خيم الذهول والحزن على قرية الستايتة فى مركز المنزلة محافظة الدقهلية، بعد وصول نبأ استشهاد ابنها محمد إبراهيم عبدالغفار، وأخذت والدة الشهيد تردد: «ماحدش يقولى محمد مات، اللى بيقولوا كده كدابين»، بينما ظل والده شيخ خفر القرية، المريض بالكبد، فى حالة ذهول وهو غير مصدق، ولا يزال يراوده الأمل فى أن يكون الخبر كاذبا وقال: «أنا منتظر رجوعه ليقف بجوارى فى فرح أخته يوم العيد ويساعدنى فى نفقات إخوته الستة»، وظل يذكر بأنه كان ينتظر أن ينهى تجنيده بعد شهرين ونصف ليعود ويحمل عبء الحياة عنه، فى حين لم تكف والدة الشهيد عن ترديد: «الخبر كاذب أنا مكلماه على تليفونه قبل الفطار ب10 دقائق، وقال لى إنه سيعطى دعوة فرح أخته لضابط الوحدة، وروشتات علاج أبيه، علشان ياخد أجازة يوم فرحها فى العيد لأن أبوه تعبان». روت شقيقات محمد تفاصيل إجازته الأخيرة، قبل أسبوع من الحادث، حيث استضاف خلالها رفيقه المجند محمد ممدوح، الذى استشهد معه، على الإفطار فى منزله قائلين: «عزم صاحبه على الفطار يوم الاثنين اللى فات، وسافروا مع بعض للوحدة العسكرية، علشان يرجعوا مع بعض فى صناديق». وقال عزمى المكاوى، زوج شقيقته الكبرى: سمعنا خبر الهجوم على الحدود المصرية عبر وسائل الإعلام، فحاولنا الاتصال بمحمد على تليفونه المحمول، إلا أنه لم يرد، فاتصلنا بالكتيبة التابع لها، ومركز الشرطة والوحدة العسكرية، بل وزملائه، لكن لم يجب علينا أحد حتى الساعة 6 من صباح اليوم التالى، حين أكد لنا زميله أنه استشهد فى الهجوم، ثم شاهدنا صورته واسمه على القنوات الفضائية. وقال أحمد محمد طلبة، صديق الشهيد إنه كان مشهودا له بالتزامه الدينى، والأخلاقى الشديد، وحرصه على صلاة الفجر فى مسجد القرية، قبل تجنيده وخلال أيام الإجازات القصيرة التى كان يقضيها فى القرية.