استهل الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، جلسات مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم" المقام حاليا بالغردقة، الجلسة المخصصة للتعليم والتي تقام تحت عنوان "الخطوات الرئيسية لتطوير التعليم المصري"، وقدم خلالها عرضًا توضيحيًا لأهم ملامح وسمات منظومة التعليم الجديدة. وأكد شوقي أن مصر تخوض رحلة لتطوير التعليم باعتباره مشروعا قوميا، كما أن "مصر تستطيع" بقيادتها الحالية التي تهتم ببناء الإنسان بكل المحاور وبقدرات المواطنين في تحقيق النجاح في تطوير التعليم. وقال الوزير إن الهدف من الاستراتيجية الجديدة هو الحصول على تعليم حقيقي بدلا من السعي للحصول على مجموع درجات مرتفع يؤهل الطالب لمقعد بالجامعة فقط. وتابع الوزير: "لدينا 22 مليون طالب منهم 10 ملايين بمرحلة التعليم الابتدائي وعدد المدارس حوالي 55 ألف مدرسة ونحتاج مثلهم لحل مشكلة الكثافة الطلابية، ولدينا مليون و300 ألف معلم بينما يبلغ عدد الموظفين بالوزارة نحو مليون و700 ألف موظف". كما أشار إلى أن الدراسات أكدت أن أكثر من 25% من الطلاب المتقدمين للجامعات حصول على أكثر من 95%، لكن في الوقت نفسه فإن نسبة الرسوب في كليات القمة في السنة الأولى تصل إلى 50%، وهو ما يوضح حجم الأزمة التي يواجهها نظام التعليم، مضيفًا أن مصر تستحق أن يكون لديها أجيال قادرة على التعلم. وأضاف الدكتور طارق شوقي أن استراتيجية التعليم الجديدة تشمل بناء مناهج وتدريب المعلمين وهو ما يحدث في النظام الذي يتم تطبيقه حاليا مع التلاميذ في رياض الأطفال بالعام الدراسي الحالي، لافتا إلى أن مصر تخوض معركة لتعديل نظام التعليم القديم من أجل إنشاء أجيال جديدة تتوافق قدراتهم مع معطيات العصر، مؤكدا أن تكلفة تعديل النظام الحالي 5 أضعاف بناء النظام التعليمى الجديد. وأوضح وزير التربية والتعليم أن "النظام الجديد يجعلنا نتحول من فكرة الكم المعرفي إلى مرحلة المهارات، ومن التعليم التلقيني إلى التعليم التفاعلي ومن تعليم نظري بحت لتعليم واقعي مرتبط بالحياة ومن فكرة الامتحان لمرحلة التقييم". وأضاف أنه تم بناء المناهج الجديدة وفقا لأربعة محاور هي (من أكون، والعالم من حولي، وكيف يعمل العالم، والتواصل مع من حولنا)، وقال إن عملية تطوير التعليم التي تجرى حاليا هو عبارة عن ملحمة حقيقية يشارك فيها كل الجهات المعنية، موجها في الوقت نفسه الشكر إلى المحافظين الذي يقومون بدور فاعل لإنجاح العملية بكاملها. وأكد طارق شوقي أن مؤسسة الأزهر تمضي قدمًا مع التطورات التي تشهدها العملية التعليمية، نافيا أي إشاعات حول رفض الأزهر للنظام الجديد. وقال إن هناك أكثر من 200 مليار جنيه يتم صرفها سنويًا على نظام التعليم الحالي بكل عيوبه، منها 120 مليار عن طريق الأهالي من خلال الدروس الخصوصية. وأضاف أن نظام التصحيح للاختبارات الشهرية والنهائية سيتم بطريقةً إلكترونية لإنهاء أزمةً التظلمات التي نعاني منها بعد كل اختبار خاصة في الثانوية العامة. ووجه الشكر إلى وزارة الاتصالات على الجهود التي قامت بها لرفع قدرة شبكات الإنترنت في المدارس، وقال إن سرعة الإنترنت حاليا في المدارس أصبحت حاليا أسرع من أي مكان آخر. وأوضح أن الشبكات الداخلية انتهت تماما في 1300 مدسة وما تبقى حوالى 1000 مدرسة وبذلك تكتمل المنظومة في جميع المدارس الثانوية. وطالب وزير التربية والتعليم أولياء الأمور والمدرسين بضرورة الدخول على موقع بنك المعرفة للاطلاع والاستفادة من حجم المعلومات الهائل الذي يوفره البنك في مختلف فروع العلوم الإنسانية، وأوضح أن البنك أيضا يساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية لجميع الطلاب لأنه يعطي نفس المعلومات في أي وقت وبدون مقابل، كما كشف أن دولة الإمارات العربية قررت الاستعانة بالتجربة المصرية في بنك المعرفة وإنشاء بنك معرفة عربي على غرار النموذج المصري. يهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي وكذلك التعليم الفني لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، والاستعانة بالعقول والخبراء المصريين بالخارج لبحث إمكانية تطبيق أفكارهم وتجاربهم في خطة التنمية وتطوير التعليم، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهني وكذلك آليات النشر العلمي ودور خبرائنا بالخارج في دعم ترتيب الجامعات المصرية دوليا.