من حقنا أن نزهو ونفخر بقواتنا المسلحة، فهى حصن الأمن والأمان، مصدر القوة والعزة للشعب المصرى، تخوض هذه القوات معارك شرسة مع فلول الإرهاب المحلى والدولى، وتواجه بكل الشمم والكبرياء عناصر الخوارج فى العصر الحديث، وربما لم يسبق لمصر أن تعرضت لمثل تلك الأخطار عبر تاريخها الطويل، حيث تتسلل عناصر الإرهاب والأسلحة الثقيلة عبر أنفاق غزة من الشرق، وعبر الحدود المصرية الليبية من الغرب، وعبر السودان من الجنوب، فضلاً عما تقوم به قواتنا المسلحة من حماية الأفراد والمنشآت فى كل المحافظات المصرية. إن هذه الجهود التى تنوء بها الجبال، تتحملها القوات المسلحة بثبات ويقين وعقيدة لا تتزعزع بالتضحية بكل غال فى سبيل رفعة الوطن وأمنه وسلامه الاجتماعى. وقد تم الاحتفال بعيد الميلاد المجيد دون أن تتعرض الكنائس المصرية لأى أخطار بفضل الخطط الأمنية المحكمة التى وضعتها القوات المسلحة بالتنسيق مع الأجهزة الشرطية الباسلة. وكانت القوات المسلحة قد نجحت منذ عدة أيام فى القضاء على الإرهابى العتيد المدعو «أبو شامة» عضو تنظيم جماعة «أنصار بيت المقدس» فى سيناء، كما تستعد قوات الجيش والشرطة لشن حملة أمنية موسعة داخل قرية المهدية برفح بناء على معلومات موثقة عن تحصن قيادات إرهابية بهذه القرية مثل توفيق فريج زيادة زعيم أنصار بيت المقدس المتورط فى تفجير مديرية أمن الدقهلية، والقيادى التكفيرى «شادى المنيعى» ونحو 150 إرهابياً تابعين لحماس والجماعات التكفيرية المختلفة، فضلاً عن محاصرة جبل الحلال بوسط سيناء بعد لجوء عدد من الإرهابيين إلى الاختباء داخل مغاراته الوعرة. وهكذا بدأت قواتنا المسلحة الباسلة مرحلة جديدة من التعامل مع التنظيمات الإرهابية المتمركزة فى شبه جزيرة سيناء، وتعتمد هذه المرحلة على المبادأة والهجوم على أوكار الإرهابيين استناداً إلى معلومات دقيقة من أجهزة الاستخبارات والأهالى الشرفاء فى سيناء، وكانت عناصر من الجيش الثانى الميدانى قد تمكنت من اصطياد الإرهابى على عبدالرحمن سلامة أبوعيطة وشهرته «رحمى» والذى يعد من أبرز العناصر التكفيرية فى شمال سيناء، وينتمى أيضاً إلى جماعة أنصار بيت المقدس، وذلك بعد محاولته الاعتداء على القوات المطاردة له بتفجير قنبلة يدوية كانت بحوزته، وكانت القوات المسلحة قد تمكنت قبل ذلك من القضاء على «إبراهيم حمدان أبوعيطة» الشهير «بأبو صهيب»، وهو أيضاً من أخطر العناصر التكفيرية الذى سقط فى كمين جنوب مدينة الشيخ زويد، واستطاعت قواتنا المسلحة تصعيد حملاتها الأمنية لملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية وتضييق الخناق عليها، ونجح هذا الأسلوب الوقائى فى اصطياد العديد من القيادات الإرهابية، وتدمير مخازن أسلحتهم، ورصد تحركاتهم، وقطع الإمدادات الواردة عبر الأنفاق من قطاع غزة. ولا شك أن قواتنا المسلحة تعزف حالياً ملحمة من البطولات بالتعاون مع قوات الشرطة والأهالى فى سيناء. وصرح مصدر عسكرى بأنه تم القضاء على نحو 90% من أماكن تمركز العناصر الإرهابية، وباتت السيطرة على أنفاق التهريب شبه كاملة، وتسعى الخطة الأمنية إلى التخلص من العناصر الإرهابية داخل الأماكن السكنية، وتنفيذ عمليات رائعة ضد البؤر الإرهابية ومراكز التدريب والتمويل، والتحول الاستراتيجى إلى السبق فى منع وقوع العمليات الإرهابية والملاحقة المستمرة لقيادات الإرهاب، وكان من العمليات الناجحة أيضاً استهداف الإرهابى «عصام السريع» الذى كان يرصد مبالغ مالية مقابل قتل الضباط والجنود بواقع 50 ألف جنيه مقابل قتل الضابط و25 ألف جنيه مقابل قتل الجندى من خلال التمويل الوارد من حماس وقطر وتركيا. لقد شارفت قواتنا المسلحة على تطهير سيناء الغالية من بؤر الإرهاب، ولا تزال تقوم بجهود هائلة للتخلص من بقايا العناصر التكفيرية، فى الوقت الذى ما زالت الجماعة الإرهابية المارقة تسعى فيه إلى إثارة الشغب والاضطراب فى الشارع المصرى لمحاولة عرقلة خارطة المستقبل، ومع ذلك يزداد إصرار الشعب المصرى على تحقيق أهداف الثورة، وسوف ينزل الملايين يومى الثلاثاء والأربعاء المقبلين ليقولوا نعم للدستور المصرى، ونعم لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.