لقى شاب مصرعه، اليوم، وأصيب ما لا يقل عن 50 شخصا، أثر تجدد المواجهات الطائفية بين العرب والأمازيغ "مالكيين وإباضيين"، في العديد من أحياء وشوارع ولاية "غرادية" الجزائرية. وكانت الاشتباكات المستمرة بين الجانبين بمحيط حي "ثنية المخزن" و"بن يزقن"، اللذين تسكنهما أغلبية عربية وفي حي قصر بنى الميزات الذى تسكنه أغلبية "أمازيغية" قد اوقعت عشرات الإصابات بين السكان ورجال الأمن، حيث اضطرت قوات مكافحة الشغب إلى استخدام الغاز المسيل للدموع بكثافة فيما رد الشباب الغاضب من الطرفين بالحجارة و قارورات المولوتوف على بعضهم؛ مما أدى إلى اندلاع النيران في 7 منازل بحي الثنية . وقد فشلت جميع محاولات السلطات الجزائرية وقوات الأمن في وقف أعمال العنف التي اتخذت طابعا طائفيا بين السكان العرب المنتمين إلى المذهب المالكي والسكان الأمازيغ المنتمين إلى المذهب الإباضي، كما لم تجد نداءات مجلس "الميزابيين" بالمدينة وهو هيئة روحية عند الأمازيغ للسكان والعقلاء ب"المساهمة" في إطفاء الفتنة حماية للجزائر من أية تدخلات أجنبية". وقد دفعت أعمال العنف العديد من العائلات المقيمة في أحياء ووسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا، كما أضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة "غرداية" إلى إخلاء محالهم من البضائع لحمايتها من عمليات النهب والسلب التي تطال المحال التجارية . يذكر في هذا الصدد أن بلدات منطقة "غرداية "يسكنها غالبية من "الأمازيغ" الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضي وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكي، وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 ، سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية .