قصدت "الحاجة سعدية" المملكة العربية السعودية طلبا للمغفرة من الله، إلا أن الشيطان وسوس لأعوانه الذين حولوها لشقاء وعذاب، كادت أن تفقد فيها العجوز حياتها بسببه، لولا حفظ الله لها وظهور الحقيقة ومكافأتها بعمرة وحج، بالإضافة إلي حب الناس وتعلقهم بها. 1- بحث العصابة عن سيدة فقيرة لأداء رحلة عمرة مجانية بدأت رحلة الحاجة سعدية من جارتها التي أخبرتها أن شقيقها "عبدالله" تعرف علي أمير سعودي، تبرع ب15 عمرة مجانية، وأنها رشحتها، وعليها أن تجهز جواز السفر، والفعل تم تجهيزه وأخذت تأشيرة الرحلة، وطلب "عبدالله" منها أن تستعد بمفردها للسفر، واتخذ طريق ترابي وسط الأرضي الزراعية ولم يتخذ الطريق المعروفة من قريتها إلى القاهرة، وفي منتصف الطريق، طلب منها أخذ شنطة للمتبرع السعودي فيها بعض ملابس حريمي لابنته، ورفضت الحاجة سعدية وبدأ الشك يملأ قلبها، وتدخلت ابنتها بالاتصال بها وبعبدالله، والذي أكد لها أنها لن تلمس الشنطة، وأنها ستكون معها فقط وسيتسلمها السعودي منها في المطار. 2-الخروج من مطار القاهرة شعرت الحاجة سعدية بالأمان وأكدت لابنتها أنها ظلمت "عبدالله" بالشك فيه عندما رفضت أن تأخذ الشنطة منه، فقد مرت الشنطة من على "سير التفتيش" في مطار القاهرة دون أي عناء، وأنه لو كان بالشنطة أي ممنوعات لضبطتها الإجراءات الأمنية الموجودة بالمطار. 3-الوصول إلى مطار ينبع بالسعودية والقبض عليها لحظات فارقة في حياة الحاجة سعدية عندما وصلت إلى مطار ينبع، عندما علمت أن الحقيبة التي وضع عليها اسمها ورقم جواز سفرها ممتلئة بالمخدرات، بحسب ما أخبرها الضابط السعودي، فسقطت على الأرض مغشي عليها، وبعد أن أفاقت وجدت نفسها متهمة بجلب المخدرات للمملكة، وتنتظر عقوبة الإعدام. 4-علم أسرتها بالقبض عليها استمر التحقيق مع الحاجة سعدية يومين، ولا تعلم عنها أسرتها شيء، حتى تمكنت ابنتها هدى من الوصول إليها والتحدث معها، فأخبرتها بما حدث، نشرت بعد ذلك الابنة مقطع فيديو على موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك"، تستغيب بالمسئولين لإنقاذ أمها وسرعة القبض على "عبدالله" صاحب الشنطة الحقيقي. 5-مظاهرة أهالي "درين" تظاهر المئات من أهالي قرية درين، أمام منزل الحاجة سعدية، وخرجوا كل يوم أمام بيتها يرددون كلمة واحده "بريئة، الحاجة سعدية بريئة"، وطالبوا السلطات السعودية الإفراج الفوري عنها، حتى وصل صوتهم إلى كافة المسئوليين. 6- القبض علي شقيقة "عبدالله" وزوجها ألقت مباحث الدقهلية، القبض على شقيقة المتهم "الحارية" وزوجها "محمد فايق"، بعد أن استغلوا بساطة العجوز وأوهموها بالحصول على عمرة مجانية من رجل أعمال سعوي، لاستغلالها في نقل المخدرات. 7-القبض على "عبدالله المنزلاوي" تمكنت مباحث الدقهلية من القبض على المتهم الرئيسي أثناء هروبه واختباؤه في منطقة فيصل بمحافظة الجيزة، بعد أن خرجت مأمورية مكبرة من مباحث الدقهلية تحت إشراف العميد محمد شرباش مدير مباحث المديرية، بالتنسيق مع مباحث الجيزة والأمن العام، وتم القبض على المتهم عبدالله المنزلاوي، الذي اعترف بالواقعة تفصيلا بعد مواجهته بتسجيل صوتي له مع ابنة المتهمة، وهو يؤكد لها انه أعطى لأمها شنطة بها ملابس لزوجة الرجل السعودي لتسليمها له بالسعودية، كما تم مواجهته بتحريات المباحث والتي أكدت الواقعة. واعترف المتهم بالواقعة وأكد أنه اتفق مع أحد الأشخاص بالسعودية على نقل مواد مخدرة عن طريق استغلال بعض السيدات من كبار السن دون علمهن، مقابل منحهن عمرة مجانية كتبرع من أحد رجال الأعمال السعوديين، مستغلين كبر سنهن وعدم خضوعهن للتفتيش الدقيق، لكن القبض على الحاجة سعدية كشف الخطة بالكامل، وأضاف أنه استخرج تأشيرة السفر لاثنين من قرية "درين" هما الحاجة سعدية عبدالسلام، وفوزية محمد عبدالقادر إبراهيم، سافرت الأولى برحلة 20 مارس، والثانية كان مخطط سفرها برحلة 7 أبريل. 8-الإفراج عن الحاجة سعدية وأدائها للعمرة أرسلت الخارجية المصرية التحقيقات التي أجرتها نيابة شمال الدقهلية الكلية في القضية وبحبس المتهم واعترافه أنه صاحب الشنطة التي ضبطت مع الحاجة سعدية، وبمجرد وصول نسخة من التحقيقات للسلطات السعودية أفرجت كنها على كفالة السفارة المصرية، والتي اعتنت بها، ورتبت لها أداء العمرة في ليلة النصف من شعبان، وبعدها حجزت لها فندق للإقامة به إلى أن تنتهي التحقيقات في القضية. 9- الحنين إلى الوطن رغم محاولات التخفيف عن الحاجة سعدية من الجالية والسفارة المصرية، إلا أنها كانت تنتظر عودتها إلى مصر، وبثت فيديو استغاثة تتمنى فيه أن تعود إلى أرض الوطن، وفي هذه الأوقات، سافرت لها ابنتيها وأدوا معها العمرة، ورفضت بنتها هدى العودة إلى مصر بدون أمها، وظلت هناك ما يزيد عن 40 يوما، حتى تم الإفراج عنها، في هذه الفترة تعرضت الحاجة سعدية لكسر في القدم. 10-العودة إلى مصر وصلت الحاجة سعدية مطار القاهرة، مساء 18 يوليو، عدد من أهالي قريتها، وبمجرد نزولها إلي أرض المطار، أوفت بنذرها بتقبيل تراب الوطن، وسجدت لله شكرا، وتوجهت إلي قريتها لتجد فيها الأفراح والزغاريد.