تربت «هالة فاخر» فى أسرة فنية، فوالدها هو الفنان القدير فاخر فاخر، ولهذا لم يعقها شىء عن الفن، وحتى عندما ارتدت الحجاب، لم تعتزل، واختارت الأعمال التى تناسب حجابها. بساطتها جعلتها الأقرب إلى قلوب محبيها، وظلت محتفظة بنجوميتها، وخاصة بعد أن خاضت تجارب كثيرة فى السينما والتليفزيون والمسرح والإعلانات. ورغم طبيعتها المرحة، إلا أنى شعرت أن هناك حزنا دفينا فى حياتها. حول كل هذا وغيره الكثير يدور هذا الحوار الصريح مع هالة فاخر.. الفنانة والإنسانة. * تشاركين فى رمضان المقبل بمسلسلين جديدين، حدثينا عنهما؟ - أقدم دور سيدة مكافحة لديها ولدان فى مسلسل «خرم إبرة» فى ثانى تجاربى مع عمرو سعد، بعد فيلم «حين ميسرة»، والثانى أقدم فيه دور سيدة من منطقة شعبية تواجه أفرادا يريدون أخذ بيتها منها، فى مسلسل «هرم الست رئيسة». * وهل تجدين صعوبة فى تصوير العملين فى وقت واحد؟ - طبعا.. فنحن نصور فى وقت وجيز جدا كى نلحق بالموسم الرمضانى، وأنا لا أنام تقريبا، وأقضى معظم وقتى فى التصوير. * ألا يقلقك وجود نجوم كبار فى هذا الموسم؟ - بالعكس أنا سعيدة بوجود نجوم كبار أمثال: عادل إمام ومحمود عبدالعزيز، لأنهما سيعطيان رمضان طابعا مميزا، وخاصة بعد ابتعادهما عن الشاشة لسنوات طويلة. * هل فرض عليك الحجاب أدوارا معينة؟ وهل صحيح أن المخرج خالد يوسف رفض العمل معك بعد ارتدائك له؟ - الموضوع بعد الحجاب اختلف، لأن أدوارى بعده أختارها بما يناسبه، صحيح أنى قد أخسر بعض الأدوار ولكنى سعيدة بذلك، علما أنى حتى الآن أعمالى ناجحة، ولم يقلل الحجاب من ذلك، أما «خالد يوسف» فقد ظننت أنه يريد العمل معى بدون الحجاب، ولكنه أقنعنى بعكس ذلك، وتحدث معى بعقلانية شديدة، وقال لى: هل رأيت فى الأعمال التى أخرجتها دورا مناسبا لك؟ فأجبته: لا، وأصبحت مقتنعة تماما برأيه، وبأنه متفتح تماما، وزال سوء التفاهم بينى وبينه. * وهل توافقين على ارتداء الباروكة إذا لزم الأمر.. وما رأيك فى بعض الفنانات اللاتى تراجعن عن الحجاب؟ - الباروكة زينة، وهى تحايل على الدين، وأنا أرفضها تماما، أما تراجع بعض المحجبات فهذه حرية شخصية لهن، وليس من حق أحد التدخل فيها، ولكن الأفضل من التراجع هو التريث فى اتخاذ القرار، وأنا لن أخلع حجابى أبدا. * ما ردك على الشائعات التى ترددت حول زواجك بعد ارتدائك الحجاب؟ - لا يوجد فى حياتى ما يمنعنى من إعلان الزواج لو تم، وبعض الذين روجوا لهذا الكلام كان هدفهم الشهرة والترويج لأنفسهم على حسابى، ولا يسعنى الآن إلا أن أقول فيهم: «حسبى الله ونعم الوكيل». * وما سبب اتجاهك لتقديم الإعلانات؟ - المال هو السبب الرئيسى، فقد جلست فى بيتى بلا عمل عاما كاملا بعد الثورة. * وهل صحيح أنك ستقدمين برنامجا فى رمضان؟ - أنا بالفعل متعاقدة مع قناة «أوربت» لتقديم برنامج للطبخ، وكان هناك مشروع لتقديم برنامج آخر فى رمضان اسمه «المحل» ولكنه تأجل. * لو عرض عليك تقديم برنامج دينى هل توافقين؟ - لا طبعا، لأن تقديم برنامج دينى يحتاج إلى ثقافة دينية واسعة، وأنا ما زلت أجهل كثيرا فى أمور الدين، وليس معنى أننى ارتديت الحجاب أن أقدم برامج دينية. * وهل ستقومين بتأليف كتاب يتناول قصة حياة والدك؟ - لا، لن أفعل ذلك ولم أفكر فيه أصلا. * هل تجدين صعوبة فى تقديم أدوار الكوميديا؟ - طبعا لأن الشعب المصرى بطبيعته خفيف الظل، وصعب جدا على أحد أنه «بالبلدى كده يستظرف عليه»، فلا بد للكوميديان أن يعرف ذلك جيدا ويكون موهوبا بجد حتى يقتنع به المشاهد. * وما أكثر ما يضحكك حاليا؟ - بصراحة أضحك من قلبى عندما أشاهد جلسات مجلس الشعب، ولكنه «ضحك كالبكا» كما يقولون، فمجلس الشعب يرى البلد تضيع، ويناقش قوانين غريبة، مثل قانون ختان الإناث، أو مضاجعة الزوج لزوجته بعد وفاتها.. إنها بحق مهزلة. * وما تقييمك لأداء الإسلاميين فى البرلمان؟ - أنا لا أفهمهم، ونفسى أفهم ماذا يريدون، وأعتقد أنهم إما لا يعرفون ماذا يريدون، وإما أنهم غير مدربين على التعامل مع الناس، فوصلت الأمور معهم إلى حالة من «الهبل السياسى»، وأعتقد أن الشعب خدع عندما سلمهم مجلس الشعب. * وما رأيك فى الهجوم على حرية الإبداع، وهل أنت مع الرقابة على الأعمال الفنية؟ - هذا نوع آخر من محاولات فرض السيطرة الذى يمارسه بعض الإسلاميين، فديننا دين تسامح ولين، وهذا الهجوم على الفن لخوفهم أن يكشف عيوبهم ومساوئهم كما فعل مع النظام السابق، فيطيح بهم كما أطاح بغيرهم، وأنا لست مع الرقابة على الأعمال الفنية، لأن الفنان يجب أن يكون هو الرقيب على نفسه. * كنت سببا فى رسم البسمة على وجوه الكثيرين.. ولكنى أشعر أن هناك حزنا دفينا داخلك؟ - لأول مرة أعلن هذا السر الذى احتفظت به لنفسى، فأنا أحب رجلا منذ عشرين عاما، أحبه إلى درجة الجنون، ولم تستمر العلاقة بيننا، ولكنى ما زلت أحبه حتى الآن، وحبى له هو السبب الرئيسى فى فشل زيجاتى السابقة، وخاصة أننى السبب فى ضياعه من يدى بغباء منى. * ولم لا تعودين له مرة أخرى؟ - أتمنى أن يعود لى، وهذا احتمال قريب يمكن أن يحدث، وإن تم سأترك الدنيا «وأترمى تحت رجليه»! حتى وإن طلب منى أن أترك التمثيل.