بمناسبة معرض الكتاب، أتمنى أن تمر أيامه على خير، وهي علامة جيدة إن أهم معرض في البلد دي خاص بالكتاب، رغم سلبياته. كتب السنة دي كتير، البركة في موضة النشر الخاص "بمحاسنها وعيوبها والمخلصين فيها والنصابين"، بالتأكيد مابقيناش كلنا أدباء فجأة، وأكتر المطبوع هري مكرر "تيمات الرعب المعادة، مقالات ساخرة سمجة، كتب جماعية مملة، إلخ.."، دي حقيقة لازم تبقى في بالك، عشان ما ترميش فلوسك في العناوين المبهرة اللي بتزغلل عينيك بقالها شهرين، كدعم من أصحابها والناشر بألقاب ذاتية المنح!. حتمًا، فيه أعمال مدهشة ولا مفر من إنك تشتري كلام فارغ كتير، عشان تلاقيها في وسطيهم، طبعًا هتشتري كتاب فلان الفلاني الكاتب المعروف، من باب العشرة مش أكتر، وإنت عارف إنه بيعبي ورق.. معلش هنستحمل كمان شهرين، يصدعونا فيهم الشباب بصور حفلات التوقيع، لازم يفتخروا بانجازهم ده حقهم مافيش كلام. الظاهرة صحية جدًا، ما تتغرش في نبرة التشاؤم الظاهرة في كلامي "طبعي كده استحملني!"، وهتفرز أسماء جديدة تحرك المفاهيم السايدة المستبدة في عالم النشر، نفس جو الستينات.. بالنسبة للي سألني: أنا يمكن أروح يوم واحد، أتابع الموقف من باب الحنين ليس إلا، بروح لوحدي وأرجع لوحدي، ولا أشارك في أي فعاليات أو حفلات توقيع تخصني أو تخص غيري. جل ما أرجوه، هو أن يمر المهرجان الصاخب ونقرأ الكتب اللي اشتريناها، ونعرف هنكمل مع مين السنة الجاية، ويبتدي الناشرين يقننوا المسائل عشان ما تجهضش التجربة قبل أوانها، شيء مثير إن كل واحد معاه ألفين جنيه ينشر مذكراته العظيمة، لكن الأهم متابعة الموقف باستمرار والتركيز على الأفضل، بقراءة واعية مثقفة مش بعدد لايكات الفيسبوك.. دعائي للجميع بالتوفيق، وأعتذر عن نغمة التشاؤم اللي حضرتك يا عزيزي القاريء مضطر تستحملها، خصوصًا إن دايمًا بيتضح إني كنت على حق!.