إخوانى حقير ألقى سيدة من شرفتها، فتحطمت عظامها، لأنها عبرت عن تأييدها وحبها للفريق السيسى. إخوانى آخر أشد حقارة، استدرج حلاقاً من بيته وانهال عليه طعناً حتى أرداه قتيلاً، لأنه يعلق صورة الفريق السيسى على واجهة محله. طغمة إخوانية رفعت سقف الحقارة إلى ذروة غير مسبوقة فى الملف الإجرامى للجماعة: ذبحت سائق سيارة أجرة فى المنصورة لأنه اعترض مسيرة لهؤلاء الإرهابيين وعبّر عن استيائه، فكتبوا على سيارته «السيسى سفاح»، فرد بعلامة النصر و«تسلم الأيادى»، فأشعلوا النار فى السيارة، فحاول الهرب، فذبحوه كالفرخة. أقسم بالله العظيم.. لو كان القرار بيدى لأعلنت عن تشكيل محاكم ثورية لهؤلاء القتلة. لو كان القرار بيدى لأمرت بتشكيل «فرق شعبية» لمساعدة الجيش والشرطة فى ملاحقة كل من ينتمى إلى هذه الجماعة الخائنة، أو من يُشتبه فى انتمائه إليها، أو من يدافع عنها، أو يتعاطف معها بالقول أو الكتابة أو حتى بمصمصة الشفاه. لا تحدثنى عن منطق أو عقل وهذه الجماعة تصر على هدم المعبد فوق رؤوس المصريين. لا تطلب من محلل سياسى أو كاتب رأى أن يكون موضوعياً والناس يُذبحون من الوريد إلى الوريد كالماشية. لا تطلب من صاحب قرار أن يصبر على حرق وتخريب مؤسسات الدولة وتعطيل خطط إعادة بنائها. لا تطلب من مواطن يجرى وراء لقمة عيشه أن يسكت على ترويعه واستباحة ماله وعرضه ودمه. هؤلاء الكفرة، الإرهابيون، استنفدوا كافة الحلول ولم يعد ينفع معهم سوى حلول القرون الوسطى. كانت النخبة تصر دائماً على «حل سياسى»، وتراهن على إمكانية إدماجهم، لكنهم خذلوا كل الداعين إلى المصالحة وعدم الإقصاء. وكان أصحاب القرار والقائمون على شئون الدولة يعتقدون أن الحل الأمنى سيضع حداً نهائياً لإجرامهم، وأن قطع رؤوس الفتنة سيكون عبرة ل«قواعدهم»، لكنهم -على العكس- تمادوا ووسعوا نطاق المواجهة، وبدا كما لو أنهم هم الذين يسعون إلى هذا الحل. وكان العقلاء من أصحاب الفكر قد بدأوا يطرحون حلاً جذرياً هو تفكيك فكرة الإخوانية وتطهيرها من المكون الإرهابى، والذى أصبح عموداً فقرياً فى سلوك الإخوان السياسى عبر أكثر من ثمانين عاماً، لكنه مع الأسف حل طويل الأمد، يحتاج إلى سنوات ليؤتى ثماره. لا حلول سياسية إذن، ولا أمنية، ولا وقت لضرب «الفكرة» أو تصحيحها، ولا ينبغى أن تأخذنا رحمة بهؤلاء القتلة، نحن فى حرب مع خصم قذر، لا يراعى فينا ديناً أو عرضاً أو أخلاقاً، فلماذا نحاربه بشرف؟. لماذا لا نجعلها حرباً شاملة لنطهر أنفسنا وبلدنا وثقافتنا من هؤلاء الخونة؟. لماذا نخجل من أن نكون فاشيين أو نازيين مع خصم يفاجئنا كل صباح بأساليب قتل وترويع وتخريب «مبتكرة»؟. لماذا لا نستفتى شيوخنا وعلماءنا، ونتخلى قليلاً عن «وسطيتنا» واعتدالنا، لنجتث هذا النبت الشيطانى من حياتنا؟. أريد أن أسأل نحانيح النخبة وجوقة الدم الحرام ودعاة المصالحة: هل لديكم حل آخر؟. هل يعجبكم ما يجرى فى جامعات مصر وشوارعها؟. هل لدى أحدكم تفسير؟. ما الذى ينبغى أن يحدث لمصر وللمصريين لتدركوا أن هذه «الجماعة» أشد خطراً وحقارة من إسرائيل؟. أريد أن أسأل القائمين على شئون الدولة، السيسى والببلاوى وعدلى منصور ومحمد إبراهيم وغيرهم: الإخوان لا يريدونها «دولة»، وكلما أقمتم جداراً هدموا بيتاً، فماذا تنتظرون؟. أين قانون التظاهر؟. أين قانون مكافحة الإرهاب؟. من الذى يدير هذه الحرب: أنتم أم «الجماعة»؟. من الذى يُفترض أن يطلق الرصاصة الأولى: أنتم أم «الجماعة»؟. من الذى يملك صلاحية القتل: أنتم أم «الجماعة»؟. أريد أن أسأل الفريق السيسى تحديداً: كل الذين قتلهم الإخوان أو حطموا ممتلكاتهم كانوا يرفعون صورك ويتغنون باسمك ويراهنون عليك قائداً لثورتهم ورئيساً لبلدهم.. فلماذا تقف صامتاً، مؤدباً، هكذا؟. كل الذين يواجهون إرهاب الإخوان فى البيوت والشوارع والجامعات يستنجدون بك ويطالبونك بالثأر لشهدائهم.. فلماذا لا توسع نطاق الحرب لنبنى بلدنا «على نضافة»؟.