بين تأكيدات من الشرطة الإيطالية بانتحار الشاب المصرى حسن رمضان، 20 سنة، داخل سجن مدينة فيتربو، وتأكيدات من أسرته المقيمة فى قرية أبوخشبة التابعة لمركز مطوبس فى كفر الشيخ، بأنه تعرض للتعذيب حتى الموت، قال السفير أحمد أبوزيد، المتحدث باسم «الخارجية»: إن إدارة السجون الإيطالية أبلغت عن الحادث باعتباره «انتحاراً». وأشار «أبوزيد» إلى متابعة الخارجية المصرية لتفاصيل الحادث مع السلطات الإيطالية، عبر السفارة المصرية فى روما، بعدما تم إبلاغها بوفاة الشاب المصرى فى مستشفى مدينة فيتربو، اليوم، بعدما نقلته إدارة السجن من الحبس الانفرادى بعد محاولة «انتحار»، مشدداً على أن «السفارة المصرية فى روما تحرّكت فور تلقيها خطاباً رسمياً بالواقعة فى 24 يوليو الماضى». عم المتوفى: أبلغنا بتعرّضه للضرب والمضايقة خلال حبسه.. والمستشفى منع الزيارة.. و«الخارجية»: نتابع التحقيقات وأوضح أن السلطات الإيطالية طالبت السفارة المصرية بإبلاغ الخبر لوالدة الشاب، مع دعوتها من جانب إدارة السجن لزيارته فى المستشفى بإيطاليا، مضيفاً أن السفارة تواصلت مع أحد أقارب الشاب فى إيطاليا، كما نقلت إلى السلطات الإيطالية رغبة الأسرة فى الحصول على التقارير الطبية الخاصة بحالة المواطن، إلا أن إدارة المستشفى أبلغت السفارة بوفاته إكلينيكياً. من جانبه، أكد سفير مصر فى روما، هاشم بدر، ل«الوطن»، أن السفارة لا تزال تنتظر نتائج التحقيقات الخاصة بالقضية، ومعرفة تفاصيل الواقعة ومجرياتها، مشيراً إلى أنه سيتم الإعلان عن النتائج وإخطار ذوى المتوفى. «الوطن» تواصلت مع أسرة الشاب المصرى، التى أكدت شكوكها بأن تكون الوفاة ناتجة عن التعذيب داخل الحبس الانفرادى، حيث يقضى عقوبة الحبس عامين، حسبما يقول عمه فخرى شرف، موضحاً أن «حسن سافر إلى إيطاليا فى رحلة هجرة غير شرعية منذ 5 سنوات، بحثاً عن لقمة العيش، فور حصوله على الشهادة الإعدادية، كالمئات غيره من أطفال وشباب القرية». وأضاف «فور وصوله، بدأ فى تعلم اللغة الإيطالية بإحدى المدارس، وحصل على الإقامة، ومنذ شهرين فقط علمنا بخبر حبسه على خلفية خناقة مع مصريين هناك، وأرسلنا محامية إيطالية للمطالبة بوضعه تحت الإقامة الجبرية فى منزله، بدلاً من الحبس الانفرادى، وقبل أن تتمكن من استكمال الأوراق المطلوبة، فوجئنا بأحد زملائه يبلغنا بأنه نُقل إلى المستشفى بتاريخ 24 يوليو». وعند الاستفسار عن الحالة الصحية للشاب من جانب زملائه المصريين، رفضت إدارة المستشفى السماح لهم بزيارته، وهو ما بررته بأن حالته خطيرة، وغير مسموح بالزيارة دون خطاب رسمى من إدارة السجن، وحسبما يقول العم: «بعد 7 أيام من احتجازه فى المستشفى، أبلغتنا السفارة بوفاته إكلينيكياً، قبل الإعلان عن وفاته رسمياً». ويؤكد العم: «ابننا تعرض للتعذيب داخل السجن، ونطالب بحقه، فهو كان يبحث عن لقمة العيش عندما تم القبض عليه، وتلقينا اتصالاً منه شكا فيه من التعرّض للمضايقة والضرب داخل السجن، وطلب تفويض محامٍ للدفاع عنه، وبالفعل فوضنا محامية إيطالية للمطالبة بأن يستكمل العقوبة داخل منزله، حسب القوانين الإيطالية، لكنه مات قبل أن تستكمل الأوراق، ونعتقد أنه قُتل انتقاماً للإيطالى ريجينى، الذى توفى فى مصر». وأوضح: «توجهنا إلى الخارجية لمقابلة المسئولين، فأبلغونا بتحرك الدولة لإعادة الجثمان، حتى يُدفن فى مقابر الأسرة»، مضيفاً «الأب مات فى حادث، والابن توفى من التعذيب، نريد حق ابننا، وأن نعرف المسئول عن موته، ولماذا تم تعذيبه؟، فابننا يقيم فى إيطاليا منذ 5 سنوات دون أن يشكو منه أحد، ودون أن يخل بالقوانين الإيطالية، فقد حصل على إقامة شرعية هناك». من جانبه، قال خالد شرف، ابن عم المتوفى: إن «أحد زملاء حسن نجح فى دخول المستشفى، فوجده مُلقى على السرير دون أن يتحرك، وشاهد آثار تعذيب فى الرقبة واليد اليمنى، ووقتها أكد له أحد العاملين فى المستشفى وفاته إكلينيكياً، وعندما ذهب إلى السفارة لإبلاغها، قال له المسئولون فيها إنهم على علم بالواقعة، ويتابعونها»، مضيفا «السفارة لم تبلغنا حتى عرفنا، ولولا أننا قلبنا الدنيا، لما كان أحد تحرك بشأن الواقعة، وكل ما نريده الآن هو حق ابننا، الذى مات من التعذيب، وأمه التى دخلت فى غيبوبة حزناً على فراقه».