منذ أيام قليلة هددت جماعة «أنصار بيت المقدس» ضباط وجنود الجيش والشرطة، فى بيان لها، قالت فيه: «سنذبحكم لو مرّرتم الدستور». ومع وقوع حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية تحول البيان النظرى إلى بيان عملى على الأرض. جماعة الإخوان من ناحيتها نعت شهداء التفجير ونفت أى صلة لها به، هل من الممكن أن نصدق ذلك؟ لا يستطيع عاقل أن يفعل بسبب وجود دليل عملى لا يخطئ يثبت صلة جماعة الإخوان بجماعة «أنصار بيت المقدس»، كلمة السر فيه «دستور»! تعالَ نبدأ القصة من الأول! لا بد أن ذهنك ينصرف عندما تسمع اسم «أنصار بيت المقدس» إلى القدس، أو فلسطين، فتظن أنه اسم لجماعة تسعى إلى تحرير بيت المقدس واسترداده من اليهود. من الطبيعى أن يشرد عقلك فى هذا الاتجاه، لأنه لا يوجد داعٍ لجماعة تريد تنفيذ عملياتها فى مصر أن تسمى نفسها «أنصار بيت المقدس»، فالأولى أن تطلق على نفسها «أنصار المحروسة» مثلاً. هذه واحدة. أما الثانية فسؤال: إذا كانت تلك الجماعة تسعى كهدف أكبر لها إلى تحرير بيت المقدس فما سر اهتمامها البالغ بالدستور الذى سوف يخرج المصريون للاستفتاء عليه فى يناير المقبل؟ لقد أكدت الجماعة فى البيان الذى أشرت إليه أنها ستذبح رجال الشرطة والجيش إذا مر الدستور الجديد. طيب! سؤال آخر: من هى القوة التى تريد أن تعرقل عملية التصويت على الدستور؟ من المؤكد أننا جميعاً نتفق على أنها جماعة الإخوان. بناء عليه كيف ينفى الإخوان صلتهم بجماعة «أنصار بيت المقدس»؟ وكيف تخرج علينا كوادرها ومؤيدوها نافين أى صلة للجماعة بتفجير مديرية أمن الدقهلية؟ صلة الإخوان بما حدث مؤكدة، حتى لو سلمنا بأن من نفذ العمل الإرهابى هو جماعة «أنصار بيت المقدس»، ففى أقل تقدير يمكن القول بأن هذه الجماعة واحدة من الأذرع العسكرية للإخوان. لقد أشار أحد الخبراء الأمنيين إلى أن قنبلة تفريغ الهواء -وهى القنبلة التى استخدمت فى التفجير- يصعب الحصول عليها إلا من خلال دول كبرى أو أجهزة مخابرات عتيدة، وأن أصغر قنبلة من هذا النوع يصل سعرها إلى 25 مليون دولار. لا أستطيع أن أحدد مدى دقة هذه المعلومة، لكنها تشير بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان. فمن هى تلك الجماعة التى تمتلك القدرة التمويلية التى تساعدها على شراء سلاح بهذا السعر وتلك القدرة سوى الإخوان. كلنا يعلم الدور التمويلى الذى يقوم به التنظيم الدولى للإخوان فى دعم محاولات الجماعة فرض نفسها على المصريين من جديد، المعلومات تتدفق عبر وسائل الإعلام ليل نهار مؤكدة هذه الحقيقة. أليس من البكاسة أن تخرج علينا جماعة الإخوان بعد ذلك لتعلن براءتها من الدماء التى سالت، وأليس من «الأبكس» أن تسمى جماعة أنصار بيت المقدس نفسها بهذا الاسم، فى حين أنها «جماعة أنصار الإخوان» بامتياز.. دستور يا إخوان!