إذ فجأةً قرر أبي، اختراق عالم جديد وغريب عليه، وهو عالم الإنترنت!.. فعلاقة أبي بالإنترنت كعلاقتي بالطبيخ تمامًا، تكاد تكون منعدمة، فهو يرى أنه عالم ممتع وشيّق، وبما أنه يملك الكثير من الوقت والفراغ أيضًا، فلما لا يستفيد به في تعلم شئ جديد!، وبالمرة ينكد علي بما إنه سيستولي على لاب توبي العزيز. جالسة أرغي وأرخم على أصدقائي المقربين على الفيس بوك، وأنا في وسط نقاش هام جدًا لإختيار لقب أرخم واحد في الشلة، وكان للأسف من نصيب صديقي اللدود درش، دخل أبي غرفتي وعلى وجهه نظرة كلها أمل وإشراق، جالسًا بجواري متأملًا اللاب توب الخاص بي، نظرة الليث للفريسة قبل اصطيادها مباشرةً، قائلًا لي: أنا عايز أعمل أكاونت ع الفيس توك ده؟، نظرت له في دهشة: ها.. عايز إيه يا بابا؟!، ردّ كطفل يريد أخذ لعبتك المفضلة منك: إيه مالك؟!، بأقولك عايز أعمل أكاونت، فيها حاجة دي؟، رديت وأنا مازلت لا أستوعب: أيوه يا بابا سمعتك من أول مرة، بس أفهم يعني إيه اللي طلّعها في دماغك دلوقتي؟!، قال: أصل أخوكي إمبارح وراني حاجات حلوة قوي ع البتاع ده ( حاجات إيه بقى .. ها)، وبعدين إزاي يعني فؤاد صاحبي يبقى عنده أكاونت وأنا لأ!، أقل منها يعني والا أقل منها!، قلت بغضب في سري: أخويا ده بس أمّا أشوفه، وديني لأقطع عنه المصروف، قال: ها هتعمليلي الأكاونت والا أخد منك اللاب توب وأخلّي أخوكي يعلّمني؟!، رديت في حسرة: يُمهل ولا يُهمل.. ماشي يا بابا هاعمّلك الأكاونت وأوريك تعمل إيه بالظبط. وبدأت رحلة العذاب.. قصدي التعليم، بابا: إيه ده هو إنتي كتبتي سني الحقيقة ليه يا موكوسة؟!، أنا: أكذب يعني وأدخل النار!، بابا: آه يا خفيفة، بابا: يعني إيه In open relationship ده!! أنا: يعني لا سمح الله واحد ضاربله ورقة عرفي، بابا: ضيفيلي بقى كل اللي عندك يا حلوة! أنا: ليه بقى النكد ده ع المسا!، بابا: أيون.. ما هو أنا لازم أشوف إنتي بتكلمي مين وإزاي وفين وليه؟!، أنا في سرّي: منك له يا أخويا.. ماشي هأضيفك، مُكملة في سرّي: وهأعملك بلوك بعد 5 ثواني، بابا: حطيلي صورة الواد ليوناردو دي كابريو بقى، واكتبي إسمي تحتيها، أنا: ده على أساس إن محدش هياخد باله بقى من إنه أشقر وإنت أسمر مثلًا!، بابا: لأ على أساس إني هالزقك في الحيطة أعملك بوستر حالًا، بابا: إيه الناس الكثير دول؟، مين دول؟، أنا: يا بابا يا حبيبي دول أصحاب أصحابك المشتركين، بابا: إيه الناس الحشرية ده!، إيه اللي جابهم الأكاونت بتاعي، شيليهم مش عايزهم، أنا: يا صبر أيوب.. يا بابا دول مش عندك، هما بس جايبينهم عشان لو تعرف حد منهم تضيفهم عندك! بابا: مش فاهم حاجة أنا برضه إيه اللي جابهم عندي يعني؟، أنا: يا لهوي. بعد إسبوع بالتمام والكمال، أدخل على أبي الغرفة أجده ممسكًا لاب توبي الحبيب سابقًا، (إهئ إهئ) منهمكًا تمامًا، ويكاد لا يراني وأنا أدخل، أنا: بابا يلا الغذا جاهز، بابا في صمت وتركيز رهيب: ششششش، أنا: بابا الغذا هيبرد، بابا: قلت ششششش، أنا وقد حلى الأمر لي، عالمة إني أخيرًا حانت لي الفرصة لرد الرخامة ولو لمرة: بابا.. بابا.. بابا.. بابا.. بابا.. بابا.. بابا.. يا بابااااااااااااااااااااااااااااا الغذااااااااااااء هيبرد.. الله!، بابا في غضب: الله يهدك يا بعيدة عاجبك كده!، أديني خسرت في كاندي كراش، أنا: يا لهوي هي وصلت لحد كده، لا بجد كده كثيييير كثييييير.