"مابحبكيش".. كلمة أطلقتها طفلة عمرها 15 سنة، يتيمه الأم في وجه زوجه والدها تسببت في نزع الرحمة من قلب الزوجة وتعذيب الطفلة وتجريدها من ملابسها ووضعها عارية في "البلكونة" لمدة يومين دون أكل وشرب، بالجو البارد لمعاقبتها، والأغرب هو مساعدة الأب خوفا من تهديد زوجته بعد طلبها الطلاق. "بنت أختي بتموت وهيقطعوا رجليها وحقها هيضيع".. بهذه الكلمات بدأ منعم أحمد منعم، 39 سنة، حديثه ل"الوطن"، مطالبا بمساعدة الدولة له، لإنقاذ ابنته شقيقته المتوفية الطفلة يسر محمد جابر، 15 سنة، والمُحتجزة في مستشفى "رأس التين البحري"، بعد تعذيبها على يد والدها وزوجته. حصلت "الوطن" على صورة من التقرير الطبي الصادر من المستشفى عن حالة الطفلة، والذي أوضح أنها تعاني من "سجحات بالرقبة نتيجة الربط بالحبال، وجروح متعددة بالساقين والقدمين، وجروح متعفنة بالساق والقدم اليسرى (غرغرينه)"، ما ينذر بإجراء عملية لبتر الساق، وكدمات متعددة بالظهر والجسم. وتابع "خال الطفلة": "إنهاردة بس حسيت أن أختي ماتت"، وحكى واقعة اكتشاف التعذيب حيث تلقت شقيقته هاتفاً من أحد جيران زوج أخته، التي توفيت منذ عامين، يخبرها بأن "يُسر" الابنة الكبرى لشقيقته تم نقلها إلى المستشفى في حالة إعياء شديد مصاحبه جروح بأماكن متفرقة في الجسم. وأضاف أنه علي الفور انتقل إلي المستشفى، ليجد الطفلة فاقدة للوعي وفي حالة لا يرثى لها، وبسؤاله عن سبب ما حدث لها، أخبرته شقيقته "خالة الطفلة" أن "يُسر" تعرضت للتعذيب علي يد والدها وزوجته، لافتا إلى أنه في بادئ الأمر لم يصدق عقله، ولكنه تأكد بعد أن علم بأن "عمة يُسر"، فحرر المحضر رقم 1458 جنح الدخيلة ضد أخوها وزوجته واتهمه بتعذيب الطفلة. وقال، "توفت شقيقتي منذ عامين، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، وتركت وراءها 3 أطفال (يُسر ورنا وعبدالرحمن)، وبعد بضع أيام من وفاتها تزوج والد الأطفال من أخرى، وأتى بها لتعيش معهم في نفس المنزل"، موضحا أنهم حاولوا أخذ الأطفال حينها ليعيشوا معهم ولكن والدهم رفض، ولم يضغطوا عليه لعدم حرمان الأطفال الثلاثة من والدهم كما حرموا من أمهم. وأكد "منعم" أن يُسر هي الأكثر شبه من والدتها عن باقى أشقائها، وبحكم إنها كانت أكبرهم فهي الأكثر تعلقاً بوالدتها، وبناءً عليه لم تستوعب فكرة أن تأتي أخرى لتأخذ مكانها، ولم تقبل الموقف منذ البداية، لافتاً إلي أن زوجة الأب كانت قاسية الطبع منذ أول يوم آتت فيه إلي المنزل، ولم تحاول كسب ود الأطفال الثلاثة، وقسوتها كانت الأشد علي "يُسر" من ضرب وإهمال وحرمان من كل مُتع الحياه، وكثير من الأهوال التي تحملتها الطفلة بجانب فقدان الأم. وأشار إلي أن الواقعة الأخيره كانت "القشة التي قسمت ظهر البعير"، والتي وصلت وحشيتها إلي تقييد الطفلة بالحبال وتركها في البلكونة "عارية" في هذا البرد القارس الذي لن يتحمله أحد، موضحاً أن حدث ما حدث بعد أن قالت الطفلة لزوجة أبيها "مابحبكيش" وذلك بسبب سوء معاملتها لها، مما آثار غضب الزوجة، التي جن جنونها وأنهالت علي الطفلة بالضرب، والتي أستغاثت بالجيران كثيراً، ولكن دون أي تحرك منهم لإعتيادهم علي سماع صراخها يومياً. وتابع: "عاد الأب من الخارج واخبرته زوجته برد يُسر عليها وطلبت منه معاقبتها بالرغم من ضربها لها، واستجاب لها وقام بضرب الطفلة، ولكنها لم تكتفي وهددته بترك المنزل وطلب الطلاق، فلم يكذب خبر وقام بتجريد الطفلة من ملابسها بالكامل، وآتى بحبال قوية وقام بربط يديها وقدميها في رقبتها، وإنهالوا عليها بالضرب المبرح، وأخيراً ألقوا بها في البلكونة عارية ومربطة بالحبال في البرد لمدة يومان دون أكل أو شُرب أو رحمة". واستكمل: "بعد يومين أدخلوا الطفلة داخل الشقة وتركوها بنفس الوضع لأكثر من 20 يوما، حتى قامت عمتها وشقيقة والدها ماجدة بزيارة مفاجئة لهم، ووجدت الطفلة في هذا الوضع وتشاجرت مع أخوها وطلبت منه الذهاب بالطفلة إلي المستشفى، ولكنه رفض، فاضطرت إلى طلب النجدة وإخبارهم بالواقعة، والنجدة أخطرت قسم شرطة الدخيلة، الذي توجه علي الفور إلى شارع "القويري" بمنطقة الدرايسة بالعجمي، حيث عنوان والد يُسر، وقامت بالقبض عليه وزوجته، وقاموا بطلب الإسعاف للطفلة وتم نقلها إلى المستشفى، وعمل التقرير الطبى اللازم بإصابتها، والذي أقر بعرضها على الطب الشرعي".