اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، اليوم، الولاياتالمتحدة بتقويض الجهود الرامية لتقديم نظام الرئيس السوري بشار الأسد للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقالت المنظمة إن الولاياتالمتحدة تركز بقوة أيضا على جمع الأطراف المتحاربة معا من أجل محادثات السلام والقيام "بضغط حقيقي" على نظام الأسد لوقف الفظائع ومحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل الجماعي. كما اتهمت المنظمة روسيا والصين بأنهما تؤمنان حماية لسوريا باستمرار من مواجهة إجراءات ملموسة في الأممالمتحدة مثل حظر الأسلحة. وقال كينيث روث، المدير التنفيذي للمنظمة، إنه "لا يمكننا أن ننتظر احتمال بعيد المدى لإبرام اتفاق سلام قبل إنهاء أعمال القتل التي أسفرت عن مقتل خمسة آلاف شخص هذا الشهر حتى الآن". وأضاف: "يجب التركيز بشكل متواز بين الفظائع الجماعية التي ترتكب في سوريا وعملية السلام". وقالت "رايتس ووتش" إن الولاياتالمتحدة تعارض إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية "لأسباب خاصة بها"، وقد يكون من ضمنها مخاوف من تسبب ذلك في أضرار قانونية لحليفتها إسرائيل. لكن واشنطن مترددة أيضا في الاعتماد على روسيا خوفا من تهديد جهودها الدبلوماسية في جلب جميع الأطراف في مؤتمر السلام، والذي سينطلق غدا في سويسرا. وتم صياغة التقرير الذي جاء بناء على طلب من قطر ونشرته في البداية صحيفة "جارديان" البريطانية وشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية، من قبل ثلاثة مدعيين سابقين في جرائم الحرب. ويتضمن التقرير مواد مصورة قال مؤلفو التقرير إنها تحتوي على أدلة تدل على وقوع حوادث تعذيب وجرائم إعدام قام بها نظام الأسد. ومتحدثا إلى "أسوشيتد برس"، قال "روث" إن "هذه الصور تجعل هناك صعوبة متنامية فيما يتعلق بتجاهل الفظائع الجماعية التي يرتكبها الأسد". وأضاف: "حتى الآن رد كيري على تلك الفظائع هو: نحاول بناء سلام وعندما نحقق هذا السلام فإن الفظائع ستتوقف". وقال "روث": "لكن هذه ليست إجابة كافية عندما يستغرق تحقيق السلام وقتا طويلا فيما يتم قتل الكثير كل يوم". وفي التقرير المؤلف من 667 صفحة، عرضت المنظمة التناقض بين تعاطي المجتمع الدولي مع الصراع السوري ورده السريع مع الأزمات في جمهورية إفريقيا الوسطى وجنوب السودان والكونغو. وتولي المجتمع الدولي بشكل جدي "مسؤولية للحماية"، وهو ما يمثل عقيدة الأممالمتحدة الخاصة والتي تعود لعشرة أعوام في منع جرائم الإبادة الجماعية عن طريق إرسال قوات لحماية المدنيين من تعرضهم لأي هجمات.