قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه يوجد في المجتمع ثلاثة أنواع من الثقافات؛ الأولى ثقافة الحوار ثم ثقافة الشجار وثقافة الجدار. وأضاف خلال لقائه مع صحفيي الملف القبطي في ختام الدورة التدريبية التي عقدها المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعنوان "ثقافة السلام"، أن الله خلق الإنسان ناطق ذو عقل وفكر وكلام وثقافة الحوار هي الأولى في حياتنا كبشر، ولكن للأسف الإنسان لم يستخدمها في بدايته ومازال يبتعد عنها. وأكمل حديثه قائلا: وثقافة الجدار أو الصمت ثم ثقافة الشجار عدم استخدام اللسان واللغة والعقل والفكر استخدام وسائل أخرى تمتد من الشجار بين فردين حتى الحرب بين الدول، واستطرد: لعلنا نتذكر الحرب العالمية الأولى التي حصدت 50 مليون شخص ولذلك لجأت بعض الدول المشاركة في أي شيء مثل سويسرا وبعض الدول سعت للوحدة وفس عام 60 بدء التفكير في عمل "عملة مشتركة"، مشيرا إلى أن الحوار ينتج ثمارا يستفيد بها البشر. وأشار إلى أن الكنيسة القبطية المصرية تحمل رسالة سلام وهي المؤسسة المصرية الوحيدة التي بقيت دون احتلال فكل مؤسسات الوطن احتلت إلا الكنيسة، فعبر تاريخها لم تسع إلى منصب وهذا اختلاف الكنيسة الشرقية عن الكنيسة الغربية، كما أنها مصرية حتى النخاع، مضيفا: مصر خغرافيا على شكل مربع ما يعني التوازن، وفي وسطها يمر نهر النيل الذي يدل على الوسطية ولذلك تصلي الكنيسة من أجل نهر النيل ليس فقط للمياه وإنما للوسطية أيضا. ووجه رساله إلى الصحفيين قائلا: كصحفيين مصريين تتمتعون بالوسطية كميزة. الطريق الوسطى خلصت كثيرين، مضيفا: على الإعلام بث جرعات من الطمأنينة والتفاؤل والأمل في الرأي العام، ودلل على حديثه قائلا: عندما تحدث حالة قتل واحدة ويوجد مائة طفل جديد تم ولادتهم فالصحافة تختار كتابة الحالة الواحدة المتوفية بدلا من المائة حياة. وأضاف أتحدث ليس كرجل دين ولكن كقارئ جيد للجرائد فنحن بحاجة إلى جرعات للتفاؤل والأمل وليس "لسد النفس" ووجه حديثه للصحفيين قائلا: اعطوا من خلال أخباركم جرعة تفاؤل وأمل ولا تقلدوا الصحافة الغربية لأن القارئ الغربي "مرتاح اجتماعيا وماديا" بينما المصري مطحون وتعبان واعطونا رفاهية بدلا من الأخبار المؤلمة. وقال البابا "عندما نشرت أخبارا عن وجود مظاهرة في المانيا أثناء تواجدي بأحد الأديرة، وهوما لم أعرفه إلا صباح اليوم الثالي ومن نشر الخبر لم يحقق في شيء. اجعلوا حياتكم في سلام وأخباركم في سلام، "يكفي إزعاجا في مجتمعا اعطونا بارقة أمل اعطونا نور رجاء شجعونا. كفاية معاناة". وعن الزيارات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية، قال: تبادل المحبة شيء إنساني والتواصل شيء مهم فريد يضيف لنا غنى. وأضاف تعليقا على إعلان جماعة الإخوان إرهابية "هذا أمر يخص السلطات وليس لدي أي تعليق على هذا الشأن، وأن الانتخابات البرلمانية تحتاج إلى تواجد أمني مكثف ولذلك أميل إلى إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية. وعن الاستفتاء على الدستور قال: رأيي سوف أقوله من خلال الصندوق وكل شخص في الكنيسة يعبر عن رأيه الشخصي ولا يعني هذا أن ما يقوله هو رأي الكنيسة. وعن ترميم الكنائس أضاف: الدولة تقوم بدورها وهناك خطة والدولة بتقوم بدورها بقدر المستطاع، ولا أستطيع أن أوجه اللوم لها على أي تقصير وهناك خطة عاجلة أنجزنا منها 85 أو90% وأي تبرعات قمنا بتوجيهها للأفراد، مضيفا: الوطن مجروح مثل شخص مريض ليس في لياقته البدنية ولا يمكن أن أطلب كل شي الآن. وعن العلاقات بين الكنائس، قال: علاقتنا طيبة إن كانت فيه تصريحات نشرت غير ذلك فهذا غير صحيح، إلا أن الاحترام بيننا وبين الكنائس على مستوى الرئاسات جيد. وأوضح أن قانون بناء الكنائس سيفعل وفقا لجدول زمني، ولن يكون على ما كانت عليه الأمور مثل بناء الكنائس بعد مرور عشرات السنين. وأكد أن جلسات الصلح العرفية أمر محلي لأن القانون ضعيف أو تطبيقه غائب، ومن ثم نطالب مثل كافة المصريين إعلاء قيمة القانون، وأن سبب تقدم الدول هو تطبيق القانون، فإن المجتمعات لا تبنى إلا بالقانون والتعليم والإعلام البناء. ولفت إلى أن مخاوف الأقباط هي مخاوف كل المصريين بصفة عامة مصر، مؤكدا أن مصر وطن تاريخي سار على أرضة المسيح، واستطرد قائلا لذلك نقول: عمار يا مصر "فنحن محفوظين في يد الله". وعن أمنياته لعام 2014، قال: أمنياتى للمصريين أن مجتمعنا يهدئ ويستفاد من التجارب التي يعيشها، فالشعب المصري قوي ويعرف طريقه وقام بثورتين شعبيتين شعبنا صبور ويتحمل وعنده طاقة ولا يقبل أي شكل من أشكال التحكم واستطرد مازحا: رقم 14 رقم جميل أحسن من 13 وأتوقع فيه الخير لمصر وعودة الهدوء. وأضاف: يجب البعد عن المدارس والجامعات ويكون لها حرمتها مثل المساجد والكنائس، وأن تعود العملية التعليمية إلى طبيعتها وعن الحكم في حادث الخصوص، قال "لا تعليق على أحكام القضاء ونثق في القضاء المصري وهذا حكم أول درجة".