اعتبرت منظمة العفو الدولية، اليوم، أن حصار القوات النظامية السورية لبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة هو "جريمة حرب"، مطالبة بفك هذا الحصار تزامنا مع مؤتمر "جنيف-2"، الأسبوع المقبل. وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيليب لوثر: إن الحكومة السورية تعاقب في شكل ظالم المدنيين المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. تجويع المدنيين كوسيلة حرب هو جريمة حرب، وذلك في بيان أصدرته المنظمة. وأضاف لوثر، يجب رفع الحصار عن هذه المناطق فورا، وعدم استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة لتحقيق مكتسبات عسكرية أو سياسية، ودعا كل الأطراف المعنية ب"جنيف-2"، من الأممالمتحدة والحكومة السورية والائتلاف الوطني السوري، إلى جعل رفع المعاناة عن الشعب السوري أولوية قصوى. وأوضح بيان المنظمة، أن الحكومة السورية اعترضت إيصال مساعدات حيوية إلى السكان المدنيين في دمشق ومحيطها، ومنهم سكان مخيم "اليرموك" للاجئين الفلسطينيين، الذي يسيطر مقاتلون معارضون على أجزاء واسعة منه منذ عام، وتفرض قوات النظام حصارا مشددا عليه منذ أشهر. وأشارت "العفو الدولية"، إلى أن الحصار على "معضمية الشام" و"الغوطة الشرقية" قرب دمشق، إضافة إلى مناطق أخرى، أبرزها أحياء المعارضة في مدينة "حمص"، "ترك مدنيين يائسين محاصرين في ظل نقص حاد في الغذاء والمواد الطبية". وشددت المنظمة، على وجوب أن يهدف مؤتمر "جنيف-2"، بشكل عاجل إلى إنهاء الحصار الذي تفرضه القوات الحكومية على بلدات تسيطر عليها المعارضة، حيث يموت الناس من الجوع، داعية طرفي النزاع إلى التزام تأمين وصول غير مشروط للمنظمة الإنسانية العاملة في سوريا خلال المحادثات المدعومة من الأممالمتحدة. من جانبه، أفاد المتحدث باسم الأممالمتحدة في دمشق خالد المصري، أن منظمات الأممالمتحدة العاملة في سوريا، قامت بالتعاون مع منظمة الهلال الأحمر السوري بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى منطقة "الغزلانية" في "الغوطة الشرقية" قرب دمشق. وأضاف المصري، أن مساعدات مماثلة ستدخل السبت إلى منطقة "جديدة الشيباني" في الغوطة الغربية، موضحا أن المساعدات تشمل مواد غذائية وأدوية ومواد إغاثية شتوية، ويستفيد منها نحو 20 ألف شخص من المتضررين جراء الأحداث التي تمر بها سوريا. وأشار المتحدث باسم الأممالمتحدة في دمشق، إلى أن هذه الخطوة تم الاتفاق عليها أثر اجتماع عقد الاربعاء بين مسؤولين في وزارة الخارجية السورية والممثل المقيم لنشاطات الأممالمتحدة في سوريا بالإنابة طارق الكردي، مضيفا أن السلطات السورية تعاونت لإدخال هذه المساعدات، وأنها وعدت بتقديم كافة التسهيلات لوصولها.