لا شيء يصف هذا الشعور الذي أشعر به الآن.. لا أدري ماذا يكون ولا عن أي شيء يعبر.. حقا إنه شعور مملوء بالحب تجاهها ولكن في نفس الوقت ممزوجا بالقلق والخوف من خوض التجربة.. بل أحيانا يصل إلى الخوف من الفشل. أكذب إن قلت إني لم تكن لي علاقات بأخريات قبلها لكني بعد سنين من تلك العلاقات أعيد تذكر الماضي وأتدبر الأمر مع نفسي بهدوء فلا أصل إلا إلى نتيجة واحدة، لقد كانت كلها محض تسلية، لم ترتق يوما أن تكون علاقة حب أو تبادل مشاعر. في علاقاتي السابقة كنا مجرد أطفال نلهو ونلعب ولا ندرك المعنى الحقيقي وراء الكلمة التي كنا ننطقها ونهديها بسبب أو بدون، كلمة (الحب)، لم تكن المشاعر ولم يكن صفاء الروح والوجدان والحاجة إلى شريك الحياة الذي ننسى بجواره كل هموم الدنيا هو ما يشغلنا. بل كان المسيطر على أهوائنا وقتها هو حب (الشهوة) و(الامتلاك) ومجرد التقليد الأعمى، كونها كانت ظاهرة منتشرة وقتها وإلى الآن، نتفاخر بأن لدينا علاقات نسائية متعددة ومن لم يستطع أن يجذب إليه الفتيات ويقيم علاقات غرامية باسم الحب معهن نطلق عليه لقب (المعقد) أو (اللخمة) أو غيرها من المسميات التي تؤدي إما إلى الإحباط أو إلى النهم الشديد لمواعدة الفتيات وتبادل كلمات الغرام معهن بدون أدنى شعور لما نقوم به. تعلم أن صديقك فلان يصاحب فلانة وفلانة الثانية وفلانة الأخرى، فتحدثك نفسك لماذا هو هكذا ولماذا أنت لا، لا أنت أقل منه ولا هو أفضل منك في شيء، فقط حاول وجرب، تعلم أن هذه الفتاه تتبادل الحب مع فلان لكنها تعرف أيضا أكثر من شخص فتبدأ معها الحديث والملاطفة وينجح الأمر، ثم فترة وتمل منها وتبحث عن أخرى. ربما وثقت إحداهن بك مرة، لكن هيهات فنحن رجال شرقيون لا نجد لذة إلا في الصعوبة، أما الشيء الذي يأتي مرة بسهولة فإنه يضيع بنفس السهولة. كبرنا قليلا ومرت سنوات وأدركنا أننا كنا نمرح وانتقلنا إلى مرحلة أعلى ولكن هنا ازداد المرح قليلا، فبدأ الوهم الأكبر والأعظم، البحث عن الفتاة المناسبة للزواج والاستقرار ولأننا في مجتمع أقل ما يوصف به أنه (تافه) تنتقي فتاة من وسط المئات وتحاول أن تتبادل معها مشاعرك عساها أن تكون هي الخاتمة، ثم مرة في مرة تبدأ بالميل إليك حتى إذا استقر الأمر كما أردت، أخذت تبحث عن عيوب كثيرة وعما يدفعك إلى تركها والبدء في البحث عن واحدة أخرى. بعض الأشخاص تراهم يستبدلون الفتيات كأنهم يستبدلون أطقم ملابسهم كل شهر أو كل عام، وآخرون موسميون وغيرهم كثير، ولكن أما سألنا أنفسنا لماذا قد وصلنا إلى هذا الطريق، أنا هنا لا أحمل الشاب عبء كل شيء وكل الأخطاء بل إن الفتاة أحيانا قد تتحمل أضعاف هذا العبء وهذا الخطأ. فلا كلانا ملائكة بأجنحة ولا كلانا شياطين.. لا يوجد أحد كامل أو خالٍ من العيوب في هذه الدنيا. مر ما مر وانقضي ما انقضي، وعدت أفكر في الأمر كثيرا وكثيرا، هل اظلمها؟ هل أكمل؟ هل أرحل؟ هل مشاعري حقيقية؟ هل هي تبادلني نفس المشاعر؟ هل أنا جاد في حبي هذه المرة؟ أم هو طيش الشباب والاندفاع كالعادة؟!. لا أجد جوابا مع أن الإجابة قد تكون بأحرف قليلة، حقا الأمر محير، لطالما لم أنتبه إلى هذا الأمر جيدا قبل الآن، فرضا وإن استطعت التغلب على ظنوني وشكوكي بكل الأمور يبقى السؤال الأهم.. هل أنا مستعد لخوض هذه التجربة وتكملتها إلى طريق النهاية؟!. لا أقصد نهاية الحب فهو بلا نهاية ولا أقصد نهاية العلاقة لكني أقصد نهاية هذا الوضع، بمعنى أوضح هل أنا مستعد للارتباط نفسيا وعاطفيا ودخول البيت كما يقولون من بابه والبدء في رسم مستقبلنا سويا. الأمر الآن قد أظنه يُحسم وأن هذا كل ما لدي حول الأمر، لكني أبدا لن أتجاهل أن كل هذه الأمور متوقفة عليها هي أيضا، فأنا لا أملك إلا نفسي لكني لا أملكها هي وحتى الآن لم أتيقن بأني أملك قلبها فهي تمثل الطرف الأصعب في هذه المعادلة.