سارينة مطافئ قطعت صمت شارع الجزيرة الوسطى بالزمالك، وجذبت أبناء الحى الهادئ لمتابعة ما يحدث، الظنون حملت أصحابها، كلاً فى اتجاه، من اعتقده حريقا، ومن تصوره انهيار أحد عقارات الشارع العريق. ومن شرفة منزلها أطلت سامية المنسى لتتابع الموقف، لعله سبب ثالث لم يتبادر إلى ذهنها، لكنها صدمت بحقيقة الأمر: «سيارة المطافئ جاءت فقط لتنقذ قطة عالقة فى الشجرة». «معقولة المطافئ الضخمة ورجالها جاءوا عشان قطة؟!».. قالتها السيدة فى حديثها لنفسها، وقال أحد المتفرجين: «فيه قطة على الشجرة اللى قدام بلكونتك مش عارفة تنزل». تقول «سامية»: «كل أهالى المنطقة كانوا معجبين بالرحمة والحالة الإنسانية»، ورغم الفرحة بالمشهد الذى اعتبره البعض قمة فى الإنسانية، ورآه آخرون عبثيا، لم تسفر عمليات الإنقاذ التى استمرت 6 ساعات متواصلة حتى مغيب الشمس عن إنقاذ القطة: «كل ما بتاع المطافى يطلع القطة تطلع أكثر، مقدرش يوصل لها، ومشى فى النهاية». رحلت المطافئ، وانصرف الناس وبقيت «سامية» فى شرفتها تتابع الموقف: «كنت واثقة أن باستطاعتها النزول وحدها، وبالفعل نزلت فى النهاية». الاستغاثة لإنقاذ قطة على شجرة قد لا تلقى الاهتمام الذى تلقاه استغاثة وجود قطة محبوسة فى شقة مهجورة، بحسب القائم على تلقى اتصالات الاستغاثة بالمطافئ، مبررا، ل«الوطن»: «اللى على شجرة ممكن تنزل لوحدها، لكن المحبوسة نستخرج إذن نيابة ونقتحم الشقة لإنقاذها».