ليلة حزينة ودامية عاشتها مدينة المنصورة ومحافظة الدقهلية عموماً، أمس، حيث ظل الأهالى يبحثون عن أشلاء المجندين، ضحايا الحادث الإرهابى، قرابة ساعتين، إثر اقتحام سيارة ربع نقل كميناً أمام مديرية الأمن وتفجرها ما أسفر عن استشهاد 12 مجنداً وضابطاً وإصابة 107 آخرين. الحادث أسفر أيضاً عن انهيار جزء من مبنى المديرية ومبنى البنك المصرفى المتحد والمسرح القومى والمجلس المحلى ومبنى آخر تحت الإنشاء، وتحطم واجهات 30 عقاراً ومحلاً تجارياً، ونادى القضاة، الحادث استغرق قرابة 5 دقائق وأسفر عن تلك الكارثة. هذه المشاهد لا تغيب عن ذاكرة أهالى شارع الكورنيش، الذى شهد الحادث، الذين يتحدثون عنه وكأنهم فى كابوس، فهذه هى المرة الثالثة التى يجرى فيها تفجير مديرية الأمن، خلال عام ونصف العام، أما الحادث الأخير فكان مختلفاً فى حجم الخسائر البشرية والمادية، وانهيار عقارات وتصدعات وتحطيم أجزاء كبيرة من مبنى المديرية وإصابة مدير الأمن، اللواء سامى الميهى. أهالى المنطقة يستقبلون رواد الحادث من رجال المباحث أو الحماية المدنية أو الإعلاميين بعبارات «منهم لله الإخوان»، «الإرهابيين مش عايزين نستفتى على الدستور»، ويقول أحد الأهالى مشيراً بيده إلى مكان الحادث باتجاه مديرية الأمن: «هنا لقينا دراع مجند، وهنا لقينا قدم آخر، وهنا لقينا جسداً بدون رأس، سمعنا صرخات واستغاثات مجندى الأمن المركزى، والواقعة دى كلها استغرقت قرابة 5 دقائق وانتهت بتلك الكارثة». أهالى المنطقة حمّلوا الحكومة مسئولية الحادث. يحكى عدد من الشهود حكايات الدم التى سالت أمام مبنى المديرية، والجثث التى جرى انتشالها من تحت الأنقاض، والمجند إبراهيم الذى كان يعمل فى مكتب مدير الأمن وحفل زفافه بعد 10 أيام، ويوم الحادث كان آخر يوم يقضيه فى المديرية، ويسافر بعدها إلى بلدته بدمياط ليستعد لحفل زفافه، لكنه فارق الحياة، متأثراً بإصابته فى الحادث الإرهابى. وقال محمد على (27 سنة)، عامل، إنه كان الأقرب لمكان الحادث، وسمع دوى الانفجار، وقال إنه تسبب فى أضرار جسيمة بالمنازل السكنية المحيطة بالمديرية، والتى يتسم معظمها بأنها منازل قديمة وصغيرة. توقف «محمد» عن الكلام قليلاً ودخل فى نوبة بكاء شديدة، وقال: «فيه مشهد لن أنساه، لما وصلت مكان الحادث سمعت صرخات مجند داخل المديرية، وأثناء محاولتى إنقاذه وجدته يحمل قدمه اليمنى فى يده ويصرخ ويقول: رجلى انقطعت. يلتقط «إبراهيم» أطراف الكلام، ويقول: «سبب الحادث هو انفجار كبير بعد اقتحام سيارة ربع نقل الكمين وتوقفت فجأة أمام المديرية وانفجرت فتسببت فى تصدعات وانهيار فى مبنى المديرية المكون من 4 طوابق كما انهار مبنى البنك المصرفى المتحد والمسرح القومى والمجلس المحلى وإصابة العديد من قيادات الشرطة والمجندين والمدنيين المجاورين للمبنى. ويقول الطفل عمر محمد (11 سنة)، الذى وجد فى مكان الحادث، بجوار والده: «فيه إرهابيين فجروا مبنى المديرية ومات ناس كتير، منهم واحد جارنا فى المنطقة اسمه إبراهيم».