كلما تعمقنا فى دراسة ومعايشة اللغات الأخرى، زاد ارتباطنا بلغتنا العربية الثرية التى برع «كتاب العين» فى الغوص فى بحرها الزاخر بأندر اللآلئ والأصداف.. فى رحابة الصحراء وعمق البحر، وسحر الليل ووضوح النهار.. تلك هى اللغة العربية.. لغة لا مثيل لها فى دقتها وجمالها، كثير من الكتب، أصدقائى، تناولت جمال اللغة العربية، لكننا اليوم سنرى لغتنا العربية بعين مدهشة منحتها تفردها ورونقها وأضافت لجمالها.. عين نظرت وتأملت وتعمقت فى حروف اللغة العربية فأعادت تشكيلها وترتيبها.. إنه كتاب «العين» الذى ألفه العالم النحوى الخليل بن أحمد الفراهيدى الذى ولد عام 100 هجرية ورحل عام 173 هجرية، وهو أول معجم فى اللغة العربية، والمعجم، أصدقائى، هو كتاب يجمع ألفاظ اللغة. على صفحاته قام الخليل بن أحمد بإعادة تشكيل حروف اللغة العربية، فجعل الفتحة ألفاً صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً تحت الحرف والضمة واواً صغيرة فوقه، وإذا كان الحرف منوناً كرر الضمة، كما وضع شيناً غير منقوطة للتعبير عن الشَدة، ورأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من علامات التشكيل كدائرة فوق الحرف للدلالة على السكون، وهو نظام التشكيل المتبع حتى اليوم أصدقائى وبفضله صارت اللغة العربية أكثر دقة وروعة. يكفى أن نعرف، صديقاتى، أن مجرد كسرة يمكنها أن تغير تماماً معنى كلمة من كلمات اللغة العربية، فمثلاً كلمة «أَكْفاء»، بتسكين الكاف، هى جمع تكسير لكلمة كفء، وهو ذو الخبرة والقادر على إنجاز ما يكلف به، أما كلمة «أكِفّاء» بكسر الكاف وتشديد الفاء فهى جمع لكلمة كفيف، وهو الشخص فاقد البصر. كتاب العين واحد من أهم كتب التراث العربى، وأهميته ليست فقط فى معلوماته التى أثرت اللغة العربية، لكن فى طريقة ترتيبه للحروف؛ فالخليل بن أحمد لم يكن مقتنعاً بترتيب الحروف التقليدى ألف ثم باء ثم تاء... إلخ، وكان يتساءل: لماذا هذا الترتيب؟ ولأنه كان دائماً يبحث عن السبب ويطرح علامات الاستفهام، ظل يبحث عن طريقة أخرى وأسلوب مختلف لترتيب الحروف، هداه تفكيره إلى طريقة سهلة ومفهومة يستطيع أى قارئ استيعابها وتعتمد على مصدر صوت الحرف ومن أين يخرج، هل هو من الحنجرة أم من الحلق أم من اللسان أم من الشفتين. بدأ «الخليل» من الحلق حيث حرف العين هو أول الحروف التى تُنطق من هذا الجزء من الجهاز الصوتى الذى يبدأ بالحلق بحرف العين وينتهى بالشفتين بحرف الميم. ولذلك أطلق على معجمه وكتابه اسم «العين». كلما تعمقنا أصدقائى فى دراسة ومعايشة اللغات الأخرى، زاد ارتباطنا بلغتنا العربية الثرية التى برع «كتاب العين» فى الغوص فى بحرها الزاخر بأندر اللآلئ والأصداف، والفضل يرجع لسيد أهل الأدب الخليل بن أحمد الفراهيدى، الذى وصفه المؤرخ الشهير «ابن خلكان» فقال عنه: «رجل خُلق من الذهب والمسك، تلألأ بريق الذهب فى عقله، فأبدع كتابه الشهير العين الذى يفوح بين صفحاته عبق المسك لينتشر أريجه يفوح من كل حرف من حروف اللغة العربية على الدوام». فى رحابة الصحراء وعمق البحر، وسحر الليل ووضوح النهار.. تلك هى اللغة العربية.. لغة لا مثيل لها فى دقتها وجمالها، كثير من الكتب، أصدقائى، تناولت جمال اللغة العربية، لكننا اليوم سنرى لغتنا العربية بعين مدهشة منحتها تفردها ورونقها وأضافت لجمالها.. عين نظرت وتأملت وتعمقت فى حروف اللغة العربية فأعادت تشكيلها وترتيبها.. إنه كتاب «العين» الذى ألفه العالم النحوى الخليل بن أحمد الفراهيدى الذى ولد عام 100 هجرية ورحل عام 173 هجرية، وهو أول معجم فى اللغة العربية، والمعجم، أصدقائى، هو كتاب يجمع ألفاظ اللغة. على صفحاته قام الخليل بن أحمد بإعادة تشكيل حروف اللغة العربية، فجعل الفتحة ألفاً صغيرة مائلة فوق الحرف، والكسرة ياءً تحت الحرف والضمة واواً صغيرة فوقه، وإذا كان الحرف منوناً كرر الضمة، كما وضع شيناً غير منقوطة للتعبير عن الشَدة، ورأس عين للتدليل على وجود الهمزة وغيرها من علامات التشكيل كدائرة فوق الحرف للدلالة على السكون، وهو نظام التشكيل المتبع حتى اليوم أصدقائى وبفضله صارت اللغة العربية أكثر دقة وروعة. يكفى أن نعرف، صديقاتى، أن مجرد كسرة يمكنها أن تغير تماماً معنى كلمة من كلمات اللغة العربية، فمثلاً كلمة «أَكْفاء»، بتسكين الكاف، هى جمع تكسير لكلمة كفء، وهو ذو الخبرة والقادر على إنجاز ما يكلف به، أما كلمة «أكِفّاء» بكسر الكاف وتشديد الفاء فهى جمع لكلمة كفيف، وهو الشخص فاقد البصر. كتاب العين واحد من أهم كتب التراث العربى، وأهميته ليست فقط فى معلوماته التى أثرت اللغة العربية، لكن فى طريقة ترتيبه للحروف؛ فالخليل بن أحمد لم يكن مقتنعاً بترتيب الحروف التقليدى ألف ثم باء ثم تاء... إلخ، وكان يتساءل: لماذا هذا الترتيب؟ ولأنه كان دائماً يبحث عن السبب ويطرح علامات الاستفهام، ظل يبحث عن طريقة أخرى وأسلوب مختلف لترتيب الحروف، هداه تفكيره إلى طريقة سهلة ومفهومة يستطيع أى قارئ استيعابها وتعتمد على مصدر صوت الحرف ومن أين يخرج، هل هو من الحنجرة أم من الحلق أم من اللسان أم من الشفتين. بدأ «الخليل» من الحلق حيث حرف العين هو أول الحروف التى تُنطق من هذا الجزء من الجهاز الصوتى الذى يبدأ بالحلق بحرف العين وينتهى بالشفتين بحرف الميم. ولذلك أطلق على معجمه وكتابه اسم «العين». كلما تعمقنا أصدقائى فى دراسة ومعايشة اللغات الأخرى، زاد ارتباطنا بلغتنا العربية الثرية التى برع «كتاب العين» فى الغوص فى بحرها الزاخر بأندر اللآلئ والأصداف، والفضل يرجع لسيد أهل الأدب الخليل بن أحمد الفراهيدى، الذى وصفه المؤرخ الشهير «ابن خلكان» فقال عنه: «رجل خُلق من الذهب والمسك، تلألأ بريق الذهب فى عقله، فأبدع كتابه الشهير العين الذى يفوح بين صفحاته عبق المسك لينتشر أريجه يفوح من كل حرف من حروف اللغة العربية على الدوام».