"ما نابه من الكلب إلا سعاره".. بيطريون يفسرون سبب عض عامل لأفراد أسرته

حالةٌ غريبةٌ شهدها مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، حيث أقدم عامل زراعي على عض ثلاثة من أفراد أسرته "أمه وشقيقته وابنة عمه" في أماكن مختلفة، إثر تعرضه لعضة كلب منذ 8 أيام، ولم يتلق المصل المضاد لها.
واحتجزت مستشفى حميات المنصورة، وخلال التحقيقات التي أجرتها الشرطة، قالت الأم إن ابنها اعتدى عليهم بعدما أصدر أصواتًا غريبة، في الوقت الذي أكد فيه العامل أنه لم يقصد مهاجمة وعض أفراد أسرته وأنه تصرف بهذا الشكل بدون وعي منه، وبرر فعلته بأنه تعرض للعض من قبل كلب منذ 8 أيام.
الدكتور كرم مصطفى، استشاري ومدير عام مديرية 6 أكتوبر البيطرية، قال إنه في حالة عض كلب لشخص، لا يصاب بالسعار إلا إذا كان الكلب نفسه مصابًا بالمرض، مؤكدًا أن الكلاب التي تتلقى التطعيمات والتحصينات لا تُصاب بالسعار بعكس كلاب الشارع.
مرض السعار ينتقل من الكلب للإنسان عن طريق لعاب الكلب الذي يدخل جسم الإنسان وقت العض، وفقًا لحديث كرم ل"الوطن"، مشيرًا إلى أن الميكروب يصيب الدم فيكون الشخص حامل للمرض، ومنه ينتقل للأعصاب، التي تنقله بدورها للمخ، فيصبح الإنسان مصابًا بالمرض، ثم يصدر المخ إشارات لأعضاء الجسم التي تنفذ حركات لاإرادية منها عملية العض.
وأوضح الطبيب البيطري أن المدة التي تظهر خلالها أعراض السعار على الشخص تتوقف على مكان عضة الكلب له، ومدى قربها من المخ، مؤكدًا ضرورة تعاطي المصل المضاد مباشرةً بعد العض لتكسير الميكروب قبل وصوله للأعصاب.
وأكد الدكتور حسن شفيق، نائب رئيس هيئة الخدمات البيطرية السابق، أن السعار مرض عصبي، أعراضه هي حدوث حركات لاإرادية وتشنجات في الجسم بأكمله ومنه منطقة الزور، التي تُحدث التشنجات بها صوتًا غريبًا.
وأضاف شفيق في تصريحات ل"الوطن" أنه لابد أن يكون الكلب مصابًا بالمرض أو حاملًا له حتى يُصاب الشخص الذي عقره الكلب بالسعار، مؤكدًا ضرورة تلقي المصل فور العض، كما أن عامل الدقهلية لابد من حجزه وإعطائه المصل ووضعه تحت الرقابة حتى التأكد من شفائه.