مسجد السلطان أحمد أو " المسجد الأزرق " من أجمل المساجد التي يمكن ان تراها في العالم ..وهو موجود في مدينة إسطنبول في تركيا وبالضبط في ميدان السلطان أحمد . هذا المسجد مذهل في عمارته وأنواره خاصة بالليل ، وهو يعد أحد أهم وأضخم المساجد في العالم الإسلامي ويقع مقابل متحف آيا صوفيا، والمسجد يطل على مضيق البوسفور الذي يفصل القارة الأوروبية عن القارة الآسيوية ، وهو ما يمنحه بعدا جماليا إضافيا. بني المسجد بين عامي 1018: 1020 ه ، 1609 1616 م حسب النقش الموجود على أحد ابوابه ، وهو أحد الأمثلة المذهلة على روعة العمارة العثمانية ، وأمر ببنائه السلطان أحمد الأول عام 1609 ، واستغرق بناؤه سبع سنوات ، وقد أشرف على بنائه كبير المهندسين سَدَفْكار محمد آغا وهو تلميذ المهندس العثماني الشهير المعماري سنان. تعلو المسجد 6 مآذن لاقت صعوبات كثيرة في تشييدها ، حيث أراد السلطان أحمد المبالغة في تعظيم مسجده فأمر ببناء ست مآذن شاهقة للمسجد ، ولكنه قوبل بمعارضة شديدة لأن المسجد الحرام كان يحتوي ستة مآذن حينها ، لكنه تغلب على هذه المشكلة فأمر السلطان أحمد ببناء مئذنة سابعة للمسجد الحرام على نفقته ليميزه ،وليكون مسجده الوحيد في تركيا الذي يحوي 6 مآذن . وللمسجد سور مرتفع يحيط به من ثلاث جهات ، وفي السور خمسة أبواب ، ثلاثة منها تؤدي إلى صحن المسجد واثنان إلى قاعة الصلاة ويتكون الصحن من فناء كبير ، ويتوسط الصحن ميضأة سداسية محمولة على ستة أعمدة ، أكبر الأبواب التي تؤدي إلى الصحن يظهر فيه ألتأثر بالفن الفارسي وداخل المسجد على شكل مستطيل طولي وتتوسطه قبة كبيرة ، كما أن كل ركن من أركان المسجد مغطى بقبب صغيرة بها عدد كبير من النوافذ المنفذة للضوء. وتم تغليف القباب والمنارات بالرصاص ، أما شكل الهلال الموجود في أعلى المنارات والقبة فقد غلف بالنحاس بلون ذهبي وهذا الجامع يقبل على زيارته كل عام الآلاف من الزوار المحليين والأجانب وفي المناسبات الدينية ، وخاصة يوم الجمعة ، وفي شهر رمضان يضيق بمرتاديه على اتساعه فتفرش السجادات في ساحات الجامع الداخلية والخارجية. ومنذ سنوات دأبت بلدية المدينة على إقامة معرض للكتاب في ساحة الجامع يستمر طوال شهر رمضان وبالإضافة إلى ذلك تقام أنشطة ثقافية متنوعة ، وتقام حول الجامع سوق كبيرة مكونة من المنازل الخشبية الجاهزة ، وتظل هذه السوق نشيطة تغص بالناس حتى ساعات متأخرة من الليل .