قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير اليوم، إن مسألة الاعتراف بيهودية الدولة أصبحت تمثل نزاعا حول رواية تاريخية للأحداث يرى كل جانب فيها أمرا جوهريا لوجوده، ومن ثم أصبحت نقطة شائكة في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم على موقعها الإلكتروني، أنه في الوقت الذي تجري فيه محادثات سلام الشرق الأوسط، أثارت إسرائيل قضية ربما تكون غير قابلة للحل أكثر من قضايا قديمة مثل الأمن والمستوطنات، ألا وهي مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية. وقالت الصحيفة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جعل من مثل هذا الاعتراف ركيزة لتصريحاته العلنية في الأسابيع الأخيرة، حيث وصفه بالمفتاح الحقيقي للسلام. وأضافت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين والفلسطينيين يقولون إنها أصبحت قضية جوهرية في المفاوضات التي بدأت الصيف الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن المنتقدين في إسرائيل ل"نتنياهو"، والذين يعارضون التزامه بحل الدولتين للنزاع المستمر منذ فترة طويلة، يقولون إن الاعتراف بدولة يهودية يعد استراتيجية دفاعية يناور بها فقط من أجل إفساد المحادثات. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال مرارا إن الفلسطينيين لن يوافقوا أبدا على هذا الاعتراف، حيث كانت آخر مرة يقول فيها هذا في رسالة بعث بها إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما الشهر الماضي. ونوهت الصحيفة إلى أن الفلسطينيين لديهم أسباب عملية وفلسفية، فهم يقولون إن الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية سيجرد 1,6 مليون مواطن عربي من الحقوق المدنية ويقوض حق العودة لملايين من اللاجئين الفلسطينيين. وهو الأمر الأهم، ويتطلب إعادة كتابة تاريخ يعتزون به بشأن تواجدهم منذ وقت طويل في الأرض؛ لكن المسؤولين الإسرائيليين يقولون إن اللاجئين مسألة يمكن حلها بشكل منفصل، وإن وضع أقلية عرب إسرائيل يمكن حمايته.