رمضان فى تركيا ليس فقط صوما وصلاة وفرصة للتقرب إلى الله بالفرائض والسنن، ولكنه فرصة للتقارب بين الأزواج وعودة الدفء المفقود إلى الأسرة التركية، فقد اعتاد الأزواج فى شهر رمضان إهداء زوجاتهم خطابات غرامية يجددون فيها ولاءهم وحبهم الشديد لزوجاتهم وتأكيدهم على أنهم سيظلون طوال عمرهم أمناء عليهن وعلى أولادهم. ليس هذا فقط بل يقدم الزوج لزوجته اعتذارا عن أى تجاوز ارتكبه ضدها فى أى شهر من الشهور ليكون شهر رمضان فرصة التسامح بين الأزواج. رمضان فى تركيا بالتأكيد مختلف، ليس فقط على المستوى الاجتماعى بل والدينى أيضا، فالصلاة فى واحد من أبرز وأضخم مساجد العهد العثمانى العريق التى يقصدها المصلون الأتراك فى العاصمة إسطنبول، مختلفة ولها نكهة روحانية خاصة، والآلاف من المصلين الأتراك يترددون على المسجد ليس للصلاة فحسب، ولكن لحضور الدروس الدينية التى يلقيها الوعاظ. هو مسجد السلطان أحمد (الجامع الأزرق) الذى يمتاز بفن عمارته المذهل وأنواره الخلابة، فلا تستطيع العين أن تتجاهل منظر المآذن الست المنتشرة فى أطرافه، وهى تشبه السهم الصاعد إلى السماء. بنى المسجد المهندس الشهير محمد أغا أحد أشهر المعماريين الأتراك فى 7 أعوام ما بين 1609- 1616م، وذلك حسب أحد النقوشات الموجودة على أحد أبوابه، ويتميز المسجد بالتحف المعمارية والفنية وكذلك الزخارف والآيات القرآنية المنقوشة على جدرانه. عبد السلام رمضان أوغلو (44 عاما) مواطن تركى يقول ل«الوطن»: «تتحول مساجد إسطنبول خلال رمضان إلى خلية نحل تنشط فيها حركة الدروس الدينية ومختلف أنشطة الثقافة الإسلامية من مسابقات لحفظ القرآن الكريم أو الأناشيد الدينية بالإضافة إلى اكتظاظ المساجد بالمصلين». وفيما يتعلق بأهم العادات التركية فى رمضان يروى أوغلو: «تنتشر موائد الرحمن حيث يفطر الصائمون ثم يذهبون لصلاة التراويح ثم يخرجون إلى الخيم الرمضانية التى تشتهر بها العاصمة التركية لمشاهدة الأفلام الدينية والفرق الموسيقية حتى الساعات الأولى من الصباح».