تواصلت أعمال العنف فى سورياوالعراق، أمس، لليوم السابع على التوالى على خلفية قتال الجيش العراقى وجيش المجاهدين السورى، الذى يتكون من الجيش السورى الحر و8 جماعات معارضة أخرى، ضد تنظيم «القاعدة» والتنظيمات التابعة له وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، المعروف باسم «داعش». وفى العراق، دعا نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، رئيس الحكومة العراقية نورى المالكى، إلى مواصلة بذل الجهود للحوار مع القادة الوطنيين والقبليين والمحليين. وأشار «بايدن»، خلال اتصاله الثانى ب«المالكى» خلال أسبوع واحد فى إشارة إلى الضغوط المتصاعدة التى تمارسها الولاياتالمتحدة على رئيس الوزراء العراقى لاحتواء الاضطرابات التى تعصف ببلاده، إلى أنه على «المالكى» أن يعمل من أجل المصلحة السياسية العليا للبلاد. من جانبها، وصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أعمال العنف المتزايدة فى العراق نتيجة استيلاء «القاعدة» على مدينتى «الفلوجة» و«الرمادى»، بأنه «تتمة قاتمة للحرب الأمريكية فى العراق»، لافتة إلى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى يتباهى بأنه «أنهى الحرب فى العراق»، لم ينهها بالفعل وإنما فقط أنهى الوجود الأمريكى فيها. وأكد السيناتور الديمقراطى بوب مينديز، أنه سيتراجع عن عرقلته تسليم طائرات «أباتشى» الأمريكية للعراق لاستخدامها فى الحرب ضد «القاعدة»، إذا تعهد «المالكى» بعدم استخدامها ضد المدنيين ووقف تزويد إيران للنظام السورى بالأسلحة، لافتاً فى الوقت ذاته إلى أنه قد يتخلى عن مطالبه نظراً للأوضاع التى تزداد سوءاً فى العراق. وفى سوريا، قالت شبكة «إيه.بى.سى نيوز» الأمريكية، إن «المعارضة السورية استطاعت محاصرة تنظيم (داعش) فى مدينة حلب السورية، واستطاعت السيطرة على مقره الرئيسى هناك. وتم طرد عناصر التنظيم من المنطقة تماماً ولم يبق منهم إلا قليل جداً»، مؤكدة أن «داعش» انسحب من المنطقة بعد تزايد حدة الاشتباكات مع المعارضة، وأنه تم العثور على جثث 70 أسيراً سبق أن اغتالهم «داعش». وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أنه بموجب اتفاق عقد بوساطة جبهة «النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة»، سُمح للمئات من عناصر «داعش» بالانسحاب بأسلحتهم كاملة فى مقابل الإبقاء على حياة ال300 الأسرى دون قتلهم، فيما قررت «كتائب لواء التوحيد» التى تعرض مقرها الرئيسى لهجوم «داعش»، مطاردة العناصر الفارين من التنظيم الإرهابى حتى طرده من حلب تماماً. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن مقاتلى سوريا استطاعوا محاصرة قاعدة أخرى ل«داعش» فى شمال البلاد، فيما تم إطلاق سراح صحفيين سويديين اثنين، كانا اختطفا من قبل «داعش» قبل ما يقرب من شهر ونصف الشهر. فى سياق متصل، عرقلت روسيا مشروع بيان لمجلس الأمن يدين قصف الجيش السورى النظامى لمدينة حلب فى شمال سوريا، بعد أن كانت بريطانيا تقدمت بمشروع بيان يعرب عن «غضب المجلس حيال الغارات اليومية التى تشنها الحكومة ضد المدينة».