داخل مسجدٍ في محافظة الغربية، يجلس الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يستمع لتلاوة القرآن قبيل صلاة الجمعة، وبجواره الدكتور كمال جاد شاروبيم، المحافظ القبطي للدقهلية، ليكمل الصورة التي بدأتها الدكتورة منال ميخائيل، محافظ دمياط، منذ عدة أيام حين وقفت لتشهد حفل توزيع الجوائز على حفظة القرآن الكريم. صورةٌ من نور رسمها المحافظان القبطيان، لتتلألأ في وجه صناع الظلام، ويصبح صوتها أقوى من كل أسلحة الدمار والتفرقة والفتنة وصانعيها، وتعلو بأصوات المحبة والتسامح والألفة، والتلاحم بين المصريين، فالدين لله، والوطن للجميع. الدكتور جمال جاد شاروبيم، محافظ الدقهلية، شهد صباح اليوم، افتتاح مسجد كفر عزام بمركز السنبلاوين، رفقة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، والذي زار المحافظة لافتتاح المسجد، ورافقه المحافظ الذي دخل المسجد بعد افتتاحه وجلس قبل الصلاة ليستمع لتلاوة القرآن قبل بدء الخطبة. "سألت معالي الوزير هل فيه مانع أدخل المسجد؟" هكذا بدأ الدكتور كمال جاد شاروبيم، محافظ الدقهلية، حديثه، حيث أجابه الدكتور مختار جمعة، أنه لا مانع على الإطلاق من دخوله المسجد والمكوث فيه، فبيت الله مفتوح للجميع. شاروبيم لم يحضر الخطبة أو الصلاة بالتأكيد، حسب تصريحاته ل"الوطن"، بل جلس في المسجد لمدة ربع ساعة قبل بداية الصلاة، واستمع لبعض آيات القرآن الكريم التي تتلى قبل الأذان، مؤكدًا أن ما حدث ليس بجديدٍ على المصريين، ويحدث منذ ثورة 1919، ورئيس الجمهورية نفسه يدخل الكنيسة ويحضر القداس. محافظ الدقهلية تابع أنه حضر افتتاح المسجد لمشاركة أهالي السنبلاوين فرحتهم، فالمسجد تم بناؤه بالجهود الذاتية، موضحًا أنه ليس أول عمل ينجزه أهالي الدقهلية بجهودهم، وأنهم اعتادوا على ذلك، وأن المواطنين البسطاء كانوا في غاية الفرحة لمشاركتهم افتتاح المسجد. شاروبيم كذلك حرص على حضور الافتتاح بسبب العلاقة الجيدة التي تربط المحافظة بوزارة الأوقاف، حسب حديثه، لافتًا إلى أن الوزارة لا تعاند على الإطلاق في منح المحافظة أية أراضي تريدها لتشييد وبناء مشاريع عليها، وكذلك لمرافقة وزير الأوقاف في جولته، وشكره على الاهتمام بالمحافظة.