الأمن يكشف حقيقة فيديو إطلاق أعيرة نارية احتفالًا بفوز مرشح بانتخابات النواب 2025 بأسيوط    ترامب خلال لقائه نتنياهو: نعمل على تسريع المرحلة الثانية من خطة غزة.. وإعادة إعمار القطاع ستبدأ قريبا    ترامب خلال لقائه نتنياهو: نزع سلاح حماس شرط أساسي لإنجاز الاتفاق سريعًا    التشكيل الرسمى لمباراة مالى ضد جزر القمر بكأس أمم أفريقيا 2025    طارق مصطفى يقترب من القيادة الفنية للزمالك بعد فسخ عقده مع أهلى بنى غازى    برشلونة يضع فلاهوفيتش على راداره من جديد لتعويض رحيل ليفاندوفسكي    تشييع جثامين أب وأبنائه الثلاثة ضحايا تسرب الغاز في المنيا (صور)    هدى رمزى: أنا مش محجبة ومعرفش الشيخ الشعراوى خالص ولا عمرى قابلته    مستشفى الفيوم العام يجري جراحة دقيقة لكسر بلقمة فك مصاب في حادث سير    هيفاء وهبي تطرح ألبوم «ميجا هيفا 2»    الذهب يهبط 105 جنيهات لعيار 21 بسبب ارتفاع الدولار    وزير الثقافة يُعلن إقامة النسخة الثانية من "عيد الثقافة" بدار الأوبرا 8 يناير    بالبدلاء.. منتخب مصر المتأهل يكتفي بنقطة أنجولا في كأس أمم أفريقيا    الدكتورة نيرفانا الفيومي للفجر..قصر العيني يؤكد ريادته في دمج مرضى اضطراب كهربية المخ مجتمعيًا    توصيات «تطوير الإعلام» |صياغة التقرير النهائى قبل إحالته إلى رئيس الوزراء    الاستراتيجية الوطنية للأشخاص ذوي الإعاقة تؤكد: دمج حقيقي وتمكين ل11 مليون معاق    مفتي الجمهورية: القضاء المصري يُمثِّل أحد أعمدة الدولة المصرية وحصنًا منيعًا للعدل    مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة ينظم بيت عزاء للفنان الراحل محمد بكري    محمد إمام: أحمد شيبة وعصام صاصا هيغنوا تتر مسلسل الكينج في رمضان 2026    وزارة الشباب والرياضة تُجرى الكشف الطبى الشامل للاعبى منتخب مصر لكرة اليد    عام التقاط الانفاس!    الإفتاء توضح مدة المسح على الشراب وكيفية التصرف عند انتهائها    نقابة المهن التمثيلية تنعى والدة الفنان هاني رمزي    «طفولة آمنة».. مجمع إعلام الفيوم ينظم لقاء توعوي لمناهضة التحرش ضد الأطفال    الشيخ خالد الجندي: عقوق الوالدين له عقوبتان فى الدنيا والآخرة    شتيجن في أزمة قبل كأس العالم 2026    معدل البطالة للسعوديين وغير السعوديين يتراجع إلى 3.4%    وزير الاستثمار يبحث مع وزير التجارة الإماراتي سبل تعزيز التعاون الاقتصادي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وزارة العدالة الاجتماعية !?    هل حساسية البيض تمنع تطعيم الإنفلونزا الموسمية؟ استشارى يجيب    نائب رئيس جامعة بنها يتفقد امتحانات الفصل الدراسي الأول بكلية الحاسبات والذكاء الإصطناعى    "الزراعة" تنفذ 8600 ندوة إرشادية بيطرية لدعم 100 ألف مربي خلال نوفمبر    تاجيل محاكمه 49 متهم ب " اللجان التخريبيه للاخوان " لحضور المتهمين من محبسهم    مواصفات امتحان الرياضيات للشهادة الإعدادية 2026 وتوزيع الدرجات    أسماء المصابين في حادث تصادم أسفر عن إصابة 8 أشخاص بالقناطر الخيرية    السيمفونى بين مصر واليونان ورومانيا فى استقبال 2026 بالأوبرا    صعود مؤشرات البورصة بختام تعاملات الإثنين للجلسة الثانية على التوالى    آدم وطني ل في الجول: محمد عبد الله قد ينتقل إلى فرنسا أو ألمانيا قريبا    الأزهر ينتقد استضافة المنجمين والعرافين في الإعلام: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية لله    وفاة والدة الفنان هاني رمزى بعد صراع مع المرض    إحالة ربة منزل للمفتي بعد قتلها زوجها وابن شقيقه في كفر شكر    تحقيقات الهروب الجماعي من مصحة البدرشين: المتهمون أعادوا فتحها بعد شهرين من الغلق    "الوزير" يلتقي وزراء الاقتصاد والمالية والصناعة والزراعة والمياه والصيد البحري والتربية الحيوانية والتجارة والسياحة في جيبوتي    ذا بيست - دبي تستضيف حفل جوائز الأفضل في 2026    موسكو: إحباط هجمات أوكرانية في خاركوف وسومي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    اسعار الخضروات اليوم الإثنين 29ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    عاجل- مدبولي يترأس اجتماعًا لتطوير الهيئات الاقتصادية وتعزيز أداء الإعلام الوطني    محافظ قنا ينعى المستشارة سهام صبري رئيس لجنة انتخابية توفيت في حادث سير    وزير الخارجية يؤكد دعم مصر لتعزيز منظومة الصحة والأمن الدوائي في إفريقيا    «الوطنية للانتخابات» توضح إجراءات التعامل مع الشكاوى خلال جولة الإعادة    برودة وصقيع.. تفاصيل طقس الأقصر اليوم    محللة سياسية: نظرة على فرص إيران الضائعة في آسيا الوسطى    حمو بيكا ينعي دقدق وتصدر اسمه تريند جوجل... الوسط الفني في صدمة وحزن    الجيش الصينى يعلن عن تدريبات عسكرية حول تايوان فى 30 ديسمبر    بشير التابعى: توروب لا يمتلك فكرا تدريبيا واضحا    عقب انتهاء الفرز.. مصرع مستشارة وإصابة موظفتين في حادث مروري بقنا    مشروبات تهدئ المعدة بعد الإفراط بالأكل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



6 سنوات علي رحيله .. أحمد زكي حكايات من البهجه والألم
نشر في بوابة الأهرام يوم 27 - 03 - 2011

في مثل هذا اليوم الأحد 27 مارس 2005 قبل 6 سنوات رحل النجم الكبير أحمد زكي الذي ملأ الدنيا ابداعا وفنا ولم يبلغ مكانته أحد . كنت قريبا منه ومن قبله وروحه وشاهدا علي كثير من التفاصيل والأحداث التى مر بها ..آلامه ..أفراحه ..همومه الفنية ،حتى رحله مرضه ورحيله الذي كان خسارة و فاجعة للفن الراقي المحترم .
عاش أحمد زكي سنوات عمره ليس لديه ما يشغله سوي فنه والبحث عن موضوعات حقيقية تعبر عن الناس ، وتضيف إليهمولا تسكر أو تغيب العقول
خلال سنوات عمره استمتع المقربون منه بالعديد من الحكايات والمواقف التي تؤكد علي مكانته الفنية و الفكرية وجعلت منه فنانا وطنيا يتمتع بالقدرة علي اتخاذ القرار الذي يكون دافعه الأساسي هو جمهوره العربي بشكل ،والمصري بشكل خاص.
في واحدة من الليالي التى كنت معه فيها في هيلتون رمسيس أيام تمتعه بالعنفوان و الصحة ، سألنى :"كم فيلما لي كويسين؟" .. قلت :"25 فيلما" .. يومها لم ينزعج بل وجده رقما جيدا بالمقارنة بعدد الافلام التى قدمها فهو حتى وفاتة لعب بطولة نحو56 فيلما . و أتذكر أنه أمسك بالورقة ،وبدأنا نتذكر أفلامة التى يرضي عنها ويحبها - هذه الورقه ، وهي بخط يده مازالت بحوزتي . وقد بلغ عدد الأفلام التي تذكرناها أكثر من 35 فيلما .. يومها شعرت أنه يكتبها لكي يذكر نفسه أنه كان علي الطريق الصحيح وأن ما قدمة سيبقي خالدا ضمن الأعمال المهمة التى قدمتها السينما المصرية، ومن أفلامه التى احبها : "البرئ" و"زوجة رجل مهم" و"عيون لاتنام" و"التخشيبة" و"الحب فوق هضبه الهرم" و"الباشا" و"الامبراطور" و"الراعي والنساء" و"امراة واحدة لاتكفي" و"البيضة والحجر" و"البيه البوابط و"سواق الهانم" و"الرجل الثالث" و"مستر كاراتيه" و"الليلة الموعودة" و"أرض الخوف" و"ناصر56 "و" أيام السادات" و"نزوة" و"حسن اللول" و"شادر السمك" و"الهروب" و"أحلام هند وكاميليا" و"كابوريا" و"ولاد الايه" و"معالي الوزير"و"أنا لا أكذب ولكنى أتجمل" و"هيستريا"و"النمر الأسود" و"أضحك الصورة تطلع حلوة" و"موعد علي العشاء" و"ضد الحكومة".
عبر سنوات عمره إستطاع أحمد زكي أن ينال اجماعا من النقاد والجماهير على أفلامه وحصد أكثر من 50 جائزة دولية ومحلية إضافة إلى حاله التقدير التى كانت ومازلت تلف احمد زكي بسبب قدرتة علي التنوع في الاختيارات فقد لامست أفلامه قضايا وطنية وانسانية ورومانسية وحياتية وقدم من خلالها أدوارا عن جميع الفئات والمهن من الوزير إلى البواب إلى الرؤساء والضباط والجنود وبالطبع المواطن العادي.
لقب احمد زكي بالعديد من الالقاب فهو رئيس جمهورية التمثيل وجوهرة السينما والعبقري والمندمج كما أنه أحد الفنانين القلائل الذين استطاعواالموازنة بين النوعية التجارية والفنية وحسب قوله لي في حوار انه كان يقصد هذا التنوع " وقال: "أنا عندما أوافق علي فيلم أدرك تماما قيمتة ، فعندما قدمت الراعي والنساء كنت أعرف أنه لايحقق نفس النجاح الجماهيري الذي يحققة كابوريا أو الامبراطور ،وعندما قدمت زوجة رجل مهم والبرئ كنت أدرك أنهما لا يحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل شادر السمك واللبيه البواب . .أحيانا أشعر بأن هذا العمل أو غيره " هيعجب " الناس ولهذا كنت أحرص أن العمل الذي يليه لابد أن " يعجب " الفنان الموجود داخلي.. وانا سعدت بكل اعمالي التى حققت النجاح الجماهيري ،والأفلام التى حققت النجاح البسيط لأنها أسعدتنى كفنان .. هذه الافلام عملت لي تاريخ والأخري التى حقتت الناح الكبير صنعت نجوميتى" .
كان لأحمد زكي مشروع فني عنوانه الانسان وهذا ما نلحظه في معظم أفلامه التى كان يحرص فيها علي تنوع ادائه والقضايا التى يكشفها أو يتناولها ، اضافة إلي أن له مشروع سينمائي وطنى ويتاكد ذلك من خلال فيلمى ناصر 56 وايام السادات وعنهما قال : إننى تشرفت وقدمت هذين العملين واعتبرهما خطوة كبيرة ، لأننا فتحنا من خلالهما للمرة الاولي الحديث عن الزعماء والرؤساء بالأسماء الحقيقية ونجحنا في اظهار الحقائق للاجيال بعيدا عن المهاترات الساسية" .
وبهذا بكون هو الفنان الوحيد الذي اجمع علية أنصار جمال عبد الناصر وأنصار أنور السادات
وخلال اقترابي منه شعرت أن ما حققة بتقديمه لفيلمى ناصر والسادات من نجاح لمسه بشده من الناس والشارع . وقال لي :أنا ابن الثورة سعدت لانتصاراتها وتجرعت مرارة هزائمها والبعض هاجمونى ... ولكن ما أسعدنى أثناء عرض فيلم ناصر 56 أن هناك شخصية كبيرة وقريبة من الرئيس عبد الناصر كتب لي رساله تقول :دخلت فيلم ناصر56 وأنا غير مقتنع وخرجت وأنا مقتنع " هذه الجملة أسعدتنى كثيرا ، وبالنسبة للسادات فهو بطل الحرب والسلام ولانستطيع أن ننسي أمجاده وانجازاته".
رسالة من بريده الخاص
اذكر في ايام مرضه وقبل وفاتة بايام قليلة شعرت انه يريد ان يقول باعلي صوت الحمد لله نحجت وحققت ما أردت وأن من هاجموه بسبب فيلم أيام السادات لن يبقي من كتاباتهم شئ وانما البقاء لما قدمه من أعمال سيكون لها قيمتها التاريخية عبر كل الأزمان وذلك عندما اتصل بي في الصباح الباكر الفنان التشكيلي سمير عبد المنعم ابن خال أحمد زكي والذي كان يرافقة طوال رحله مرضه وقال لي الاستاذ يريدك فذهبت الي مستشفي دار الفؤاد وجلست يومها معه ساعات طويلة وأثناء وجودي معه طلب من سمير أن يعطينى بعض الرسائل التى جاءت له من محبيه شباب وكبار والتى كانت تحمل دعوات بالشفاء ويومها داعبنى بقوله " يا سمير خد 100 جنيه من محمود لاننى ساعطيه سبق صحفي ... وضحكنا . وبعد ذلك طلب منى قراءة رسالة بالتحديد وقرأتها وكلما انتهيت منها يطلب منى اعادة القراءة نحو 3 مرات ويومها طلب منى نشر الرساله في الاهرام وقد فعلت ونشرتها ...والرسالة من فتاة عمرها - وقتها 20 عاما- اسمها فدوي صقر من الاسكندرية وتقول " الاستاذ أحمد زكى .. إننى وجيلي لم نعاصر زعماء مصر السابيقين ولم نعرف الكثير عنهم ، ولكن ببراعتك الشديدة جعلتنا نعرفهم بل ونحبهم وأكثر من ذلك إننى شعرت وكأننى عاصرتهم .. " مع هذه الجمله معها شعرت أن احمد زكي في حاله انتصار رغم الالم.. في حالة رضا وسعادة .. شعرت ولمست مابه من نشوة وكأنه حصل علي جائزة كبيرة وهو علي فراش المرض ووسط آلامه .فهو حقق ما أراد فهذا هو ما راهن عليه عندما قدم ناصر والسادات . راهن علي الأجيال الشابة الاجيال في عصر وكل زمن الذين لم يعاصروا امجاد الزعماء ..شعرت يومها ان احمد زكي يريد ان يقول " أنا انتصرت علي الذين هاجموني وانتصرت للاجيال التى انتصرت لي "
هناك صفات كثيرة تميز بها النجم أحمد زكي وهي التي صنعت ورسخت مكانته وجعلت منه فنانا عبقريا واستثنائيا وإنسانا رائعا ويبقي قبل كل هذه الصفات تميزه بالتصالح مع النفس
* الإصرار: حقق أحمد زكي نجاحاته وتميزه بإصرار وتحد ولم يجعل العوائق توقف طموحه, ولهذا حقق ما حقق من نجومية وفرض واقعا جديدا في زمن كان للنجوم مواصفات شكلية لم تكن تتوافر له ولكن وبملامح الملايين التي تحمل البساطة وتدخل القلوب
* العطاء: أشياء كثيرة لا تجد طريقها إلي أوراق الصحف لأنها خاصة ولايعرفها إلا الخاصة.. وأحمد زكي حياته مليئة بالأشياء الخاصة الجميلة فهو من هؤلاء القلائل الذين يعطون دائما.. يداه دائما تدخل جيوبه وتخرج أموالا للبسطاء ولمن يري أنهم في حاجة إلي مساعدة ويقول: أنا لا أعطي من عندي.. إنما الله يأمرني أن أعطي فأعطي.. فهذه أموال الله.. الله سبحانه وتعالي أعطاني موهبة وفلوس.. المال مال الله وليس مالي.
* صفاء القلب: لم يقف أحمد زكي يوما ضد فنان أو ضد عمل.. وإنما كانت تخطف منه أعماله بعد أن يختارها.. ويقول: أنا باحب الناس.. الأفلام كثيرة المهم نحب بعض.. وهناك حلم عظيم داخل أحمد زكي الإنسان وهو أن يعيش العالم كله تحت علم واحد هو الحب.. الإنسان هو إنسان وكل البلاوي دي من عدم احترام الإنسان للإنسان الآخر.
حكايات من أيام المرض والألم
* كنت من أوائل من عرفوا بخبر مرضه ويوم أن طلب مني ألا يعرف أحد التزمت بذلك.. ولكن بعد أن علمت القيادة السياسية بخبر مرض أحمد زكي.. اضطررت للنشر.. وكان قبلها بأيام وتحديدا في22 يناير2004 ، طلب مني أن أكتب رحلة مرضه علي لسانه وقال لي يومها بالحرف الواحد " أحسست بثقل في صدري وخشونة وطلبت إجراء أشعة علي الصدر والرجلين, ثم بعد ذلك اكتشفت أنه التهاب رئوي حاد وماء في الغشاء البلوري.. وقال لي الدكاترة لازم أدخل المستشفي.. فقلت لا.. أقعد في البيت وآخذ الأدوية.. وقعدت في البيت 5 أيام ولكن تعبت .. كنت أعاني صعوبة في التنفس وآلاما فظيعة جدا.. وذهبت إلي دار الفؤاد.
وبعد الفحوصات والأشعات, وجدت من يقول لي: كيف استحملت الأيام الماضية كلها.. وبعدها عملوا بذل للماء في أول مرة لتر ونصف لتر علي الرئة ثم لترين.. إلي أن وصل إلي6 أو7 لترات.. يضحك.. أنا طول عمري كنت أسمع أن الماء علي الرئة معلقة أو أكثر قليلا.. وإنما6 لترات شيء لا يصدق.
ثم وجدته يأخذني إلي حديث فلسفي ويحمل الكثير من نقاء أحمد زكي الذي استمر حتي وفاته.. وقال: أنا مشغول بقضية الإنسان.. فكنت أتناقش مع نفسي في هذا الأمر.. وقلت عندما يكون الإنسان يطلب حقا أو شيئا من إنسان آخر.. لماذا لا يضع نفسه مكان الآخر.. ووجدت أن الإنسان لو وضع نفسه مكان أخيه الإنسان وجدت أن الزعل منه يخف لأن كل واحد عنده ظروف..
فأنا أتمني أن كل إنسان زعلان يضع نفسه مكان الآخر وهذا علي مستوي الأشخاص والدول.. وقلت أعملها علي مستوي المرض.. أنا عيان وساعات كثيرة ممكن يكون لي زميل مريض أو عنده ظروف وأكون مسافرا أو عنده تصوير.وعلشان يزور واحد مريض يقعد يبحث عن وقت علشان يزورني مثلا.. وإذا فات يوم ولم يأت هيزعل أكثر من نفسه.. الواجب والمجاملة..
ولهذا قلت أخفي خبر مرضي حتي لا أزعج الناس.. أنا عارفهم فهم بيحبوني وأنا أحبهم والحمدلله أنا مررت بتجربة جميلة واقتربت فيها من أشياء وكانت رحلة ظريفة جدا.. وبس..نجح أحمد زكي خلال أشهر مرضه في أن يتعايش معه وأن يري في مرضه ،وبثقة الفنان ،دورا سينمائيا يلعبه.. وقال لي مرة: الناس متعودة دائما أن أختار أدواري التي ألعبها..
ولكن هذا الدور الذي أعيش فيه لم أختره.. وهو دور سخيف وجاءني فجأة ولكن لابد أن أقوم به وأكمله. ويوم27 مارس2004 اتصل بي حيث كنت موجود في جريدةالاهرام وطلب منى الذهاب له الي مستشفي دار الفؤاد في مدينة 6 اكتوبر وذهبت له .. وبعد أن ركب في سيارتي المتواضعه تحدث بلهجة فكاهية وطلب مني أن أخرج بسرعة من المستشفي.. فضحكت.. وسالته لماذا وقال لي.. بسرعة لأنني عرفت أن الدكتور محمد البرادعي- كان ايامها في مازال في منصبه- جاء لمصر واننى السبب أحمد زكي في زيارته
وأضاف: آه.. أنا السبب فهو جاء من أجلي.. فأنا أملك أسلحة كيماوية داخل جسمي.. ولهذا قررت أن أترك المستشفي في هذه الليلة.. حتي لا يضربوها بسبب الكيماوي.. وضحكنا
في أيامه الأخيرة . كان في حالة إيمانية وروحية عالية.. وكان يردد يارب مافيش أحن منك علي يا الله.
اجريت مع احمد زكى خلال مشواره عدد كبير من الحوارت وفي مناسبه ذكري رحيله اخترت ان انشر بعضها لانها تظهر قيمة احمد زكي الفنان والانسان
وهذا نص بعض الاسئلة والاجوبة
متى يتوقف الابداع؟
إذا فقد الفنان أو المبدع عموما سواء كان كاتبا أو مخرجا أو ممثلا أو موسيقيا القدرة علي الدهشة واحداث شئ في النفس البشرية يتوقف ولكن لايوجد فنان يبعد.. الفنان لايبعد الا بالمرض أو الموت.
الفنان تحكمه اختياراته فهي التي تحكم وجوده ولهذا لابد ان يسبب الدهشة في كل عمل يقدمه من أجل ضمان الاستمرارية.
* كيف توازن بين اختياراتك للأفلام التي تحمل قضايا كبري والأفلام التي تحقق البهجة والسعادة؟
أنا أحب عملي ومهنتي جدا وردود الأفعال تكون أكثر مما اتوقعه, والأساس عندي دائما هو الموضوع فأنا عندما أوافق علي فيلم ادرك تماما قيمته.. فعندما قدمت مثلا الراعي والنساء كنت أعرف انه لايحقق نفس الإقبال الجماهيري الذي يحققه كابوريا أو الامبراطور.وعندما قدمت زوجة رجل مهم أو البرئ كنت أدرك انهما لايحققان نفس النجاح الجماهيري لأفلام مثل شادر السمك والبيه البواب.. احيانا أشعر بأن هذا العمل أو غيره هيمشي مع الناس ولكن لازم العمل الثاني يعجب الفنان اللي بداخلي وأنا لوكنت قدمت فقط أفلاما ذات نوعية واحدة وتحقق ايرادات فقط كنت أصبحت من غير تاريخ فني وسينمائي.. فإذا الأعمال التي حققت ايرادات كبيرة اسعدتني والأفلام التي حققت نجاحا بسيطا وقتها اسعدتني وعملت لي تاريخا في قلوب الناس وهي افلام منورة في تاريخي وأصبح لها جمهور أكثر من الأفلام الجماهيرية مثل زوجة رجل مهم والبرئ وغيرهما.
* بشكل مباشر ما الذي يحكم اختياراتك؟
انا لا اختار.. دائما الفنان الموجود داخلي هو الذي يختار ويبدو أنه حيموتني شحات لأنه أبعدني عن المسرح منذ25 عاما, وعن التليفزيون منذ18 عاما.. وهذا الفنان الموجود داخلي وافق قبل سنوات علي مسلسل اذاعي, لأنه لمسني من داخلي وأحببته رغم ان الاجر المادي كان ضعيفا جدا, وانما الفنان الموجود داخلي أحب العمل في الاذاعة بأجر أقل مائة مرة من السينما والتليفزيون ولهذا فإن حبي للفن وليس للفلوس هو الذي يحكم اختياراتي. وأنا أريد ان أذكر الناس بفيلمين أحبهما جدا هما هيستريا وأضحك الصورة تطلع حلوة لأنهما عن الناس البسطاء, عن المواطن المصري بكل مايحمل من بساطة وكبرياء.
* كيف ننظر الي التنافس بين النجوم؟
الفنان وحده لا يعيش واذا شعر بأنه الأوحد فإنه لايمكن ان يقدم فنا لأن حماسته ستقل.. والفنان يعيش بالفنانين الموجودين حوله فأنا أحب كثيرا أن أري زملائي يقدمون أفلاما جميلة ساعتها أشعر بأنه يحفزني للتنافس الحلو وأقول أنا نفسي أعمل فيلم زي فلان, فالتنافس يجعل عندي هذا الدافع للإبداع لكي أجود ادائي واختياراتي.
* هل الزمن يمثل أزمة للفنان؟
طبعا.. لانني لما كنت في سن صغيرة في سن الشباب الموجودين حاليا كنت اعمل ادوارا تليق بعمري, فعملت الحب فوق هضبة الهرم شاب يبحث عن فرصه عمل.. وعملت البريء عسكري في الامن المركزي... والنمر الاسود... ولد سافر بره علشان يشوف حظه في الحياة... وبعدين اعمل انا لااكذب ولكني اتجمل يعني كنت اعمل افلاما تليق للعمر ده وتناقش هموم الشباب في هذه الفترة.
وكان المنتجون لايطلبوني في أدوار أكبر سنا لأن سني صغيرة.. فأنا في تلك الفترة كنت اعبر عن شريحة كبيرة تطابق السن, وبعد ذلك انتقلت الي مرحلة عمرية أخري, وكنت محروما وانا صغير من مثل هذه الادوار وهي ادوار الرجل وقدمتها في زوجة رجل مهم والامبراطور والهروب وضد الحكومة والراعي والنساء وبعد ذلك قدمت الرجل الناضج, ومع كل مرحلة اصبح فيها وجها جديدا أيضا اقدم مايليق لسني وعمري ومشاكل عصري.. وقدمت ارض الخوف واضحك ومعالي الوزير وعبدالناصر والسادات..
واضاف أنا في كل مرحلة اكون وجها جديدا فيها وعملت بانوراما من الادوار الشعبية مثلا في أحلام هند وكاميليا وكابوريا وكمان أدوار فيها سياسة زي زوجة رجل مهم وادوار اجتماعية مثل نزوة والراعي والنساء... والبيه البواب وشادر السمك.. وقدمت في كل مرحلة عمرية ما بها من افلام شعبية وسياسية واجتماعية.. ولهذا عندما يأتي لي موضوع لايتناسب مع المرحلة العمرية لازم انصرف عنه.. لانني مع كل مرحلة احتاج فيها لعمل يغطي جموع الناس التي تكون علي شاكلة هذا العمر... وممكن يكون معايا مجموعة من الشباب لكي يحدثهارموني وانسجام لاننا نعبر عن الشارع والبيت وده فيه الرجل والشاب والشيخ... فانا راجل عملت افلام كثيرة وزملائي ايضا عملوا افلام وأثروا السينما باعمال عظيمة ولهم تاريخهم... وأتمني من الشباب أن يعملوا تاريخا فنيا.
* هل كل شخصية تقدمها لابد أن تحبها؟
عندما أوافق علي تقديم شخصية افتح لها ملفا وأسلط الضوء علي دماغي.. وانا الحقيقة سعيد بافلامي ويحضرني الان فيلم انا لااكذب ولكني اتجمل.. فيه ناس عايشة وسط المقابر وكانوا متضررين من الواقع بتاعهم وانهم عايشين في مثل هذا المكان وحصل لما نزل الفيلم واثناء سيري في المنطقة دي وجدت كثيرا منهم فرحانين لان الناس تعاطفت مع الشخصية التي قدمتها... فالواقع ليس ذنبهم.. وان الانسان ليس بالمكان واعتقد ان الافلام قد تحدث حالة من التصالح للنفس البشرية مع الواقع
وعندما قدمت الحب فوق هضبة الهرم بعض الشباب قالوا لي احنا عندنا نفس المشكلة.. فقلت لهم لم تعد مشكلتكم وحدكم.. طرحت امام الرأي العام, فالفن ممكن يقدم حلول.. وممكن يعرض لمشكلة دون حل... وانا سعدت جدا عندما علمت ان زوجة رجل مهم يعرض علي طلاب الشرطة علشان يعرفوا مشكلة الضابط ايه.. ولايقلدوه.. فاذن الفن مرآة للمجتمع والوطن.
* لماذا أنت متواضع.. وهناك من هم اقل منك يشعرون بانهم أهم النجوم؟
لو وضعت في دماغك حكاية نجم النجوم.. مش هتفن ثم يعني أيه نجم.. انا في النهاية فنان.. ومهنتي أن أقدم شخصيات.. فلماذا أتغر... ثم أتغر علي ايه وليه.. دا الحياة فيها من الرصد الانساني في الشارع المصري من شخوص وشخصيات وكل يوم تصرفات الناس واسلوبهم.. وكل ده محتاج رصد, والفنان يترك الدنيا وناقصه ادوار كثيرة.. يبقي ايه لازمة الغرور هنا.. الفنان عايز يمسك الشمس ومستحيل يمسكها... والفنان ممكن يترك الدنيا وسايب ادوار كثيرة جدا...فاذن الغرور هنا علي ايه... لماذا الغرور
واضاف :"الفنان يقعد طول حياته يلهث ويجري وراء الشخصيات ووراء الحياة لغاية لما يموت.. ويموت وهو بيحلم بشخصيات جديدة يضحك.. لماذا الغرور؟.. ومن يصيبهم الغرور عليهم ان يقعدوا في بيوتهم.. لان الغرور نوع من انواع القتل والموت للفنان.. فالغرور يجعل الانسان ذاتي قوي, وغرقان في نفسه.. طيب كيف سيقدم الفن.. الفنان لازم يكون بره نفسه قوي علشان يلتقط الاشياء من الحياة ويقدر يبثها طول الوقت".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.