سادت حالة من الحزن على منزل أسرة التلميذ إبراهيم حسن محمد عبدربه، 9 سنوات، الذي لقى مصرعه، أمس، داخل مدرسة الزهراء للتعليم الأساسي بقرية الزهراء التابعة للوحدة المحلية ببسنديلة في الدقهلية، جراء تدافع عدد من التلاميذ على سلم المدرسة خلال أول يوم دراسي. ويستعرض "الوطن" 5 مشاهد في واقعة "ضحية التدافع" - في منزل التلميذ "ضحية التدافع" "أول مرة أشوف ابني فرحان وهو رايح المدرسة، كانت ليلة عيد عنده، وصاحي من 4 الفجر من فرحته بالدراسة، وكأنه عريس مستعجل على عروسته، ولو أعرف إنه كان يودعني مكتنش نزلته".. هكذا تحدثت أسماء سعد زكي، أم التلميذ إبراهم حسن محمد عبد ربة بالصف الثالث الابتدائي بمدرسة الزهراء الابتدائية. وقالت: "أنا راضية بحكم ربنا، ابني كان بدر منور، حزن الدنيا في عينيه، وأخذته من يده حتى محل والده وأعطيته مصروف 5 جنيهات، وأكدت عليه أنه لا يصرفه كله، لما علقت له على طريقة حلاقة شعره رد (خليني أفرح)، ودخل من باب المدرسة والناظر قال سيبيه وأنا أوصله لفصله، وشاور لي بيده كان بيودعني". وأكد والد التلميذ: "في النيابة اتهمت المدرسة بالإهمال، وأن كلها متسببة في وفاة ابني، لتركهم الأطفال ينزلوا جماعي بصورة همجية، وفي فصل ابني 73 تلميذا، وابني خرج من البيت سليم ورجع لي جثة، وعاوز أعرف ابني مات إزاي، والطب الشرعي شرحه والنتيجة بعد أسبوع، وكل ما رأيته في جسمه وجود منطقة زرقاء في كتفه، وأخرى كدمة في ظهره، وابني كانت صحته حلوة". - شهادة مدرسين قال عدد من مدرسي المدرسة، إن التلاميذ الموجودين في الدورين الأول علوي والثاني، استخدموا سلما واحدا نزلوا منه إلى الحوش، لأن السلم الآخر كان مغلقا، موضحين أن مدير المدرسة عقد اجتماعا، يوم الأربعاء الماضي، وطلب منهم إغلاق سلم، وتخصيص سلم واحد فقط لجميع تلاميذ المدرسة. وأضاف أحد المعلمين، أنه لولا تدخل المشرفين في الوقت المناسب وبسرعة كبيرة لكان عدد الضحايا كبير، موضحين أن المشرفين اتجهوا ناحية مكان التدافع وأنقذوا الاطفال بعد أن انحبست أنفاسهم بسبب وقوعهم فوق بعضهم البعض. - أول طابور صباح بعد الحادث وقف تلميذ في الصف السادس الابتدائي، وأمسك بميكروفون المدرسة ليبدأ في تشغيل طابور الصباح، ويكرر التلاميذ التمارين الرياضية، وظهر في كل فصل عدد محدود من التلاميذ لا تتعدى 50% من عدد المدرسة، وفي الثامنة حضر اثنان من متابعة الإدارة التعليمية في بلقاس، لمباشرة انتظام المدرسة بعد الواقعة. - روايات أولياء الأمور عن الواقعة تجمع عدد كبير من أولياء الأمور، خارج مدرسة الزهراء الابتدائية في بلقاس، للاطمئنان على أبنائهم، ولمنحهم الاطمئنان بعد أن رفض عدد كبير منهم الذهاب إلى المدرسة، بعد وفاة التلميذ. وحكت إخلاص السيد، صاحبة محل أمام المدرسة، لحظة خروج الطفل من المدرسة، وقالت: "كنت قاعدة ووجدت أستاذ يحمل طفلا على يده، وركب به توك توك واعتقدنا أنه مسروقا لكنه كان متوفى، ولما سألت قالوا إن الأطفال بيجروا وراء بعض على السلم والتلميذ وقع، وكله وقع فوقه". وقال محمد فتحي أحد الأهالي، "اتجمعنا على صراخ المواطنين، وعرفنا إن التلميذ تُوفي، وهو منقول حديثا إلى المدرسة، وحصل تدافع لأن مدير المدرسة أغلق سلما وطلب أن كل التلاميذ ينزلوا على سلم واحد، ووصلت كثافة في فصول المدرسة لأكثر من 70 تلميذا، والمسؤولية تقع بداية على مدير الإدارة التعلمية الذي ترك المدرسة تصل إلى هذه الكثافة، ونطالب بحق التلميذ والمتسبب في الواقعة يتحاسب". - إخلاء سبيل المدرسين المشرفين وأمرت النيابة العامة في بلقاس بمحافظة الدقهلية، بإخلاء سبيل 3 من المدرسين المحتجزين على ذمة التحقيقات في القضية بكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم. وقررت النيابة إخلاء سبيل "محمود ف.ا." مشرف الفناء، و"ماهر.ع.ا" مشرف دور، و"صابحة.م.ا" مشرف دور، كما سبق إخلاء سبيل "يسري.ا" مدير المدرسة.