يفتح المخرج السورى باسل الخطيب بفيلمه «مريم» الجرح السورى، وما يعانيه السوريون من مأساة حقيقية من خلال ثلاث نساء يحملن اسم «مريم» وينتمين لعصور مختلفة، وتلعب البطولة سولاف فواخرجى، وديما قندلفت، ولمى الحكيم، وميسون أبوأسعد، ويرصد الفيلم المائة عام الأخيرة فى تاريخ سوريا. وقد عُرض مؤخراً فى مهرجان الإسكندرية وقبله مهرجان وهران، وحصل على جائزة أفضل فيلم مناصفة مع فيلم «هرج ومرج». يقول باسل: «هذا الفيلم كان مشروعاً قديماً لدىّ، وشاركنى فى كتابته شقيقى تليد، وأثناء التصوير عانينا من صعوبات كثيرة، لدرجة أننا كنا لا نعرف هل سنعود إلى بيوتنا ونعيش أم لا، وكنا نصوره فى بلدة قريبة من فلسطين، وقد اخترت تصوير معاناة سوريا من خلال ثلاث نساء تقديراً لدور المرأة السورية، التى تعانى كثيراً، وتقدم تضحيات يشهدها العالم، ومن حقها أن نقول لها «شكراً» بطريقتنا، وقد كان الفيلم ملحمة من الصدق جمعتنا جميعاً رغم كل الظروف. وأضاف باسل: «الحياة الفنية فى سوريا تشهد معوقات كثيرة، لكنها لم تتوقف يوماً، ولو وضعنا الظروف حجة لعدم العمل سيتوقف المدرسون عن الذهاب للتدريس، والموظفون والطلبة كذلك، لذا يجب أن تستمر الحياة ولا نستسلم أبداً، فالفنان مثل أى شريحة مجتمعية موجودة». وعن مهرجان دمشق السينمائى الذى يتردد بقوة أنه سيعود قال: «هناك ترتيبات قوية لعودة هذا المهرجان فى ظل حالة من التحدى الشديد للظروف الصعبة التى نعيشها لتعود سوريا عاصمة للفن والثقافة، وهناك احتياطات أمنية مشددة لحفظ الأمان للجميع، وربما لن يُعقد المهرجان إلا السنة المقبلة». وعن تأييده لبشار الأسد وإمكانية رفض البعض تلبية دعوة المهرجان بسبب هذا التأييد، قال: «أرى أننا نعيش مؤامرة كبيرة ولا أنكر أن سوريا ضحية لتلك المؤامرة لإسقاط وحدتها ورئيسها ولا أنفى تأييدى لبشار وإدراكى لحجم المؤامرة التى تهدف لإسقاطه وهى مؤامرة دولية، وأعتقد أن العالم بدأ يفهم أبعادها بكل دقة». وأضاف أن «الفنان لا يمكن أن يكون محايداً فى موقفه السياسى ومن يردد ذلك كاذب، وبوجه عام السينمائى أو الفنان غير مطالب بتقديم موقفه السياسى بصراحة، لأنه ليس رجل سياسة. ولكن للأمانة يجب القول إن الفنان لا يجب أن يقدم أعمالاً تدعم طرفاً على حساب آخر، وأنا مع أى عمل يهدف إلى مصلحة سوريا وليس مصلحة أى طرف فى المعركة». وعن نوعية الأفلام التى يمكن أن يتم تقديمها فى هذه الظروف الصعبة قال: «لا يجب أن نحصر كل النوعيات فى فئة واحدة، بل بالعكس لا بد أن نقدم كل أنواع الأفلام لأننا فى حاجة إليها، ورغم تأثر الفن شأنه مثل كل شرائح المجتمع بالأحداث السياسية، فإننا يجب ألا نجرى نحو فئة معينة من الأفلام ونقدمها بشكل مباشر كأنه عمل تسجيلى، فنحن الآن فى مرحلة لا يجب رصد الوقائع خلالها، لأنها لم تتضح بعد، وكل الأمور غامضة لدى الكثيرين، وأى حكم عليها ربما يكون خاطئاً».