استنكر عدد من الحقوقيين استخدام تنظيم «الإخوان» للأطفال والزج بهم فى معترك الخلافات السياسية واستخدامهم فى اعتصام رابعة العدوية والنهضة، تحت وهم الشهادة دفاعاً عن حجتهم الشرعية، مؤكدين أن استخدام الأطفال فى السياسة مخالف لمواثيق حقوق الإنسان. قال أحمد مصيلحى، المستشار القانونى للائتلاف المصرى لحقوق الطفل، إنه قدم بلاغاً للنائب العام ضد كل من محمد بديع المرشد العام للإخوان، وصفوت حجازى القيادى الإخوانى، ومحمد البلتاجى القيادى بحزب الحرية والعدالة، وعاصم عبدالماجد القيادى بالجماعة الإسلامية، ووزير الداخلية للتحقيق فى قضية استغلال الأطفال سياسياً، وذلك لمخالفته مبادئ حقوق الإنسان، والقانون المصرى الذى يجرّم استخدام الأطفال فى النزاعات والمشكلات السياسية. وأضاف مصيلحى أن الدولة تتحمل مسئولية حماية الأطفال وإنقاذهم من استخدامهم من قبل تنظيم «الإخوان» فى أحداث العنف ضد قوات الأمن، مشيراً إلى أنه قدم طلباً للنائب العام بالتحقيق فى اتهام جمعية تسمى «عبير الإسلام» بشارع الطيران لها مرجعية دينية تزج بالأطفال فى أحداث رابعة، وطالب وزارة الشئون الاجتماعية بالتقصى والتحقيق فى هذه الواقعة إن صحت. وأوضح أن عدد الأطفال الذين جرى القبض عليهم فى فترة تولى الرئيس المعزول محمد مرسى بلغ 1000 طفل فى ميدان التحرير، مطالباً باتخاذ الإجراءات القانونية نحو تقاعس الدولة، ممثلة فى وزارة الداخلية، عن حماية هؤلاء الأطفال ودورها نحو توفير حقوقهم فى الحياة الآمنة المستقرة وحقهم فى التنشئة الصحية والاجتماعية والنفسية السليمة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية وتوقيع أقصى العقوبة المنصوص عليها بقانون الطفل 12 لسنة 1996 والمعدل برقم 126 لسنة 2008 والقانون 64 لسنة 2010 وقانون العقوبات المصرى على المشكو فى حقهم، واتخاذ الإجراءات القانونية وتوقيع العقوبة المنصوص عليها فى المادة 96 من قانون الطفل 12 لسنة 96 ضد أسر الأطفال وذويهم لتعريضهم للخطر وفقاً للقانون والمشاركة فى جريمة استغلال هؤلاء الأطفال. ورصد الائتلاف المصرى لحقوق الطفل استغلال الأطفال السوريين فى الأحداث السياسية من قبل الإخوان خصوصاً فى منطقة رابعة العدوية وتعريض حياتهم للخطر إثر المواجهات التى تحدث، فيما يعتبر متاجرة بمعاناتهم التى تكون شكلاً من أشكال الاتجار بالبشر. من جانبها، أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «اليونيسيف» عن قلقها العميق إزاء ما تناولته التقارير بشأن الزج بالأطفال فى المظاهرات العنيفة بمصر على نحو يؤدى إلى تعرضهم لتأثيرات سلبية مدمرة على المدى الطويل، مناشدة جميع المصريين والقوى السياسية عدم استغلال الأطفال فى تحقيق أغراض سياسية وحمايتهم من أى أضرار محتملة. وأعرب فيليب دونيل ممثل منظمة اليونيسيف فى مصر، فى بيان له، عن قلقه العميق إزاء التقارير التى تفيد بوجود أطفال قتلوا أو أصيبوا خلال المواجهات العنيفة الدائرة فى مصر الأيام الماضية، وأيضاً إزاء الصور المفزعة لأطفال يشاركون فى الاحتجاجات السياسية فى الميادين. وحذرت اليونيسيف، من أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن يكون لها تأثير بدنى ونفسى سلبى على الأطفال لفترات طويلة الأمد، داعية جميع المصريين والجماعات السياسية إلى عدم استغلال الأطفال لأغراض سياسية، وحمايتهم من أى ضرر محتمل. وفى سياق متصل، أعرب نصر السيد، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، عن أسفه لانتهاك حقوق الأطفال، واستغلالهم فى النزاعات المسلحة لتحقيق مآرب شخصية، من جانب مخربى الوطن من أجل الاستمرار فى حكم ترفضه جموع الشعب المصرى. واستنكر نصر، استمرار مسلسل استغلال الأطفال من قبل تنظيم الإخوان، قائلا: «تقدم المجلس ببلاغات رسمياً للنائب العام لمناشدته باتخاذ اللازم نحو الخروج الجبرى للأطفال من منطقة رابعة العدوية، حيث تفاقمت هذه الظاهرة بما يهدد منظومة حقوق الطفل فى مصر، ويضاعف من أعداد الأطفال المعرضين للمخاطر الصحية، والأمنية والأخلاقية وهو ما يجرمه قانون الطفل 126/2008، ومواده ومنها المواد 96، و116، والمادة 291 من قانون العقوبات، والقانون 64/ 2010». وقالت داليا زيادة مديرة مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إن الدفع بالنساء فى التظاهرات من أجل التضحية بهن أو التخفى وراءهن كستار أو الدفع بهن عمداً أمر مشين وغير مقبول، معتبرة فى الوقت نفسه أن مشاركة المرأة فى التظاهرات أمر طبيعى. وأضافت زيادة أن هناك فارقاً كبيراً بين النزول بالإرادة وبين الدفع بالنساء فى تظاهرة ما فى أول الصفوف، بهدف التضحية بهن لأسباب غير معلومة، أو تحويل مصر إلى أشبه بما يحدث فى سوريا واستغلال المشهد دولياً، مشيرة إلى أن المرأة شاركت بأعداد كبيرة فى تظاهرات 30 يونيو، وكان هناك حرص شديد من الرجال والشباب على الحفاظ عليها وعدم تعرضها لأى خطر. وأشارت إلى أن ازدياد أعمال العنف الممنهج والموجه تجاه الأطفال الذى رأينا انعكاساته فى العديد من وقائع العنف المؤسفة ضد الأطفال بشكل خاص كإلقاء الأطفال من فوق أحد البنايات بالإسكندرية، والتعدى على الطفل محمد بأحداث رمسيس. وأوضحت مديرة مركز ابن خلدون أن استغلال الأطفال فى الاعتصامات والشئون السياسية هو أمر خطير جداً ويؤكد مدى التدهور والاستغلال الذى يتعرض له الطفل المصرى المظلوم فى كل المواقع، حيث تلاقى قضاياه إهمالاً يكاد يكون متعمداً فى العديد من المواضع. وقال هانى هلال أمين عام الائتلاف المصرى لحقوق الطفل، إن معتصمى رابعة العدوية متهمون باستغلال الأطفال، وعلى الدولة القيام بدور الأسرة، إذا تسببت الأسرة فى تعريض أطفالها للخطر، لافتاً النظر إلى أحداث الحرس الجمهورى، مضيفاً: «استغلال الأطفال لجمع الحجارة باعتصام رابعة العدوية، يعد نوعاً من أنواع الاتجار بالأطفال، ونحن لا نستطيع دخول اعتصام رابعة للاطلاع على حالة الأطفال هناك». وأشار هلال إلى أن الدولة تتحمل مسئولية استخدام الأطفال داخل اعتصام رابعة، وعلى الدولة فض الاعتصام بكل الطرق السلمية، مشدداً على أن استغلال الأطفال عمل منافٍ لكل المواثيق الدولية، وأن القيم الإنسانية يجب تعليمها لأطفالنا فى هذه المرحلة العمرية بدلاً من أن يكونوا مشروع شهيد، لأن ما يحدث معهم فى رابعة اتجار واستغلال للأطفال، لافتاً النظر إلى أن هناك 7 أطفال سوريين موجودين بأسرهم فى اعتصام رابعة العدوية، وهذا شكل من أشكال المتاجرة بالأسر السورية. أخبار متعلقة: الأطفال.. «قربان» الإخوان من أجل «كرسى» نشطاء: استغلال «إخوان الإسكندرية» للأطفال فى المظاهرات جريمة «سياسيون»: يستخدمون الأطفال ك«حائط صد» فى مواجهة قوات الأمن مديرة مكتب مكافحة الاتجار بالبشر: موافقة الأمهات على ارتداء أطفالهن «الكفن» جريمة