وجه الدكتور محمود حسين، أمين الإخوان الهارب إلى قطر، رسالتين داخليتين، الأيام الماضية، إلى أنصاره فى التنظيم الإرهابى، إحداهما بعد إعلان الحكومة، الإخوان، تنظيماً إرهابياً، طالبهم فيهما بضرورة تنفيذ مهامهم داخل التنظيم حتى يتوفاهم الله على «الجماعة»، وكانت «الوطن» انفردت الأسبوع الماضى، بالمراسلات السرية لمحمود عزت، مرشد الإخوان المؤقت، وإحدى رسائل «حسين». وقال «حسين» فى رسالته الأولى: «هناك حقائق أصبحت من المسلمات، لا يمكن تجاوزها أو تخطيها فى المشهد السياسى، فلا يمكن أن يقبل أى مطلب لا على المستوى الفردى ولا على مستوى القوى السياسية والثورية، ومنها الإخوان، أن يتخطى أو يتجاوز أول مطالب الثورة بعودة الشرعية، كما يجب تطهير أجهزة الشرطة والقضاء والإعلام من كل العناصر التى أسهمت فى حالة الاستقطاب والانشقاق والكراهية، التى أوجدتها فى الشارع المصرى، وسيظل الحراك الثورى يقظاً لتحقيقه بإذن الله، فهو أصبح يقظاً وواعياً لأى مؤامرات خارجية أو داخلية، تحت أى مسمى تسعى لسرقة ثورته مرة أخرى، وقد أسقطت الشهور الماضية كل الرموز التى تاجرت بالدماء ومستقبل المصريين، وآن الأوان لوقف كافة الاتهامات والتخوين التى يحلو للبعض استخدامها ضد البعض الآخر، ونحتاج من الجميع التعاون لإنجاح الحراك الثورى، والاستعداد لمرحلة ما بعد انكسار الانقلاب، الذى نرى بشائره». وجاءت الرسالة الثانية، ل«حسين» عقب قرار الحكومة، إعلان الإخوان تنظيماً إرهابياً، وقال فيها: «نود التأكيد على أن كل فرد حين يجرى تكليفه بمهمة فى عمل الجماعة المباركة، يشفق ألا يقوم بحقها ويتمنى أنه لو بقى فرداً فى الجماعة تجرداً وحسبة لله تعالى، أما الآن فإن الجميع أياً كان موقعه فى الصف ودوره يفخر بانتمائه للجماعة وقيامه بهذه المهمة، ويرجو الله أن يغفر له تقصيره وأن يعينه عليها وأن يظل عاملاً فيها حتى يتوفاه الله وأن يحشره وإخوانه وأحباءه مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، وأن يكون الجميع من إخوانه الذين اشتاق إليهم وهم مشتاقون إليه، وأن جميع أفراد الجماعة ثابتون على الحق الذى يحملون، ملتفون حول قيادتهم ولا يضرهم من خذلهم أو محاولات شق الصفوف التى عفى عليها الزمن». وأضاف: «إلى أبناء الإخوان أنتم والله من الأطهار ولم ولن تكونوا إرهابيين يوماً وإن كنتم ستظلون ترهبون عدو الله وعدوكم، وتذكروا وعد الله لكم، وأننا نرى بشائر النصر تتوالى، وليس هذا تمنياً ولكن من الحق المبين». فى سياق متصل، قالت مصادر: إن التنظيم الدولى وعد الجماعة بدفع 5 ملايين دولار عقب قرار الحكومة بإدراج الإخوان كتنظيم إرهابى، لتوزيعها فى القاهرة والجيزة دعماً للمظاهرات، بعد التحفظ على الكثير من أموال الإخوان، مشيرة إلى أن التنظيم يعانى حالة من فقد الاتصال بين قواعده والقيادات بعد هروب نحو 150 من قيادات التنظيم بمحافظات الصعيد، كاشفة عن أن التنظيم يسعى لتسجيل 45 جمعية جديدة فى وزارة التضامن برئاسة شخصيات غير إخوانية. ودعا ما يسمى ب«تحالف الشرعية» التابع للإخوان لمزيد من التطوير الثورى، قائلاً لأنصاره فى بيان أمس: «المرحلة تتطلب بذل كل الجهود، واجعلوا أسبوع الغضب علامة فارقة فى الحراك الثورى المتصاعد». من جانبه، قال أحمد عبدالعاطى، أحد شباب التيار الإصلاحى بالتنظيم، إن إعلان الحكومة الإخوان تنظيماً إرهابياً دفع كثيراً من الشباب نحو اليأس من أى حلول تفاوضية، مشيراً إلى أن كثيراً منهم أصبح مؤمناً بأن العنف السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالى.