حسب تقرير للأمم المتحدة عن التنمية البشرية صادر منذ 3 سنوات، فإن قرية بنى خليفة التابعة لمركز ناصر فى بنى سويف، تعد أفقر قرى مصر على الإطلاق. يعيش فى بنى خليفة 9 آلاف مواطن، يعانون من غياب كافة الخدمات بلا مياه أو كهرباء أو صرف صحى، على أطراف أراض زراعية مهددة بالبوار، بسبب عدم وصول مياه الرى إلى نهايات الترع علاوة على ارتفاع نسبة الملوحة فى المياه، التى تؤدى لتلف المزروعات. يقول محمد عبدالسلام «مزارع»: اهتمت الحكومة بحل مشاكل القرية بعد صدور تقرير الأممالمتحدة، واعتمدت وزارة التنمية المحلية إنشاء 7 مشروعات تنموية فى القرية، ولكن للأسف فإن هذه المشروعات لم تنفذ على أرض الواقع، وتناست الحكومات المتعاقبة المشروعات الخاصة بتحسين ضخ مياه الرى، وتنقية وتحسين مياه الشرب ومركز للشباب ومجمع مدارس يفيد طلاب التعليم الأساسى فى جميع المراحل. ويقول عبدالسلام طه إن القرية بها وحدة صحية مغلقة بسبب عدم وجود طبيب مقيم، وطلاب المرحلة الثانوية يسافرون إلى الفيوم بسبب عدم وجود مدرسة فى القرية، ويتكبدون عناء السفر يوميا، وأموالا كثيرة لا تتحملها ميزانية أسرهم الفقيرة. ويقول محمد محمود إن القرية تعانى من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مشيرا إلى أن الأهالى يروون أراضيهم عن طريق الآبار الارتوازية ذات المياه شديدة الملوحة، لافتا إلى أن هناك إهمالا فى متابعة صيانة الترع بالقرية، ما تسبب فى عدم وصول المياه إلى نهايات الترع، وانسداد قنوات الصرف الزراعى، بسبب إهمال مسئولى الرى. ويشير عصام سيد، عامل بناء، إلى مشكلة انتشار القمامة بالقرية، قائلا: لا نعرف شيئا عما يسمى «مشروع النظافة» كما أن انقطاع الكهرباء والمياه دائم ومعتاد، فلا تصل المياه لمنازلنا إلا ساعتين يوميا، مما يزيد معاناتنا خلال الصيف. ويقول أحمد ممدوح إن القرية خارج حسابات المسئولين، وتوجهنا بالشكاوى للمحافظ والمسئولين بالكهرباء والمياه ورئيس المدينة، والكل يعطينا وعودا لا تنفذ، فلا مياه ولا كهرباء، ولا وحدة صحية، ولا مياه شرب نقية، ولا مياه صالحة للرى، وحالة السكان يرثى لها بسبب الفقر الشديد، بينما المسئولون غائبون عنا تماما.