بحث كثيرًا عن الكنز، وظل يسأل نفسه عن موهبته حتى تعب من البحث والسؤال، فعرف أن الكنز أن تجد من تحب. والرد على السؤال، موهبتك فيما تحب، إنه سحر الحب، فالعالم بُني على الحب، فقد خلق الله آدم عن حب، وبحث آدم عن حواء في الأرض بحب، وأحب النبي عائشة. الأم قد تحرم نفسها من أجل أولادها عن حب، والعاشق يرسم حياته بفرشة الحب. ويسأل الكثيرون في حيرة، متى نحب ومتى نجد الحب وهل يتكرر الحب أم أنه مرة واحدة في العمر؟، قال حكيم لشاب إن وجدت الحب فلا تدعه يذهب منك فإنها فرصتك في الحياة، وقال حكيم آخر لشاب إن خسرت الحب ستجد حبًا آخر لأن بداخلك الحب وما ذهب هو الشخص. وأقول لكم كيف نعلم ذلك هل الحب فرصة أم ستتكرر هذه الفرصة؟.. وإليكم القصة: شاب في ريعان شبابه يملك حلمًا كبيرًا وهدفا يعرف أين يخطو ومتى، فهو الموهوب في التجارة، صاحب الأحلام الواسعة يتاجر فيلازمه المال والحظ أينما كان وفي أحد الأيام وبينما يذهب للسوق لتسويق بضاعته إذا به يصادف فتاة وكأنها تحمل كل الشحنات الكهربائية والكهرومغناطيسية التي هزت قلبه، فلما رآها لم يستطع أن ينطق بكلمة واحدة واكتفى بأن يسير خلفها ويعرف دارها وحدث، وظل ينتظرها أسفل البيت حتى تطل بعينها التي تمنحه الأمل وتضحك ضحكة هي في الواقع الحياة. أحبها وأخذ يتصنّع الفرصة ليراها ويحكي لها عما تبقى من قلبه بعدما دغدغته لوعة حبها، وصادفه حظ المبتدئين بأن أُعجبت هي أيضًا به وبادلته الحب، فأحس بأنه ملك الدنيا كلها. وبعد فترة ليست بالقليلة بدأت الخلافات بينهما وباء الحب بالفشل وأخذ كل واحد منهما طريقه، ولكن بقي بداخله الحب ومعناه وشعوره وألمه. فكر الشاب في أن يمنح عمله هذا الحب فينجز ما يريد في وقت أقل وتم ذلك، وازداد نجاحه وشهرته وعرف أن الحب لا يمكن أن تبحث عنه لأنه هو من يبحث عنك، ولكن فقط كن مستعدًا له. وفي يوم شديد البرودة وأثناء سفره جلس بجوار فتاة وكأنها الجمال والدلال، وساعدها في رفع حقائبها فشكرته على ذلك فابتسم قلبه لها، وأخذ يتحدث معها عن نفسه وتجارته، وأعجبت جدًا بشخصيته وأعجب كذلك بها، وبعد دقائق معدودة كان موعد وصول الطائرة فلم يصدق كيف تصل الطائرة بهذه السرعة، ولكن لم تصل الطائرة في دقائق بل في ساعات ولكنها مرّت كأنها دقائق، نزلت معه من الطائرة وهو يرى داخله أنه زوجها وهي زوجته، وبعد قليل من الدقائق وجد شابًا وسيمًا يرفع يديه لها في لهفة وهي في قمة السعادة، وقالت فلتأتِ معي لأعرفك على خطيبي فقد تحدثنا كثيرًا ونسيت أن أحكي لك عنه. ماتت آماله وحكايته مع الفتاة وعرف أنه ليست كل صدفة حلوة هي فرصة حقيقية. تلت تلك الحكايات حكايات وحكايات ولكنه عرف السر (الحب دائمًا يبحث عنك فكن مستعدًا) و(لا تستعجل على الحب فتخطئ أو تحرم منه)، و(الحب موجود باستمرار ولكن أعيننا ليست منتبهة طيلة الوقت). وبعد وقت من تعلمه أسرار الدنيا والحب عرف كيف يحب فتعرّف على فتاة أحبته وأحبها تطابقت معه في أفكاره وتطابق مع أفكارها فكانت الفرصة الحقيقية، فالحب ليس الإعجاب ولا الانجذاب الذي يحدث لنا في أول العلاقة، ولكنه التعايش عن رضا مع مزايا وعيوب من نحب، الحب أن ترى من تحب في كل من تعجب بهم، الحب أن تذكّر نفسك دائمًا بمن تحب فتخلص له، الحب أن يشكو حبيبك فيتألم قلبك، وأن يسعد فتضحك حياتك، الحب أن ترى الحب في مزاياه ولوعته وأن تسعد بهما، الحب أن ترضى بما بين يديك فتراه أفضل لا أن تسخط فتحرم منه، الحب فرصة لن تتكرر فحافظ عليها. الحب هو أن تحب.