سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» تكشف: «إخوانى» يترك طفليه ضحية للتعذيب ويخرج للمشاركة فى مسيرات «المحظورة» الطفلان: «عذبونا بأعقاب السجائر وخراطيم المياه».. و«محمد»: ما واجههما لا يمكن تحمله حيث أصبح صراخهما مألوفاً فى المنطقة
تجرد الإخوانى طارق سمير، من إنسانيته وترك طفليه يواجهان وصلات من «المعاناة والتعذيب» فى منزل أسرته بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، بغرض تلبية نداء المشاركة فى مسيرات الإخوان وتظاهراتهم، متجاهلاً نداء طفليه القاصرين، معتبراً مشاركته فى فعاليات الإخوان «جهاداً فى سبيل الله»، دون أن يشعر بأى ذنب تجاه ما تعرض له طفلاه من تعذيب يومى على يد عمهما غير الشقيق وزوج جدتهما دون سبب واضح، بينما الأب يجوب الشوارع مع إخوانه فى التنظيم دفاعاً عن الرئيس المعزول، بدءًا من مشاركته فى اعتصام «رابعة العدوية»، تاركاً طفليه مع أخيه غير الشقيق وزوج أمه اللذين تجرّدا من مشاعر الرحمة، واستغلا كل الفرص لتعذيب الطفلين، نكاية فى والدهما. «زياد» الطفل الأكبر ل«طارق سمير»، الأب الهارب، لم يبلغ من العمر سوى ثمانى سنوات، صارت دهراً، رأى فيها الصبى ما لا يتحمله، حيث صار بمثابة الأب لشقيقه الأصغر «زين» ابن السنوات الثلاث، لا يملك سوى أن يربت على كتفه، إثر كل وصلة تعذيب يتعرضان لها على يد عمهما غير الشقيق، يُؤثر على نفسه ليطعم أخاه ثم ينام ببطن خاوية. «الوطن» التقت الطفل المعذّب زياد وشقيقه زين، وعيناه الزائغتان تحبسان الدموع، ظل يتلفت حوله مرتبكاً وكأن هناك من يلاحقه، يتذكر عنف معذبيه، قائلاً «عمى كان يضربنى بخرطوم المياه على ظهرى، ويطفئ السجائر فى جسدى، وضربنى أنا وأخى زين بعدما رآنا نشاهد التليفزيون، وانهال علىّ بآلة حديدية على رأسى من الخلف، وبعدها لم أشعر بشىء إلا فى المستشفى». سقطت دموعه رغماً عنه وهو يكمل «جدى يضربنى باستمرار ولا أعرف السبب، فأنا أسمع الكلام وأقول دائماً حاضر ونعم، ولا أعصى أمر جدتى التى تجبرنى على الذهاب لشراء الخبز والطعام، على الرغم من الازدحام الشديد أمام المخبز، إلا أننى أطيعها، ورغم ذلك لم أسلم من أذى عمى وجدى»، وتابع «عاوز أعيش فى حضن أمى»، وبمجرد أن ذكر بعض الجيران اسم العم، حتى أصيب الطفل بحالة من الصراخ الهستيرى، ما منعه من مواصلة الحديث إلينا. «محمد. ش.م»، أحد الجيران، يروى مأساة الطفلين قائلاً: «والد الطفلين ينتمى لجماعة الإخوان، ويقيم فى حى السعرانية بمدينة كفر الدوار، تزوج منذ أكثر من 9 سنوات، وكان دائم الشجار مع زوجته، ما أدى إلى انفصالهما منذ فترة طويلة، ليتركا الطفلين زياد وزين، ضحية لممارسات عمهما غير الشقيق وزوج جدتهما»، وتابع «ظل الأب طوال فترة حكم الإخوان مشغولاً بالدعاية لهم والخروج فى مسيرات تأييد محمد مرسى، تاركاً ابنيه لشقيقه من أمه، وزوج أمه، وبعد ثورة 30 يونيو، واعتصام الإخوان بميدان رابعة، ذهب الأب ملبياً دعوات قياداته، وترك الطفلين يواجهان مصيرهما فى منزل الأسرة القاسية»، مؤكداً أنه لم يعد إلى المنزل حتى اللحظة. وأشار «محمد» إلى أن ما واجهه الطفلان طوال هذه الفترة، لا يمكن تحمله، حيث أصبح صراخهما مألوفاً فى المنطقة، مؤكداً أن زوج جدتهما وعمهما يستغلانهما أسوأ استغلال، ويلزمانهما بقضاء متطلبات المنزل، فضلاً عن الاضطهاد الذى يلاقيانه من جميع أطفال العائلة، لافتاً إلى قيام زوج الجدة أكثر من مرة بضربهما حتى حدث نزيف لأحدهما، وأكد أن الجيران كثيراً ما حذروهما من سوء معاملة الطفلين، وتهديدهما بإبلاغ الشرطة، إلا أنهما لم يتراجعا عن ممارساتهما، وفى آخر مرة اقتحم الأهالى المنزل وخلّصا الطفلين من بين يدى عمهما، الذى ظل يضربهما حتى سقط «زياد» الابن الأكبر على الأرض فى غيبوبة بسبب الضرب المبرح. وأمام المقدم محمد حمادى، رئيس مباحث قسم كفر الدوار، حرر الأهالى محضراً ضد «محمد أ.ع» عم الطفلين، واتهموه بتعمد ضرب الطفلين وتعذيبهما وتعريض حياتهما للخطر، فأمر رئيس المباحث بضبطه وإحضاره، وعرض الطفلين على النيابة التى أمرت بإجراء كشف طبى. وأكدت التقارير أن الطفل «زياد»، تعرض للضرب بآلة حادة على رأسه من الخلف، ما أدى إلى هالات زرقاء حول عينيه، إضافة إلى كدمات وسحجات متفرقة بجسده، ورصد التقرير آثار جروح وحروق على جسد الطفل «زين»، وإصابته هو الآخر بكدمات وسحجات بالوجه والجسم، فتم تحرير محضر بالواقعة برقم 12769 جنح القسم. ولم يبق للطفلين سوى أهالى المنطقة الذين أنقذوهما من تعذيب أفراد الأسرة القاسية، حيث يعيش الطفلان حالياً فى صحبة الجيران، بعد حبس عمهما على ذمة القضية.