مرتضى منصور قبل الأخير، ننشر الحصر العددي لأصوات الناخبين بميت غمر في الدقهلية    اللجنة العامة بالسويس تعلن نتائج الحصر العددي لأصوات الناخبين    في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة طلعت حرب: رجل صنع استقلال مصر الاقتصادي ونهضتها الثقافية    ننشر الحصر العددى لدائرة ميت غمر فى الدقهلية    مصطفى عبده يكتب: إرادة تختصر الزمن    سيارة كيا EV5.. إضافة متميزة لعالم السيارات الكهربائية    وليد عبدالعزيز يكتب: حوافز جديدة لصناع السيارات    استخدما والدتهما كدرع بشرية.. مداهمة أمنية في الأردن تنتهي بمقتل تكفيريين    النائب العام يبحث التعاون مع الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي    بلاغ يكشف تلاعبًا في التسجيلات بقضية «سيدز الدولية»    الطب الشرعي في تركيا يكشف مفاجأة عن "الوفاة الغامضة" لسياح إسطنبول    مدحت عبدالدايم يكتب: عبدالمنعم إبراهيم كوميديان جاد.. تثيره مخالفة قواعد المرور    دار الإفتاء تؤكد حرمة ضرب الزوجة وتحث على الرحمة والمودة    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يكرم محافظ جنوب سيناء    مادورو: سندافع عن فنزويلا ضد أي تهديد والنصر سيكون حليفنا    دار الإفتاء تكشف.. ما يجوز وما يحرم في ملابس المتوفى    مؤشرات أولية.. الإعادة بين 4 مرشحين بدائرة شبين الكوم في المنوفية    تقدم مرشح حزب النور ومستقبل وطن.. المؤشرات الأولية للدائرة الأولى بكفر الشيخ    ستارمر: زيلينسكى قَبِل أغلب بنود الخطة الأمريكية للتسوية في أوكرانيا    ترامب: تقدم ملحوظ في مفاوضات التسوية الأوكرانية ومبادئ الاتفاق باتت شبه جاهزة    الفيوم تحتضن مهرجان البيئة وجامعة الفيوم تشارك بفاعلية في الحدث    وعكة صحية تُدخل والدة رضا البحراوى المستشفى    عودة "Stray Kids" إلى البرازيل كأول فرقة كيبوب في مهرجان روك إن ريو 2026    ريهام عبد الحكيم تتألق في «صدى الأهرامات» بأغنية «بتسأل يا حبيبي» لعمار الشريعي    محمود فتح الله: تصريحات حسام حسن الأخيرة تعتبر الأسوأ في تاريخ مدربي منتخب مصر    ننشر المؤشرات الأولية لفرز لجان السويس في انتخابات مجلس النواب    عاجل.. قائمة الأهلي لمواجهة الجيش الملكي في دوري أبطال إفريقيا    ثقف نفسك | الأرض تغضب وتثور.. ما هو البركان وكيف يحدث ؟    قانون العمل الجديد | زيادة سنوية بنسبة 3%.. تعرف على ضوابطها    دعاء جوف الليل| اللهم يا شافي القلوب والأبدان أنزل شفاءك على كل مريض    خمسة لطفلك | كيف تكتشفين العدوى الفيروسية مبكرًا؟    محمد صبحي يكشف تفاصيل إصابته ب«الوسواس القهري»    دراسة تكشف عن 3 مخاطر من إيقاف أدوية إنقاص الوزن قبل الحمل    ترتيب دوري أبطال أوروبا.. تشيلسي يقترب من المربع الذهبي وبرشلونة ال15    بروسيا دورتمنود يمطر شباك فياريال برباعية نظيفة    بيان رسمي.. الاتحاد السكندري: لم ننسحب من نهائي مرتبط السلة    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بحدائق أكتوبر    ب8 سيارات إطفاء.. السيطرة على حريق مصنع تدوير القطن والأقمشة بالقليوبية| صور    القبض على 3 متهمين بسرقة مصوغات ذهبية من شقة في الطالبية    رئيس البرازيل السابق جايير بولسونارو يبدأ تنفيذ حكم بالسجن 27 عاما بتهمة التخطيط لانقلاب    بعد تصنيف بعض فروع الإخوان كمنظمات إرهابية.. الفقي: ترامب يبعث برسالة غير مباشرة لحماس    بمشاركة مرموش.. السيتي يخسر على ملعبه أمام ليفركوزن في دوري الأبطال    لجنة السيدة زينب تعلن محاضر فرز اللجان الفرعية للمرشحين بانتخابات النواب    محمد صبحي عن مرضه: التشخيص كشف عن وجود فيروس في المخ    كريم الدبيس: أي حد أفضل من كولر بالنسبالى.. وجالى عرضين رسميين للاحتراف    بالأرقام.. مؤشرات اللجنة الفرعية رقم 44 بدائرة المطرية محافظة القاهرة    مصرع طفل 15 سنة في تصادم دراجة وسيارة نقل خلال حفل زفاف غرب الأقصر    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الخميس والسبت فى دور ال32 بكأس مصر    الفقي: نجاح البرلمان لن يتحقق إلا بوجود معارضة قوية ورجل الأعمال لا يصلح للسياسة    جامعة المنيا: اعتماد استراتيجية الابتكار والأمن السيبراني    إطلاق مشروع الطريق الأخضر لعالم أكثر أمانًا بقنا بتعاون بين الإنجيلية والبيئة و"GIZ"    الصحة: ضعف المناعة أمام الفيروسات الموسمية وراء زيادة حدة الأعراض    تطوير 5 عيادات صحية ومركز كُلى وتفعيل نظام "النداء الآلي" بعيادة الهرم في الجيزة    خصوصية الزوجين خط أحمر.. الأزهر يحذر: الابتزاز والتشهير محرم شرعا وقانونا    مدبولي يلتقي نائب رئيس "المجلس الوطني للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني".. صور    رئيس الوزراء والوزير الأول للجزائر يترأسان غدا اجتماع اللجنة العليا المشتركة    مواجهة نارية في دوري أبطال أوروبا.. برشلونة وتشيلسي لايف    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال أم دروع سياسية
نشر في الأهرام اليومي يوم 09 - 08 - 2013


الاتجار بالطفولة
الحبس الاحتياطي والاحتجاز مع المجرمين...جرائم ترتكب ضد الاطفال
تحقيق :نيرمين قطب
مشروع شهيد تلك العبارة كانت مطبوعة علي قميص يرتديه أحد الأطفال الذين تم الزج بهم في الاعتصامات مؤخرا كدروع بشرية.. بل الأكثر من ذلك ساروا حاملين الأكفان.. بدلا من أن يلبسوا ثياب العيد الجديدة بألوان زاهية تناسب البراءة والطفولة وبدلا أيضا من أن يحملوا حلوي وألعاب العيد.
فلم يكتف القائمون بهذه الجرائم بالحصار الذي يجده اطفال في عمر الزهور من مشاهد الدماء والقتلي يوميا علي شاشات التليفزيون أوالحبس الإجباري في المنازل في الاجازات الصيفية نظرا لقطع الطرق وإغلاق الشوارع واختناقات المرور.. بل أمعنوا في اختراق بساتين الزهور ليحولوها إلي حقول ألغام, غير عابئين بخطورة الجريمة علي مستقبل مصر بغرس الحقد والانتقام في قلوب صغيرة بدلا من أن تنبض بالحب والسلام كما فطرهم عليها الخالق الأعظم.. وليس هناك ما هو أبشع من أن نجد مجموعة من الأشخاص يصطحبون عددا من أطفال ملاجئ الأيتام ودور الرعاية للمشاركة في اعتصامات أنصار الرئيس المعزول بمنطقة رابعة العدوية بعد إغرائهم بتوزيع الملابس الجديدة والأموال والحلوي عليهم.. قضية الأسبوع تطرح المشكلة علي مائدة الحوار.
انتهاكات و عنف و أسوأ أشكال الاستغلال تمت ممارستها ضد الطفل المصري منذ اندلاع ثورة يناير2011 بعد الزج به في المشهد السياسي, وفي الاونة الاخيرة زادت حدة هذا الاستغلال وبات يمثل خطرا حقيقيا علي مستقبل هؤلاء الاطفال ان لم يكن خطرا يهدد حياتهم. وفي هذا المشهد المليء بالعنف ضد الطفل تعالت الاصوات التي تنادي بتطبيق قانون الطفل و كذلك الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الاطفال والتي وقعت عليها مصر.
المشاركة المؤلمة هكذا تصف الدكتورة الدكتورة عزة العشماوي مدير عام المكتب الفني ووحدة مكافحة الاتجار بالبشر بالمجلس القومي للطفولة والأمومة تصدر بعض أطفال مصر المشهد السياسي في اعتصام رابعة والنهضة والكثير من الاماكن الاخري وتستنكر الزج بالأطفال في الاعتصامات, واستخدامهم في جمع الحجارة,و كدروع بشرية وارتدائهم للأكفان وحملهم المولوتوف, و بث صورهم في الإعلام في صور تحرض علي العنف وتهدر من كرامتهم الإنسانية كل ذلك بالمخالفة للقوانين المصرية, والاتفاقيات والمواثيق الدولية والتي تلزم الدولة باتخاذ تدابير تشريعية, واجتماعية لتعزيز حقوق الأطفال وحمايتهم, وتنشئتهم وتربيتهم في كنف السلم والأمن
وتقول:' اتخذ المجلس القومي للطفولة و الأمومة عدة إجراءات استباقية قبل تظاهرات30 يونيو للتحذير من الإستغلال السياسي والمعنوي للأطفال, وخطورة تصدرهم للمشهد السياسي وناشد المجلس جموع المواطنين الإبلاغ عبر خطوط المساعدة16000 او16021 عن أي شخص أو جماعة تقوم باستغلال الأطفال في الأحداث السياسية'.
بلاغات للنائب العام
وتقدم المجلس القومي للطفولة والأمومة بعدة بلاغات رسمية للنائب العام بعد رصده الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال علي مدي الشهر الماضي وذلك لإنفاذ حقوق الطفل الواردة بالقانون12 لسنة1996 المعدل بالقانون821 لسنة2008, وعلي وجه الخصوص المادة96 من القانون التي تحظر تعريض الطفل لأعمال تهدد سلامة التنشئة الواجب توافرها له, وتعريضه للإهمال والإساءة والعنف والتشرد, من قبل القائمين علي رعايته, إعمالا بالمادة114 من القانون التي تعاقب كل من سلم إليه طفل, و أهمل في تربيته وأداء واجبه نحوه, كما تجرم المادة116 مكررا أ بث أو ترويج صور تتعلق بتحريض الطفل علي العنف أو التشهير به ويعاقب عليها القانون بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وغرامة لا تقل عن10 الاف جنية ولا تجاوز50 الف جنيه.
كما رأي المجلس أن استغلال الأطفال والمساس بحقهم يعد' اتجارا صريحا بالبشر'-ومازال الكلام للدكتورة عزة العشماوي- وذلك بتسليمهم أو تجنيدهم في أعمال غير مشروعة يعاقب عليها قانون العقوبات بالحبس المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وقد تزيد عن ذلك, وبغرامة لا تقل عن50 الف جنيه ولا تجاوز200 الف جنيه. تتضاعف إذا ارتكبت من قبل جماعة إجرامية منظمة, أو ممن تولي أمر الطفل أو الوصي عليه وذلك وفقا للمادة291 من قانون العقوبات.وكذلك الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في موادها53 و83 التي تحظر الاتجار بالأطفال وإشراكهم في المنازعات المسلحة, كما تلزم المادة19 من الاتفاقية الدولية باتخاذ كل التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية لحماية الطفل من العنف أو الإساءه.
مخالفات بالجملة
أما أسوأأشكال الإستغلال التي تعرض لها الطفل المصري فكانت تحميله مسئولية الكثير من الجرائم التي ارتكبت في العام الماضي.. هكذا يري أحمد مصيلحي المستشار القانوني للائتلاف المصري لحقوق الطفل(المكون من100 جمعية حقوقية تعمل في مجال حماية الطفل والأسرة) وجعل الأطفال مجرد ستار للهروب من الكشف عن المجرم الحقيقي والقبض علي الفاعل مثل احداث حرق المجمع العلمي ومصلحة الضرائب. واضاف ان تعرض الاطفال للحبس كان من أبشع الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال العام الماضي, حيث ينص القانون علي حبس الأطفال بمفردهم او تصنيفهم حسب العمر و الجريمة ويمنع تماما احتجاز الاطفال مع البالغين و يعاقب الموظف العام علي ذلك بالحبس و بالفعل قدم الائتلاف نحو21 بلاغا ضد وزير الداخلية ومصلحة السجون بسبب عدم تطبيق هذا القانون.
كما وصل مجموع المبالغ التي دفعت ككفالة لإخراج الأطفال من الحبس إلي نحو130 الف جنيه و هذا ايضا مخالف للقانون الذي ينص علي عدم مطالبة الطفل بأي مبالغ أو رسوم وايضا عدم حبس الطفل إحتياطيا, فهناك نحو1000 طفل تم القبض عليهم ولكن افرج عنهم جميعا ولم يوقع علي اي منهم عقوبة. بالإضافة الي وجود8 حالات وفاه لأطفال
ومنذ ثورة يناير2011واستغلال الاطفال لم يتوقف- ومازال الكلام لأحمد مصيلحي- سواء داخل ميدان التحرير من قبل الباعة الجائلين أو البلطجية أو في أماكن أخري كما نري الأن وكان الإتهام دائما موجها لأطفال الشوارع حتي في اعتصام رابعة والنهضة يوضع الأطفال في الصفوف الأولي و يحملون الأكفان ويكتب علي ملابسهم' مشروع شهيد' ويتم استغلال الأطفال في هذه الاعتصامات من أجل كسب التعاطف من الداخل و الخارج فإذا أصيب أي من هؤلاء الأطفال يكون التعاطف اكبر. ويضيف مصيلحي أن اشتراك الأطفال في المظاهرات غير مرفوض لأنه يعلمهم حقهم في التعبير و المشاركة ولكن ما يحدث الآن هو استغلال يؤثر علي مراحل نمو الطفل وعلي صحته و بيئته و سلامته الشخصية وإذا تأثر الطفل أو تعرض لخطورة تتحمل الأسرة مسئولية قانونية وجنائية قد تصل الي الحبس6 اشهر خاصة أن الطفل قد يتأثر بالعنف ويخلق منه مواطنا عنيفا يكره المجتمع وهذه الحالة تمثل خطورة علي نموه وعلي مصلحة الدولة نفسها في المستقبل وهي بدورها تتحمل مسئولية هؤلاء الاطفال.
وقائع الاستغلال
يشكل الأطفال في مصر نحو38% من السكان, يعيش منهم ما يقرب من سبعة ملايين طفل تحت خط الفقر ورصد الائتلاف استغلال الاطفال في الاحداث السياسية منذ اندلاع ثورة يناير وحتي الاحداث الاخيرة التي وقعت من قبل جماعة الاخوان المسلمين خاصة في منطقة رابعة العدوية وتعريض حياتهم للخطر علي اثر المواجهات التي تحدث و تطورت حالة استغلال الاطفال حيث قام الاخوان بتشكيل حركة اطفال ضد الانقلاب ثم شاهدنا صور الاطفال يحملون أكفانهم ومكتوبا علي صدورهم مشروع شهيد!!! والائتلاف يحمل منظمي الاعتصام في رابعة العدوية مسئولية حماية هؤلاء الاطفال كما يحمل الحكومة المصرية مسئوليتها عن اتخاذ ما يلزم لحمايتهم.
وتقدم الائتلاف المصري لحقوق الطفل ببلاغ إلي النائب العام المصري تحت رقم(31/10929 يوليو2013 عرائض النائب العام) ضد بعض القيادات الاخوانية لقيامهم بالإتجار بالأطفال واستغلالهم وتعريض حياتهم للخطر, استنادا إلي نص قانون الطفل المصري المعدل بالقانون126 لسنة2008 في المواد(291,96,3,1 المضافة إلي قانون العقوبات), كما تم توجيه بلاغات ضد وزارة الداخلية بإعتبارها الجهة المسئولة عن إنفاذ القانون, وأكد الإئتلاف في البلاغ مسئولية أسر الأطفال المشاركين في اعتصام رابعة العدوية وفقا لنص قانون الطفل المصري وطالب بتوقيع العقوبات عليهم لمسئوليتهم عن تعريض حياة أطفالهم للخطر.
بعض الوقائع في سطور
حبس للطفل محمد محسن17 سنة سوري الجنسية و المتهم في القضية رقم2013/6870( بالقتل العمد و مع سبق الاصرار والشروع في قتل وحيازة سلاح ناري فرد خرطوش واحراز ذخائر وتعطيل وسائل النقل والتجمهر واستعراض القوة والتلويح بالعنف) حيث تم القاء القبض عليه في احداث اقتحام ميدان عبد المنعم رياض والهجوم علي المعتصمين.
تقدم الائتلاف المصري لحقوق الطفل ببلاغ للنائب العام برقم2421 عرائض النائب العام في واقعة الاعتداء علي طفل وتعرضه للضرب و المطاردة من اعلي كوبري اكتوبر في ميدان رمسيس يوم15 يوليو2013
المتاجرة بأطفال مصر واستغلالهم في الدعاية الانتخابية وتعريض حياتهم للخطرقدم الائتلاف المصري لحقوق الطفل بلاغا للنائب العام رقم47( بلاغات النائب العام رئاسة) يوم الأربعاء الموافق16 مايو2012 بخصوص وقائع استغلال الأطفال في حملة الدعاية الخاصة بالسيد/ محمد مرسي وذلك بحشد تلاميذ المدارس ببعض القري بمحافظة سوهاج من أجل حمل لافتات لمرشح الرئاسة.
في عام2102 تعرض الأطفال لانتهاكات بالغة منها تعرضهم للغاز السام والقنابل المسيلة للدموع والهجوم الشرس من قوات الأمن المصرية في أحداث شارع محمد محمود علي مدي عشرة أيام من تاريخ2011/11/19, ثم أتت احداث مجلس الوزراء ليتم القبض العشوائي عليهم وتوجيه اتهامات ل73 طفلا من أطفالنا في الشارع تصل الي وصفهم بالمرتزقة المتآمرين من أجل تخريب وإحراق البلاد وحرق المجمع العلمي والتعدي علي رجال الأمن والشرطة العسكرية.
وبعدها جاءت أحداث مجزرة بورسعيد ليتم توجيه الاتهام الي25 طفل من أطفال بورسعيد وتحميلهم مسئولية الاحداث في محاولة لإخفاء المتهمين الحقيقيين لهذه المجزرة البشعة.
وأخيرا كانت أحداث وزارة الداخلية وتم توجيه الاتهام الي62 طفلا بحرق مبني الضرائب الي جانب العديد من الاتهامات الاخري المكررة في مثل هذه النوعية من القضايا الملفقة والمعدة سلفا من قبل المسئولين الحقيقيين عن حدوثها, وفي كل مرة يتم الدفع بأطفالنا في الشارع ككبش فداء.
بيئة الاعتصام تخلق التطرف!
تحقيق :بسمة خليل
أجسام نحيلة صغيرة تغلف وجوهها ابتسامة بريئة ولكنها مجبرة علي أن تفعل ما تؤمر به فهم زهور في عمر الربيع لا تتجاوز أعمارهم أصابع اليدين يرتدون أكفانا بيضاء بدلا من أن يزينوا أجسامهم بملابس جديدة للعيد تدخل السرور والبهجة في نفوسهم.. السؤال الذي يطرح نفسه هو ماهي الانعكاسات المتوقعة علي نفوس الصغار؟في البداية يؤكد الدكتور أحمد مجدي حجازي أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الأداب جامعة القاهرة أن استخدام الأطفال في التظاهرات والإعتصامات يجعل الطفل موجودا في بيئة أكبر منه ويتعامل مع عقليات متشددة..
فالاعتصامات تعد بؤرة صالحة لنمو المتطرفين وبث الكراهية في نفس الطفل تجاه المجتمع وإقناعه بأن البيئة الخارجية تكرهه.. فالطفل لا يفكر ويتأثر بمن حوله سريعا فيشعر بأن الآخرين أعداء له وأحيانا تصنع منه هذه البيئة مجرما متطرفا تحت السن يقدم علي بعض التصرفات التي يحاسب عليها القانون مشيرا الي أن شخصية الطفل تتكون من الوراثة والتربية والخبرات خاصة حينما يسمع من حوله يوجهون السباب في حق الشعب والحكومة والجيش وهو ما يكسبه خبرات سيئة تجعله يعتقد ان هناك ثأرا بينه وبين السلطة.
ويطالب حجازي بضرورة تضافر جهود جميع جمعيات حقوق الإنسان والطفل للبحث عن حلول سريعة لوقف هذا التدهور في حقوق الطفل خاصة أن مايحدث لا يتفق مع القانون العام ولا الإنساني.
قنابل موقوتة
ويري الدكتور الهامي عبد العزيز استاذ علم النفس بجامعة عين شمس أن اللعب هو محور حياة الطفل فهو يتعلم من خلاله وليس من خلال إشراكه في المظاهرات وليس من خلال إعطائه نماذج وملابس مكتوبا عليها' مشروع شهيد' مشيرا الي أن اختطاف الأطفال الأيتام من الملاجيء واستغلالهم كديكور في مثل هذه الاعتصامات يؤدي إلي شعورالطفل بأنه لا يعيش طفولته وبالتالي يشعر بالإحباط خاصة أن الآخرين بفرضون عليه مالا يستطيع او ما يرفض القيام به.. مؤكدا أن هذه الفئات تصبح قنابل موقوتة في المجتمع بعد أن أصبح سلوكها عدوانيا وتشعر بأن لديها ثأرا تجاه الآخرين فكما اذيتموني ساؤذيكم, واذا نظرنا للفيديوهات التي تم بثها لهؤلاء الأطفال والكلام مازال للدكتور الهامي نجدهم يقولون' هم قالولي كده' وأفعل ما يطلب مني فهو تسلط موجه يخلق طفلا قاسي القلب نظرا لافتقاده الحماية والحب والأمان فهو يريد أن يرهب الآخرين ويسلبهم حقوقهم التي تم سلبها منه..

ويري الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية أن مشاركة الأطفال في الاعتصامات والتظاهرات سلاح ذو حدين فهوإيجابي من حيث تربية الأطفال علي المشاركة المجتمعية والتربية الديمقراطية فضلا عن أن يكون لهم دور في قضايا وطنهم وتربيتهم علي المطالبة بحقوقهم خاصة مع الأطفال الذين ليس لهم اهتمامات وأنشطة فيتكون لديهم رأي مستقل بهم أما الجانب السلبي فيكمن في مشاركة الأطفال في التظاهرات وتربيتهم علي العنف وتعريضهم للخطر وأن يكونوا سلبيين في المجتمع تسهل قيادتهم..
كما أن لها آثارا سيئة علي الطفل وتكوينه النفسي والمجتمعي فنجد أن الأطفال والنساء متقدمون في صفوف التظاهرات والاعتصامات كدروع بشرية وأشار إلي أن الطفل الذي يعيش في أجواءالحرب والموت ينظر بعدوانية للعالم المحيط به ويتعمق خوفه وكراهيته له..مشيرا الي أن الأطفال في الأماكن المزدحمة أكثر تأثرا من الناحية البيولوجية بالاضافة الي امكانية تعرضهم للقتل أو للإصابة بعاهة مستديمة أوبالأمراض.
أ.د عزة كريم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تدين ظاهرة الزج بالأطفال في المظاهرات واستغلالهم والاتجار بهم وطالبت بسرعة التنسيق والتعاون بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني لحماية أطفال الشوارع وتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية والطبية والنفسية التي يحتاجونها لإعادة ثقتهم مرة أخري في أنفسهم وفي المجتمع وبذل الجهد لإعادتهم لأسرهم مرة أخري كما طالبت الجهاز الأمني بمنع احتجاز أطفال الشوارع أو اعتقالهم واللجوء للتدابير البديلة وفقا لقانون الطفل المصري, كما حذرت من خطورة استغلال أطفال الشوارع في الصراع السياسي مؤكدة أن هذا الاستغلال جريمة ضارة بالمجتمع وبهؤلاء الأطفال الذين يقومون بتلك الأعمال التخريبية دون تفكير بهدف واحد فقط هو الحصول علي المال أو الوجبات الغذائية مشيرة إلي أن المستأجرين لهؤلاء الأطفال يعلمون جيدا أنهم ليس لهم أهل يسألون عنهم وبالتالي فلن يجدوا من يحاسبهم إذا تعرضوا للقتل أو أي مخاطر موضحة أن اللجان المختصة بحماية الطفل ورعايته بجميع المحافظات غير مفعلة برغم أن القانون كفلها للطفل ولو فعلت ذلك ما وجد طفل بالشارع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.