بعد نحو عشرين عاما في الحكم، قدم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استقالته، مساء أمس، مستسلما لضغط الشارع الجزائري الثائر بعد أن انحاز الجيش إلى المواطنين. ونقلت وسائل الاعلام الجزائرية أن الرئيس بوتفليقة أبلغ المجلس الدستوري باستقالته "ابتداء من تاريخ يوم الاستقالة". قبل يوم واحد من قرار الاستقالة، نشرت صحيفة النهار الجزائرية قائمة بأسماء شخصيات، أصدرت السلطات الجزائرية، أمرا بمنعهم من مغادرة البلاد، ضمن إجراءات احترازية بحقهم، على خلفية التظاهرات التي اندلعت في الشارع الجزائري. وبدأت الجهات القضائية في فتح تحقيقات معمقة حول العديد من رجال المال والأعمال البارزين في الجزائر، في قضايا لا تخرج عن نهب المال العام. وشملت القائمة أسماء رجال الأعمال والشخصيات الممنوعة من السفر، التي تم توزيعها على كل المعابر الحدودية والمطارات والموانئ بالبلاد، وكان في مقدمتهم "آل حداد" و"آل كونيناف" و"آل طحكوت"، الأشخاص الأكثر ثراءً في الجزائر، بالنظر إلى حجم الاستثمارات التي تحصلوا عليها طيلة 20 سنة. إلى جانب هذه الأسماء الثلاثة شملت قائمة الممنوعين من السفر كلا من حداد علي، طحكوت محي الدين، طحكوت ناصر، حداد عمر، طحكوت بلال، طحكوت رشيد، بعيري محمد، ولد بوسيف محمد، بودينة براهيم، منهم أحد الشركاء في قناة فضائية تُبث من الجزائر، إلى جانب رجل أعمال آخر اقترن اسمه طيلة سنوات باسم نجل وزير أول أسبق، وفقا لصحيفة النهار الجزائرية. وأخطر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رسمياً رئيس المجلس الدستوري بقراره إنهاء ولايته بصفته رئيساً للجمهورية، حسبما أعلن مساء الثلاثاء لدى رئاسة الجمهورية، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء الجزائر الرسمية. وكان مكتب الرئيس الجزائري أعلن أمس عزمه الاستقالة من منصبه قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية 28 أبريل، استجابة للاحتجاجات الجماهيرية لكنه قال أيضا إنه يريد اتخاذ قرارات مهمة قبل مغادرته. وبموجب الدستور الجزائري، فإنه بمجرد استقالة الرئيس يتولى رئاسة الدولة بالنيابة رئيس مجلس الأمة لمدة 90 يوما تنظم خلالها الانتخابات الرئاسية. وكان بوتفليقة قد أعلن في 11 من مارس تراجعه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، لكنه لم يستقل من منصبه على الفور، وإنما انتظر حتى انعقاد مؤتمر وطني حول الانتقال السياسي. وأصيب بوتفليقة بسكتة دماغية قبل نحو 6 أعوام، ونادرا ما يظهر في فعاليات عامة منذ ذلك الحين. وتشهد الجزائر منذ شهر فبراير الماضي مظاهرات كبيرة منددة بحكم بوتفليقة الذي وصل إلى سدة الحكم قبل نحو عشرين عاما.