أمام مقر محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى أمس الأول، فى أولى جلسات القضية التى عُرفت إعلامياً ب«الهروب الكبير»، وقفت طفلتان صغيرتان بين أنصار ومحبى المشير عبدالفتاح السيسى، تلفان جسديهما النحيلين بعلم مصر وتضع كل منهما فوق رأسها «بيادة»، فى إشارة لتأييد المشير السيسى، وهو مشهد لفت انتباه جميع الحضور والمتابعين للمحاكمة عبر شاشة التليفزيون المصرى. مشهد مكرر من سوابق عدة يعكس استغلال الأطفال فى الصراع السياسى، اعتبرته الدكتورة عزة عشماوى، أمين المجلس القومى للأمومة والطفولة، جريمة ضد الإنسانية تستوى أمامها فصائل المجتمع، غير مفرقة بين تجاوزات مؤيدى الإخوان المسلمين أو المشير عبدالفتاح السيسى فى استخدام الأطفال لتحقيق أهدافهم.. «استغلال الأطفال فى العمل السياسى مرفوض مع أى حد»، هكذا تعلق «عشماوى» على صورة الطفلتين بأنها تصم الطفل وتهدر كرامته الإنسانية وأيضاً تمثل عنفاً صريحاً ضده، وفقاً لكلامها. صورة الطفلتين أمام محاكمة مرسى تمثل إضافة جديدة لواقعتَى «أطفال الأكفان» فى مسيرات الإخوان دفاعاً عن «مرسى» واستخدام أطفال بملابس صيفية فى البرد لتأييد «السيسى» فى أحد المؤتمرات، حسب «عشماوى»، مضيفة: «دار الأيتام اللى عملت كده قدمنا فيها بلاغ وتم حلها وبرضه واقعة أطفال الأكفان، أما الصورة دى لسه مش عارفين صاحبها». تقول «عشماوى» إن الإجراء الأول تجاه هذه الصورة وغيرها من الانتهاكات هو التقدم ببلاغ للنيابة العامة كما حدث مرات كثيرة: «عملنا بيان بالرفض لحد ما نعرف الفاعل ونعمل فيه بلاغ»، لا تستبعد «عشماوى» ضلوع الإخوان أنفسهم فى هذا المشهد الانتهاكى: «مش بعيد يكون الإخوان نفسهم عاملينها عشان يحرجوا مصر دولياً»، هكذا ذهبت إلى نفس الرأى الذى ذهب إليه المستشار رفاعى نصر الله، مؤسس حملة «كمل جميلك»، الذى قال: «حرام وغير قانونى وما نعملش كده أبداً».