الحقيقة تسود دوما، وهي السياسة الأفضل دائما". وأضاف: "سعي حزب بهاراتيا جاناتا للفوز في الانتخابات بإثارة هستيريا الحرب وادعاء إسقاط مقاتلة باكستانية من طراز "إف-16" جاء بنتيجة عكسية بتأكيد مسؤولين عسكريين أمريكيين أيضا أن الأسطول الجوي الباكستاني لا تنقصه مقاتلة من هذا الطراز". وأكدت مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية، نقلا عن اثنين من المسؤولين العسكريين الأمريكيين قولهما إن جميع مقاتلات "إف-16" الباكستانية موجودة، مما يناقض ما قالته القوات الجوية الهندية عن إسقاطها إحدى هذه المقاتلات، بحسب روسيا اليوم.